رئيس التحرير
عصام كامل

العودة إلى الأدب الكلاسيكي.. "عقل": يحمل قيما إيجابية افتقدها العالم.. "حمودة": شاهد على التجرية الإنسانية.. وتميز بالمذاق الجمالي.. أمينة زيدان: الثقافة في الوطن العربي تحتاج إلى قراءة تاريخية

الأدب الكلاسيكي -
الأدب الكلاسيكي - صورة تعبيرية

الأدب الكلاسيكي مصطلح يطلق بصورة عامة، على الأعمال التي لا تزال تقرأ على الرغم من مضي زمن طويل على صدورها، ابتداء من الحضارة الإغريقية والرومانية والصينية وحتى القرن العشرين.


كما يشمل الأعمال التي تقرأ من قبل مختلف الثقافات، أي التي يتواصل ويتفاعل معها القراء في كل زمان ومكان، ومن مختلف المراحل العمرية، ليس هذا فحسب، فالأعمال الكلاسيكية تفتح للقارئ نافذة يرى من خلالها جانبا من حياته وحياة الآخرين، لتضيف إلى معرفته وتوسع آفاق تفكيره، التي تدفعه إلى التأمل والتعاطف والارتقاء بوعيه، وفي بعض الأحيان إضاءة جانب معتم من عالمه، وبالتالي الكشف عما كان خافيا عليه في منظومة الحياة والمجتمع.

كما يستنهض هذا النوع من الأدب، المشاعر النبيلة في الإنسان التي تجلو الروح وتحررها من شوائب الحياة اليومية، والمفاهيم المادية الاستهلاكية التي تغرب الإنسان عن نفسه ومحيطه، كما تساعده على فهم ثقافات الشعوب الأخرى والتعرف على منظومة تفكيرها ونمط حياتها.

عودة إلى الماضي
وصف الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد بكلية التربية بجامعة عين شمس، الأدب الكلاسيكي بأنه حنين إلى الماضي وعودة القيم والعادات الإيجابية التي افتقدها العالم كالتسامح والتعايش والمواطنة، مشيرا إلى أن القارئ الأوربي اتجه إلى البحث عن الكتابات والروايات القديمة التي ظهرت في العصور الوسطى.

وأضاف عقل لـ"فيتو"، أن الاستطلاعات والاستبيانات الأمريكية، أثبتت أن المثقفين عادوا مرة أخرى إلى الملاحم القديمة، وهذا ما لوحظ في معارض الكتب المختلفة بالإقبال على شراء دواوين المتنبي، وكتب أحمد شوقي ونجيب محفوظ، وكليلة ودمنة في الأدب العربيـ وغيرها من الكتب المؤثرة في نفس القارئ.

وتابع عقل: "أن ما تشهده الساحة الثقافية في الوقت الحالي، ومع انتشار العديد من الكتب والروايات الهابطة، يظل الأدب الكلاسيكي موجودا في كل المراحل المختلفة".

ارتبط بالبشرية
وقال الناقد حسين حمودة: "إن الأدب الكلاسيكي سيظل قويا ومؤثرا في الواقع الثقافي؛ لانشغاله بالخلود الإنساني"، مشيرا إلى أنه شاهد على التجربة الإنسانية التي لا يمكن أن تتلاشى أو تختفي؛ لارتباطها بالبشرية في كل زمان ومكان.

وأضاف حمودة لـ"فيتو"، أن بعض الأعمال الكلاسيكية تميزت بالمذاق الجمالي في نفس القراء، برغم تنوعها واختلافها.

وتابع حمودة: "أن وسائل الاتصال الحديثة ساهمت في تغيير سمات النشر الإبداعي، وتلقيه وصياغته"، مشيرا إلى أن هذا لا يمثل تهديدا لروح الإبداع الحقيقي الذي اقتربت منه الأعمال الكلاسيكية.

وأوضح حمودة، أن القراء والمثقفين في دول العالم عادوا إلى قراءة الكتب والروايات القديمة التي تحتوى على القيم الأدبية الصحيحة.

الأعمال الهابطة
وأشادت الروائية أمينة زيدان بالأدب الكلاسيكي، وقالت: "إنه ممتلئ بالقيم الأدبية الهادفة ذات التأثير الإيجابي في نفسية القراء، لذا سوف يظلون متمسكين به"، مشيرة إلى أن الثقافة في الوطن العربي بحاجة إلى قراءة تاريخية، ومعادل زمني للحظة الدرامية التي تعيشها المنطقة العربية، لعودة الأدب الكلاسيكي مرة أخرى.

وأضافت زيدان لـ"فيتو"، أن الأدب الكلاسيكي سيظل، قويا ومطلوبا من القراء في ظل انتشار العديد من الأعمال الهابطة، التي يقبل عليها الشباب.
الجريدة الرسمية