إعادة تعريف العدو
من العدو اليوم.. عدو المصريين، عدو الدين، عدو العلم، عدو الحضارة ؟
من العدو اليوم، عدو النور، عاشق الظلام، عدو مصر، عدو المستقبل، عدو الأمهات الثكالي، والآباء الذين تفور صدورهم حزنا وكمدا ؟ هي المذبحة الثالثة، مروعة ومخيفة، وخسيسة، لقي فيها تسعة وعشرون من خيرة وأطهر أبنائنا، مصرعهم، شهداء عند ربهم بإذن الله !
العدو هو "محمد مرسي، ومحمد بديع، وخيرت الشاطر، وعاصم والقرضاوي، والعرصاوي، والعريان، وصفوة حجازي، وكل مذيع حافظ وقابض، يردد كالبغبغان الأهطل شعارات مشبوهة الأهداف، اسمها حقوق الإنسان!
العدو هو كل صحفي اعتبر بلده عدوا والإخوان وطنا، وعد ثورة الشعب على الفئة الباغية انقلابا، وكرس قلمه ولسانه وجريدته، وموقعه الإلكتروني، لخدمة قتل أبناء الجيش! أبناؤنا الشبان جنودا وضباطا.
لا يكفي إعلان الإخوان جماعة إرهابية، بل لابد من إعلانهم أعداء الدولة المصرية، شعبا وحكومة وأرضا. وكما سخرنا كل الإمكانيات لتحرير الوطن من الاحتلال الصهيوني، لابد من تسخير كافة الطاقات لتحرير مصر وعقلها من القتلة المسبحين باسم الدين! لابد أيضا من تشريع حرب، يعتبر كل من حفر أو سمح بحفر أو علم بحفر ولم يبلغ، عن أنفاق تصل الأراضي المصرية بالأراضي الفلسطينية، قد ارتكب جرم الخيانة العظمي وعقابه الإعدام، لأنه ليس معقولا أن تطارد الشرطة والجيش البيوت، وتحتها سراديب وأنفاق، كلما ردموا المئات، انفتح العشرات بديلا، في تجارة توريد الإرهاب، والسلاح، والأشخاص، والطعام والأدوية.
ومن الواضح أن العملية الخسيسة التي شرخت قلوبنا جميعا مع بدء العام الهجري الجديد، قد تم التخطيط والتجهيز لها، منذ فترة، وهي نسخة من أعمال تنظيم القاعدة في أفغانستان، ونقلها حرفيا عنهم الأشاوس بتوع حماس، ومن ثم فإن هذه الواقعة الدنيئة فيها بصمات من لا يثمر فيهم جهد ولا مروءة ! ستقع هوجة مشاعر غاضبة، وموجة عويل وطني، بينما أعلنت قرية في سمالوط عبر مكبرات الصوت عن احتفالات شماتة في دم بني وطنهم، وسيخرج الرئيس بقرارات، وستمر الأيام، وتخمد الموجات، ونباغت بمجزرة رابعة وخامسة.
ما الحل ؟ الحل في طرة، وبرج العرب !
العين بالعين والسن بالسن والقصاص حياة، وهؤلاء هم المحرضون، وفي القانون الذي يحاكمون به، يعد المحرض كالفاعل الأصلي. إنهم بعتبروننا أعداءهم، وعلينا أن نعتبرهم هم أيضا أعداء لنا، يوشك الناس على الفتك بهم، وننتظر من الدولة قبضة قاضية تنال من المأجورين أو المهووسين، تعتبر نفسها طلابا، وهم خونة وقتلة.
المحاكمات العسكرية، وقانون الطوارئ يردعون الخونة !