فتحى غانم يكتب: فقدنا معنى الولاء للمصلحة العامة
فى نوفمبر1961 اجتمعت اللجنة التحضيرية التى أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإنشائها لتعمل على تهيئة المناخ الاشتراكى ونشر الوعى، وأذاع التليفزيون حوارا دار بين جمال عبد الناصر، وخالد محمد خالد خلال هذا الاجتماع حول مشروعية الثورة .
حول هذا الحوار كتب فتحى غانم فى كتابه (معركة بين الدولة والمثقفين) قال فيه :" تساءل خالد محمد خالد وقال الكثير مما كان يردده الخائفون عن الحرية ومعناها وماهى حدود قيودها وهل تعود الأحزاب من جديد وماذا عن المستقبل، وخيل إلى من يسمع الحوار أنه يستطيع مناقشة رئيس الدولة ويطالب بمراقبة تصرفات الحاكم واستجوابه بل وتغييره إذا أراد، لكن كان من المستحيل أن تطلق حرية الفكر فى مواجهة القوانين الاشتراكية والتأميمات والمصادرات".
وتابع "غانم":" تمخضت اجتماعات اللجنة التحضيرية عن إعداد الميثاق الوطنى وتحويل الاتحاد القومى إلى الاتحاد الاشتراكى دون أن يحدث تغيير حقيقى فى سيطرة الرقابة، وجاء الاتحاد الاشتراكى ليحدد أن الحرية.. كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب ..هكذا صدر الحكم بتقسيم المجتمع الى أعداء ومؤيدين .. لقد فقدنا معنى الولاء للمصلحة العامة وسط دوامة الصراع بين تيارات ومصالح مذعورة ".