رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعديات..الزراعة سابقًا !


"إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص"، لم أجد أنسب من هذه الكلمات لأوصف بها حال وزارة الزراعة في ظل وزيرها الدكتور عادل البلتاجي، فرب بيت "الزراعة" بدلا من يمارس مهامه الأساسية ويواجه التعديات الزراعية التي وصلت إلى درجة يرثى لها وقضت على 52 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية في مصر، قام بالتعدى على أراضي زراعية والبناء على 50 فدانا مملوكة له ولأشقائه عن طريق إقامة سور حولها.

الواقعة كانت قبل تولى البلتاجى حقيبة الزراعة في عهد الوزير السابق، ووقتها تم تحرير محضر بها، وتقدم "البلتاجى" وفقا لمستندات بحوزتى بطلب إلى الإدارة الزراعية بمدينة المحلة الكبرى، حول ملكيته 50 فدانًا بحوض الحيازة بحري بزمام دنوشر مركز المحلة الكبرى، للتصالح مع الوزارة بعد مخالفته بإقامة سور حولها، وتم تشكيل لجنة من الري والصرف والوحدة المحلية التابع لها والإصلاح الزراعي والكهرباء، والتي أثبتت أن المساحة بها 13 فدانًا مزروعة بالأرز والباقي حدائق وهي أرض زراعية لا يجوز البناء عليها.

لم يكتف الوزير بهذا وبكونه متهما بالمحاكم المصرية بالتعدي على الأراضي الزراعية إلا أنه وبعد توليه الوزارة حاول إنهاء تلك القضية عن طريق قيام مديرة مكتبه وكاتمة أسراره الدكتورة عايدة غازى باستدعاء وكيل وزارة الزراعية بالغربية منذ أسبوعين وحاولت ترغيبه مرة وتهديده مرات عديدة بضرورة إصدار ترخيص بالبناء للوزير إلا أن رده كان بالرفض حتى لو تم إقالته من منصبه.

الواقعة بمستنداتها أضعها على مكتب النائب العام للتحقيق فيها، لأن المخالفة عندما تأتي من أعلي مسئول حكومي عن أهم قطاع في الدولة تكون جسيمة وأضرارها متنوعة ومتضخمة، فبدلا من أن يقوم الوزير بحملات لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وبدلا من أن يسعي لتعديل القانون لتغليظ العقوبات على المتعدين، استخدم الوزير سلطاته وتعدي على الأراضي.

وأوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية لعل كلماتى تصل إليه، أطالبه فيها بإعادة تقييم أداء وزير الزراعة البالغ من العمر 74 عاما، ويبحث عما قدمه هذا الوزير للفلاح المصري المعدوم وما قدمه أيضا لمصر، قبل أن يفوت الأوان وتعرف عدد الجولات التي قام بها وعدد اللقاءات التي عقدها من الفلاحين وأهم القرارات التي اتخذها، وسوف تتفاجأ أنه لم يجر جولة مفاجئة على مديرية من المديريات أو إدارة تابعة للوزارة، كما أنه لم يعقد سوى لقاء واحد مع الفلاحين بعد ضغط وطلب من رئيس الوزراء شخصيا.


أرجو منك أن تسأل عن عدد القرارات التي وقعها لتفاجأ أيضا بأنه لم يوقع على قرارات مصيرية سوى القرارات التي تخص محاسيبه، أرجو منك أن تسأل يا سيادة الرئيس عن ما فعله الوزير في مشروع الـ4 ملايين فدان التي سيتم استصلاحها ضمن برنامجك الانتخابي ستجد أن ما قام به الوزير هو عدة لقاءات وتصريحات للصحف حول المشروع إلا أنه لم يتخذ إجراء حقيقى واحد من أجل تنفيذ هذا المشروع.

سيادة الرئيس أرجو أن تسأل عما فعله الوزير المبجل للمشروع القومى لتطوير الري الحقلي في أراضي الوادى والدلتا والذي تبلغ ميزانيته التقديرية 250 مليون دولار ما بين منح وقروض من عدة جهات دولية...من الذي سيسدد هذا القرض إنه الوطن البائس.

الحقيقة أن كل ما فعله الوزير أنه مكن بعض رجاله وهما الدكتور عبد الغني الجندى والدكتور سمير أبو سليمان من إدارة المشروع بالكامل لتكون النهاية هو شكاوى واستغاثة غير مسموعة من الفلاحين بمناطق تنفيذ المشروع في محافظة كفر الشيخ من فشل التطبيق نظرا لسوء المعدات والاعتماد على خامات تصنع في أماكن غير معتمدة.

كما أنه استقدم زملاءه وتلاميذه الذين بلغوا من العمر عتيا ليسيطروا على الوزارة بقطاعاتها ويستقدمون رجالاتهم من ذوى الولاء والثقة وتفضيلهم على ذوى الخبرة والكفاءة، سيادة الرئيس أرجو منك أن تفتح تقييما شاملا لأداء الوزير قبل أن يفوت الأوان.
الجريدة الرسمية