أشعلوها نارًا في كل مكان !
قالت الزميلة الصحفية الإعلامية السورية ميساء الشيخ حسين، أمس، للأخت العزيزة منى بطاح، الإذاعية المبدعة، في سهرتها الأسبوعية بالبرنامج العام، إن الشعب السوري الذي ترك سوريا لم يشعر في مصر - ومصر تحديدًا - أنه في أي غربة..وقالت: "لم أعش زمن جمال عبد الناصر..بل كنت طفلة..ولكن عائلتي وأهلي وجيراني كانوا يقولون لنا إنه زعيم العرب"، وأضافت، وقد انطلقت دموعها: "كنا دولة واحدة..وعندما ضربوا مصر في العدوان الثلاثي وهاجموا الإذاعة المصرية انطلقت من إذاعة دمشق بعد نصف ساعة..هنا القاهرة، وكان ذلك قبل الوحدة بعامين!".
دموع السيدة ميساء طبيعية جدا..وتزايدت وهي تستمع لأغنية كارم محمود الشهيرة "أمجاد يا عرب أمجاد" التي كتبها بإمكانيات غير طبيعية الشاعر الصوفي الكبير عبد الفتاح مصطفى ولحنها المبدع الراحل أحمد صدقي..الآن..ونحن لم نعش أيضا زمن عبد الناصر نقف ونتوقف لنسأل:
هل كان مخططا أن يتم تسطيح جيل بالكامل لا يعرف قطاع منه الآن إلا البنطلونات الساقطة وكريمات جيل الشعر ؟ هل كان مخططا لتحويل مجتمعاتنا إلى أكثر من مجتمع، تعيش على أرض واحدة من خلال تعليم أجنبي كل منه منسوب لدولة ما بلغة ما لكل منها ثقافتها ؟ هل كان مخططا أن يتم تشويه - لجيل كامل - فكرة الوحدة العربية وحلم القومية العربية والسخرية منها والتندر عليها وهو ما لعبت فيه جماعة الإخوان دورا كبيرا ووصفت القومية العربية بالجاهلية ؟ هل كانت الأقلام التي كتبت لتشعل نار الفتنة العربية في كل حرف تكتبه تلعب في مصلحة مخطط طويل يؤتي ثماره الآن بتمزيق الوطن العربي تمزيقا ؟ هل بلغ الاستغفال عند الكثيرين أنهم لعبوا ضد مصالحهم وسخروا من أنفسهم وشوهوا أحلامهم الكبرى ؟ هل يسير العرب وحدهم ضد الكون وسنن الكون والعالم كله يتجه نحو الكتل الكبرى ونحن العكس ؟ حتى الأكراد يعانون عقودًا طويلة من أجل دولتهم القومية ونحن نستهزئ بها ؟!!
أعرف الإجابة، لكن في اليوم نفسه نتذكر ما جرى قبلها بيوم حين أكد السيسي أن مصر لن تسمح بتفتيت ليبيا وأنها ستدخل إذا طلب منها ذلك! ونتذكر أن في اليوم نفسه طردت مصر من مينائها الجوي خالد عبدو الصالح المعروف أنه وزير خارجية التحالف السوري المعارض وفي اليوم التالي تعلن مصر عن ضبط خلية داعشية خطيرة مكونة من 34 إرهابيا تدربت وتعلمت بالكامل فنون الإرهاب في معسكرات الإرهابيين في سوريا..!! وهو ما يؤكد أن ريحًا عروبية تشتم في السياسة المصرية.. وهو ما يعني أن الأمن هنا مرتبط بالأمن حولنا..وهو ما يعني أن الوحدة العربية هي الحل.. وهو ما يعني أن دفاعنا كل حين عن جمال عبد الناصر ليس ثرثرة ولا عودة للوراء ولا لأسباب عاطفية.. وإنما لإشعال نار الغضب في صدور الوطنيين علهم يعودون لصوابهم لبناء دولة الوحدة والعدل والتقدم!
أشعلوها أنتم أيضا نيرانا عربية في كل مكان تبحث في كل اتجاه عن أمجاد العرب فربما مسحتم دموع السيدة ميساء الشيخ
حسين!