مقدمًا.. هؤلاء هم نواب البرلمان القادم !
استكمالا لمقال الأمس، نقول إن سيناريو الانتخابات المصرية سيسير بمعطياته الحالية كما يلي:
الانتخابات في مصر تتم على أسس جغرافية في غالبها، حيث إن المقاعد الفردية تشكل أربعة أضعاف مقاعد القائمة..ومقاعد القائمة حاولت تخليص مصر من فكرة الانتخابات القبلية لكنها لم يستوعبها المواطن المصري حتى الآن ولن يستوعبها قبل فترة طويلة..وستكون هي نفسها مشكلة كبيرة، إذ سيحدث أن يترأس القائمة التي تضم عدة محافظات رموز كبيرة وشهيرة للعمل العام وسيتم التنافس فعليا بين ثلاث قوائم على الأكثر ستؤدي إلى فوز الأسماء الأولى من كل قائمة وهي ولأنها رموز كبيرة، سيتم الدفع بها لمنع أي فرصه للإخوان وللسلفيين على أي قوائم أخرى لذا فهي ستفوز دون فرصة حقيقية لها للتفاعل أو للتعايش مع أبناء دوائرهم المكونة كما قلنا من عدة محافظات يستحيل التعامل معها أو مع مواطنيها وبالتالي سيقتسم هؤلاء الرموز كل المقاعد دون فرصة لغيرهم من أبناء الدوائر الفعليين !
أما في دوائر الفردي..ولأن التقسيم الجغرافي هو تقسيم قبلي وعائلي في الأساس..ولأن دوائر عديدة ربما تشكيل غالبيتها يجري على أسس قبلية وعائلية أيضا..لم يغير ذلك ثورة أو ثورتان..وبالتالي فسوف يفوز فيها إما النواب السابقون أو أحد أقربائهم من نفس العائلة، ليستكمل فكرة الاقتراب من السلطة ومن النفوذ الذي يخدم به أبناء العائلة أولا ويستبقي مكانتها بين باقي العائلات.. ولأن هذه العائلات والقبائل قدمت من قبل من تراه - من تراه هي - أفضل ما فيها فعلينا تخيل شكل وإمكانيات عدد كبير من النواب القادمين المحتملين !
في الدوائر غير القبلية..يستبدل المال بالعصبية العائلية والمال لا يعني فقط الإنفاق الذي يتم في الانتخابات بأيامها وأسابيعها وإنما المال يعني أصحاب شركات كبرى تضم مئات أو آلاف العمال الذين لهم أصواتهم بالدائرة ويعني مئات أو آلاف غيرهم يحلمون بالعمل بها..والمال يعني نفوذًا وهيبة عن أهل السلطة والنفوذ عندهم يعني القدرة على قضاء الحاجات وإنجاز الطلبات والحصول على التأشيرات المختلفة..فضلا عن القدرة التقليدية المعروفة على شراء الأصوات أو "الرشوة" المشروعة لديهم الشهيرة بدفع أجور عمليات الغلابة أو تسكينهم في مساكن بديلة أو دفع مصاريف أبنائهم الدراسية وغيرها وغيرها !
هنا نتساءل: كيف ستواجه الأحزاب التقليدية هؤلاء ؟ وهل يدركون حجم التحدي وهم يستعجلون الانتخابات كل يوم ؟ هل يدركون سيكولوجية الناخب المصري الذي ينتخب المرشح لذاته وليس لارتباطاته اعتقادًا - لكل ناخبي كل دائرة - أن نجاح مرشحهم وحده لن يؤثر على البرلمان وفي الأخير يكتشف الجميع أن كل دائرة فكرت بنفس الطريقة وتكون الأغلبية إما إخوانية أو سلفية أو من النظام الأسبق أو خليطًا منهم..لكن..كيف يمكن أن تنجح عناصر للإخوان بعد كل ما يجري؟ لتكن الإجابة غدًا إن شاء الله!
ملحوظة: الارتباك الكبير الذي شهدته مصر السنوات الأربع الماضية مبرر لاختيار الناخب للمرشح الذي يعرفه وليس العكس ! ولن يجازف الكثيرون بالمجهول..حتى لو كان المجهول أفضل في كل شيء لأنه سيظل مجهودا لديهم!
إنه سلوك مصري مزمن وسلوك إنساني منطقي واسألوا التوانسة !