رئيس التحرير
عصام كامل

نادية الجندي: بطلت تمثيل حفاظًا على تاريخي

فيتو

  • "مفيش بطولة نسائية" حاليا
  • نجمات الجيل الجديد يتعاملن مع الشهرة على أنها "فلوس"..
  • "أسرار" أعادني من جديد لـ"التليفزيون"
  • "مختار" أقنعني بـ"قطع إجازتي الفنية" 
  • "أنا مش مغرورة".. والفن بعد الثورة "أخد مسارا غريبا" 
  • لم أستغل زواجي بعماد حمدى لـ"مصلحتي" 


البداية كانت من عند محطة زواجها الأولى، عندما قرر حسن الإمام إخراج فيلم "زوجة من الشارع" عام 1960 اختار الفنان الراحل عماد حمدي للمشاركة في بطولة الفيلم، وكانت نادية عبد السلام الجندي التي اشتهرت بعد ذلك باسم نادية الجندي وجهًا جديدًا في الفيلم، لم يسمع بها "عماد" من قبل، ومن خلال هذا الفيلم بدأت قصة غرامهما.. وتزوجا بعد الفيلم مباشرة.

استمر زواج "فتى الشاشة الأول" - وقتها- عماد حمدي من النجمة الصاعدة نادية الجندي عشر سنوات من مطلع الستينات وحتى السبعينات، وكان عماد ما زال في بريقه ومكانته السينمائية، وقدمت معه نادية فيلم "بمبة كشر" الذي اكتسح السوق في إيراداته، واستمر عرضه عاما كاملا.

"بمبة كشر".. واحد من عشرات الأعمال الناجحة التي قدمتها "نجمة الجماهير" نادية الجندي على الشاشة، بدأت مشوارها الفني "من فوق".. توقفت قليلا، لكنها سرعان ما عادت لتتربع على عرش "ملكة السينما"، وتصبح الأولى بلا أي منافسة.
امتد مشوار "نادية" لسنوات طويلة.. وغيابها أيضا هو الآخر كاد أن يمتد لولا أن وجدت "ضالتها" في عمل درامي جديد من المنتظر عرضه قريبا، وهو مسلسل "أسرار".
وعن حكايتها مع مشوار البطولة "المطلقة".. والنجومية وسر اختفائها وعودتها وأمور أخرى كان الحوار التالي:


_ بداية.. غياب نادية الجندي عن الفن لأكثر من 3 سنوات أثار العديد من التساؤلات.. هل الاعتزال كان واحدا منها؟

لم أجد ما يناسبني من أعمال فنية من الممكن أن أقدمها، خاصة في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، وقتها فضلت الابتعاد قليلا، والجلوس في بيتي، وقررت ألا أقدم أعمالا تحسب على ولا تحسب لي، وذلك لأن الفن في ذلك التوقيت أخذ مسارًا غريبًا وأصبحت الأعمال الفنية التي تقدم في الدراما أو السينما غريبة، بصراحة "خفت على تاريخي الفني ففضلت الابتعاد "

_ لكن هناك بعض الأعمال الجيدة التي يقدمها جيل الشباب..لماذا لم تشاركي فيها؟
أعمالي الفنية لها طبيعة خاصة، ولا أنكر أن هناك أعمالا سينمائية ودرامية تقدم على مستوى جيد، لكن ليس كل شيء جيد يناسبك وهذا هو الشيء الذي لابد أن يضعه كل فنان في اعتباره، فمن الممكن أن يقدم فنان دورًا جيدًا في عمل فني وإذا قدمه فنان آخر يذهب بريق هذا الدور.

- غيابك لم يكن فرديا.. فقد سارع عدد من أبناء جيلك للابتعاد أيضا.. هل يمكن أن نطلق على هذا الغياب "لحظة تسليم الراية"؟

لا أعلم بالتحديد السبب في ذلك، وكل واحد منا دائما تكون له ظروفه الخاصة، لكن إذا تحدثنا بشكل عام، فهذه هي طبيعة الفن، فجيل يسلم جيل الراية والسينما دائمًا تعتمد على الشباب أكثر من الكبار، فلا تجد فنانين كبارا يقومون ببطولة أعمال سينمائية، والأغلبية منهم تنحصر مشاركتهم في أدوار الشرف أو البطولة الثانية.

_ لكن البعض يفسر غيابك بـ"غرور النجومية".. إلى أي مدى تتفقين وهذا الرأي؟
لم أكن يومًا من الأيام مغرورة، وتواضعي كان سر نجاحي، لكنني لا أحب الظهور إلا عندما يكون لدى عمل فني جديد، مثل مسلسل "أسرار"الذي أقوم بتصويره الآن، حيث وجدت فيه ما يشجعني أن أعود للفن، وهنا لا أنكر الدور الذي لعبه المنتج محمد مختار في إقناعي بالعمل، وبضرورة عودتي في هذا التوقيت.

_ حديثنا عن هذا العمل؟
المسلسل يدخل عالم تجارة الأدوية الفاسدة، ويلقي الضوء على "مافيا الأدوية"، ويكشف حجم الخطورة التي تمثلها على مجتمعنا، ويشارك في بطولته عبير صبري وأحمد سعيد عبد الغني وعزت أبو عوف وهم من إخراج أحمد فهمي عبد الحميد،، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

_ من المتعارف عليه أن نادية الجندي لا تحب الحديث في السياسة.. هل تخشين التورط في أزماتها أم ترين أنه لا فائدة من وراءها؟
لأنني ببساطة فنانة ولست سياسية، وموقفي منها مثل أي مواطن عادي يتحدث، أتحدث فيها بعض الوقت، ولا أقدر أن أمنع نفسي منها، لكنني في الوقت ذاته لا أتحدث فيها طوال الوقت.

_بعيدا عن السياسة.. كيف استطعت التربع على عرش السينما طوال هذه السنوات؟
بالطبع كل شيء بتوفيق الله، واعترف بذلك، لكن لابد أيضًا أن يكون هناك اجتهاد فلا يوجد نجاح من فراغ، وأرى أن السبب في نجاحي هذا، بعد توفيق الله تعالى طبعا، يتمثل في الثقة التي منحها الجمهور لي، ولأعمال طوال هذه السنوات، وأرى أيضا أنه ناتج أيضا لخلاصي التام للفن، واجتهادي الدائم لتقديم كل ما يرقى للمشاهدة، ويلمس واقع المجتمع المصري، ويجعل الجمهور يلتف حوله، وأخيرا أؤكد أنني "تعبت قوي" لأصبح "نجمة الجماهير".

- طوال مسيرتك الفنية.. كيف تتعاملين مع "الإغراءات المادية"؟

لم أنظر للمال يومًا من الأيام، وكنت أرفض كل الاغراءات المادية في مقابل أن أقدم عملا جيدا، وأكون على قناعة تامة به وبكل جملة في السيناريو، ووقتها كنت أعلم أن الأعمال الجيدة هي التي ستأتي بالمال لي ولكن المال لن يعطيني أعمالا جيدة.

- هل ترين أن جيل الفنانات الحالي يفتقد لهذا النوع من التفكير في الوصول للمرتبة الأولى والحفاظ عليها؟
لا أعلم طريقة تفكيرهن، لكن ما أراه أمامي أن البطولة النسائية اختفت من السينما بشكل شبه كامل، ولا أجد فنانة تستطيع أن تقدم عملا سينمائيا بمفردها ويحقق هذا العمل إيرادات، ومن وجهة نظري فإن فنانات الجيل الحالي ينظرن للفن أنه شهرة ومعجبون وسفر وخروجات وفلوس، بصرف النظر عما يقدمنه من أعمال فنية.

_ الكثير يريد أن يعرف السر وراء زواجك الأول بالفنان عماد حمدي رغم فارق السن الكبير بينكما؟
تضحك: " الحكاية دي من سنين وسنين ".. وقتها كنت طالبة بالمدرسة وانبهاري بنجومية عماد حمدي هي التي جعلتي تزوجته في يوم من الأيام، فلم أفكر وقتها في النجومية أو المادة أو غيرها، وكل تفكيري كان أن النجم عماد حمدي يحبني لذلك أصبحت زوجته ولم أتزوجه طمعًا في شيء.

_ نفهم من ذلك أنك لم تستفيدي من زواجك بعماد حمدي؟
لم أستفد على المستوى الفني، ودعني أقول لك إن عماد حمدي منعني من التمثيل بسبب غيرته على وخوفه أن أصبح نجمة وأتركه في يوم من الأيام.

_ بعيدا عن هذا.. هل كان زواجك بالمنتج محمد مختار بمثابة نقلة إيجابية لحياتك الفنية والشخصية ؟
بالطبع.. كانت هناك نقلة نوعية في حياتي بعد زواجي بمختار، وزواجي به جاء بعد قصة حب، كما أنني حققت معه نجاحات كبيرة في السينما، وكنا ثنائيا لا يستهان به.

_ ولماذا انفصلت عنه بعد كل هذا العمر ؟
لا أحب أن أتحدث في هذه التفاصيل وأعتقد أنها أمور تخصني وحدي أنا وهو، ويكفي أننا عدنا للتعاون معا من جديد من خلال مسلسل أسرار.

الجريدة الرسمية