"ثروت الخرباوى" فى حوار المكاشفة: السيطرة على الجيش والقضاء والإعلام.. سر الخلطة.. «براغيت» الشاطر تكشف سر علاقة الإخوان بحمدى قنديل.. "البنا" أول من أشار إلى استخدام القوة للتمكين
لا يُفْتَى ومالك فى المدينة.. هكذا هو الحال حين تريد الوصول إلى حقيقة الإخوان ومرادها وأحلامها السياسية، فالكاتب والمحامى الشهير«ثروت الخرباوى» الذى انشق عن الجماعة قبل سنوات بعد محاكمة إخوانية بنكهة عسكرية، واحد من الذين يحفظون دهاليز وخبايا الجماعة، وقد أجرى جراحة فى «قلب الإخوان» نشرها فى كتابه الشهير، وما زال لديه الكثير من الأسرار يكشف بعضًا منها فى حواره مع «فيتو»..
> فى البداية.. ماذا يريد الإخوان من مصر؟
مصر مجرد محطة للإخوان المسلمين فى طريق الوصول لإقامة دولة الخلافة الإسلامية والوصول إلى أستاذية العالم، وهى محطة مهمة بالنسبة لهم، فمنها ينطلقون بها إلى حكم العالم.
> ولكنهم نفوا أكثر من مرة هذه القصة، وأكدوا أن حلم أستاذية العالم لم يعد قابلا للتطبيق؟
لم يقل أحد هذا الكلام تحديدًا، ولكن حتى كل الكلام الذى قيل فى فترة الانتخابات - سواء الذى قاله صفوت حجازى أو غيره - كان عن أنهم يسعون لتوحيد العرب فى طريقهم إلى إقامة دولة الخلافة - عاصمتها القدس - وهذه فكرة من الأفكار الأيديولوجية التى لا تتخلى عنها الجماعة، فمن الممكن أن يتحدث الإخوان – بالتقية – عن أنهم تخلوا عن هذا الحلم، لكن هذا أمر غير صحيح، فهم لن يتخلوا عن «فريضة» من وجهة نظرهم، فالخلافة بالنسبة لهم فريضة إسلامية، وأنه لا يقوم الإسلام إلا بخلافة، وأن الإسلام الحالى فى العالم – إسلام منقوص – ونظرتهم إلى العالم لعدم وجود خلافة، وأن العالم الإسلامى تماما مثل إسلام الناس بدون صلاة، يكون منقوصًا، فبالتالى نظرة الإخوان تتجه إلى أن العالم بدون خلافة ليس فيه إسلام؛ لأن الخلافة هى التى تقيم الإسلام، أو أن العالم الإسلامى منقوص الإسلام.
> ماذا عن قابلية ذلك للتطبيق؟
فى أفكار الإخوان، وفى وصايا حسن البنا – مؤسس الجماعة - ما معناه أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وتؤدى إلى تحقيق المطلوب فى النهاية حتى لو مرت عشرات السنين، وهم يعتبرون الآن أن نصف الحلم قد تحقق، والنصف الآخر بدأ بتثبيت أركان حكمهم فى مصر.
> ما هى مخططاتهم لتحقيق السيطرة على أجهزة الدولة بعد وصولهم للرئاسة؟
كانت لهم خطتهم السابقة قبل الثورة، واستمرت عبر سنوات قديمة، تقوم هذه الخطة على السيطرة على ثلاثة أجهزة فى الدولة، وهى الجيش والقضاء والإعلام ، وأنه طالما خضعت هذه الأجهزة للإخوان فكل شىء سهل ويسير، فقد أقاموا تنظيمًا داخل الجيش منذ سنوات طويلة، وكان يتم التعتيم على هذا التنظيم، واعترف بهذا التنظيم المهندس مصطفى مشهور لأبو العلا ماضى فى لقاء جمعهم عام 1980، وقد نشر أبو العلا خبر هذا اللقاء وما تم فيه قبل الثورة بعامين فى صالون أحمد المسلمانى، ولم يأخذ أحد هذا الكلام بمنطق الجدية، ولكن انزعج الإخوان؛ لأنه تم كشف ما لا ينبغى كشفه أبدا، وقد حاولوا استخدام محيى عيسى، وكان على صلة بأبو العلا؛ ليقوم بنفى هذا الخبر، ولكنه لم يستطع ذلك، وثبت صحته بالتداعيات التى حدثت فى مصر بعد ذلك، فالجماعة سعت لإعادة إحياء قسم الوحدات داخل الجماعة، وهو القسم المسئول عن ضباط الجيش داخل الإخوان – أنشئ فى الأربعينيات من القرن العشرين، وأول مسئول عنه كان الصاغ محمود الصباغ، وآخرهم إبراهيم شرف؛ سكرتير مكتب الإرشاد – وقسم الوحدات له دور كبير فى السيطرة على الجيش.
> وماذا عن القضاء؟
الجماعة أنشأت قسمًا خاصًّا بالقضاء، وهو قسم حديث داخل الجماعة بدأ فى نهاية السبعينيات، وأصبح مستقلًّا بذاته فى النصف الثانى من الثمانينات، وهو من الأقسام السرية، وقد قام بالفعل بالتغلغل فى مؤسسة القضاء عبر سنوات طويلة، ووصلوا خاصة شباب القضاة الذين أصبحوا مسئولين، منهم المستشار مصطفى الشقيرى، وابنه أيضًا مستشار فى مجلس الدولة، أحد أفراد هذا القسم، ونجحوا فى أخونة عديد من القضاة.
> وفقا لرؤيتك يتبقى الإعلام؟
خطة التمكين التى وضعتها الجماعة تنص على «إننا لن نستطيع أن نصل للتمكين إلا بعد عدة أشياء، قوة الساعد المتمثلة فى الجيش وقسم الوحدات، وإعادة النظام الخاص مرة أخرى، والثانى القضاء، والثالث الإعلام» هذه المفاصل التى يعتمد عليها أى نظام حكم فى تثبيت دعائم الحكم، وقد اهتم أنور السادات بها، ولم يستمر مبارك ثلاثين عامًا إلا من خلال الإعلام والجيش والقضاء، وقد قام فاروق سيف النصر بدور كبير فى تسييس الهيئات القضائية وجعلها تابعة لمبارك، فالإخوان هذه خطتهم الأولى للسيطرة، وبالنسبة لهم الأشياء الأخرى سهلة جدًّا، فهم يعرفون طبيعة الشعب المصرى وأنه يميل إلى الركون إلى الحاكم وانتظار نتائج حكمه والصبر عليه فترة طويلة، وأن المصرى أخذ طبيعته الشخصية من نهر النيل الهادئ حتى فترة الفيضان، فالإخوان يعلمون جيدًا أن الشعب سيقبل حكم الإخوان، وينتظر وسيصبر، وفى خلال هذه الفترة سيدعمون أركان حكمهم والترويج بأن من يثور على حكمهم إنما يثور على الإسلام، والدروس التى كانت تعطى للإخوان كانت تستشهد بالآيات الخاصة بفرعون «أليس لى ملك مصر»، ويراهنون أن الشعب المصرى مطيع – عاش الملك مات الملك - والإخوان درسوا تجربة الدولة العميقة فى تركيا، وأدركوا أن مصر ليست بها دولة عميقة بالمعنى المعروف تنتقد الحكم الإخوانى، ولكن يوجد مفهوم الدولة البسيطة والتى ستصبر عليه.
> معنى ذلك أن خطتهم للسيطرة سبقت وصولهم للحكم؟
كان لديهم خطط مسبقة، وكشف عنها الأمن فى فترات مثل قضية سلسبيل وخطة التمكين، ثم فى 2005، وما نشر عن خطة فتح مصر، واستخدم مرسى نفس التعبيرات وقال فى مؤتمراته الانتخابية: «نحن على وشك فتح مصر» وهذا يدل على أن الفاتح يضع خطة مسبقة لهذا، ومجلس الشعب عنصر من تلك العناصر، والإخوان اهتموا بزرع أنفسهم داخل العائلات الكبيرة فى الصعيد والريف، وأن يرتبطوا معهم بمصالح، لذلك وقفت العائلات الكبيرة حتى القبطية معهم لدواعى المصالح فقط فى انتخابات مجلس الشعب.
> تردد أن قضية سلسبيل كانت خطورتها تتمثل فى أنها محاولة من الإخوان لاختراق الجهاز الإدارى؟ ما رأيك؟
خطورة قضية سلسبيل كانت متمثلة فى اختراق الجيش والشرطة، وأنها كشفت عن هذين الاختراقين، وقد بدأ هذا الاختراق فى عهد الأستاذ عمر التلمسانى، وساهم فى بداية الاختراق العلاقة القوية بين صلاح شادى- من قيادات الإخوان وضابط شرطة كبير- وممدوح سالم، وعن طريقه بدأ فى الدخول للشرطة فى أواخر السبعينيات، وأيضًا كانت العلاقات الطيبة بين قيادات الإخوان بـ«عثمان أحمد عثمان» و«سيد مرعى» ساعدت فى دخول عدد من الإخوان للكلية الحربية، وأصبح بعض منهم قيادات فى الجيش المصرى، أما باقى الجهاز الإدارى فليس له قيمة، فهم مجرد موظفين تأتى لهم الأوامر من رئيسهم فتنفذ فقط، ولكنهم يبحثون عن قوة الساعد كما جاء فى رسالة المؤتمر الخامس لحسن البنا: «لن نستطيع أن نصل إلى التمكين إلا من خلال القوة، وإننا سنستخدم القوة ولكن سننذر قبلها»، وهذه من الرسائل التى يتم التعتيم عليها؛ لأن البنا أشار إلى استخدام جماعته للقوة.
> لكنهم فى ذات الوقت كانوا مهتمين بالسيطرة على البرلمان والمجتمع المدنى بمختلف منظماته؟
أجل..فاهتمامهم بمجلس الشعب والاهتمام بالحكم المحلى كوسيلة للدعاية وسط الجماهير، والوصول إلى العائلات الكبيرة من خلال المؤسسات الإعلامية الوهمية الإخوانية، مثل مؤسسة صلاح عبد المقصود، ودخول شخصيات ليس لها علاقة بالصحافة لمجال الصحافة، ودخول نقابة الصحفيين، حتى محسن راضى لم يكن له علاقة بالصحافة من قريب أو بعيد، وأن تكون كوادر تساعد لتكوين«كوتة» تساعد الإخوان على التمكين، وكثير من الصحفيين علاقتهم بالإخوان وثيقة، ولديهم ولاء لهم؛ لأن الإخوان هم من أتوا بهم للجلوس على الكرسى.
> ماذا عن مفهوم الولاء للوطن، خاصة لو سيطر الإخوان على الجيش والشرطة؟
هناك نوعان للولاء فى الجماعة، هما الولاء للوطن، وهناك ولاء للفكرة؛ فالوطن عند الإخوان ليس مسألة أرض وحدود، وإنما عقيدة؛ وهو الدين، أما الأرض فيستطيع أن يهاجر ويقيم دولة الخلافة، فالولاء للوطن مجرد عاطفة، والولاء للدين عقيدة، وإذا تضاربت الولاءات سيتم تغليب ولاء العقيدة، فأى شخص من الإخوان فى الجيش أو الشرطة قد يضحى بمصلحة الوطن إذا وجد أن مصلحة الجماعة ستبقى.
> وكيف سيكون الحال إذا واجه الجيش الإخوانى جيش مسلم؟
ستظهر تعقيدات كثيرة إذا أصبح الجيش المصرى جيشًا إخوانيًّا، ولا أعتقد أنه سيدخل حربًا مع جيش مسلم، حتى لو حدثت مشاكل حدودية، مثلا مع السودان على حلايب وشلاتين، وقررت السودان الحرب سيقول الإخوان: طظ فى حلايب وشلاتين؛ فالولاء للوطن عقيدة إسلامية صحيحة، ولكن أفكارهم تخرج عن طريق الصواب، والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان ولاؤه وعقيدته لمكة، وقال: «والله لولا أهلك أخرجونى ما خرجت» وعندما حارب الكفار لم يذهب غازيًا، بل هم الذين حاربوه، وعندما عاد فى فتح مكة عاد لبلده الذين أخرجوه منها، فهذه عقيدة الانتماء للوطن، وهى عقيدة إسلامية صحيحة، أما أفكارهم فهى التى تخرج عن نطاق الصواب فيما يتعلق بتغليب ولاء على ولاء.
> إلى أى درجة بلغ استعجال الإخوان للسيطرة، وهل لديهم الكفاءات المطلوبة؟
الإخوان لديهم استعجال كبير للوصول لما يريدون؛ لأنهم يقولون إنهم انتظروا أكثر من 80 عامًا، والآن بالسيطرة على مصر سيكونون قد اختصروا نصف الطريق للوصول إلى الحلم المنشود، وأيضا الإخوان لديهم تخصصات كثيرة، لكن لا توجد الكفاءات؛ لأن طريقة تربية الأخ فى الجماعة تعدم الكفاءة؛ لأنها تقضى على حرية التفكير، وهم ضد الإبداع، فالإخوان جماعة عسكرية تعد أفرادًا يجيدون التنفيذ فقط، وليس التفكير، فهناك فعلًا تنوع فى الاختصاصات، ولكن هناك آفة انتشرت داخل الإخوان وهى البعد عن التفكير والإبداع، والإخوان لا يعرفون فضيلة التفكير.
>البعض يرى أننا نعيش نكسة شبيهة بنكسة يونيو، خاصة أنه بعد ثورة يناير كانت تطلعات المجتمع فى أقصى حد لها، ولكنهم اصطدموا بسيطرة الإخوان على كل شىء، فحدثت صدمة لهم.. ما رأيك؟
ما حدث أيام عبد الناصر والذى تمثل فى هزيمة 1967 لحق بكل المصريين، ولكن بعد الثورة والآمال التى بناها البعض لحقت نكسة جديدة بالمثقفين والمبدعين والنخب السياسية، فمن يطلب الحرية عليه أن يدرك أن هناك هرمًا متدرجًا لاحتياجات الناس، فالطبقة الدنيا تحتاج إلى الطعام والأمان والمسكن، إلى أن نصل للطبقات العليا التى تحتاج إلى ما يغذى الروح والحرية، والتى نفتقدها الآن، فالطبقات الدنيا تنتظر هل آمالها ستتحقق، وكانت هناك ثورة عنيفة كادت أن تحدث لولا أن حجبتها ثورتنا البيضاء، هى ثورة الجياع، وهناك مشاكل خطيرة، منها أن من ينامون على الرصيف وفى الشوارع ينامون فى الشوارع القريبة من الأحياء الراقية، وبدأت بعض الاحتكاكات بينهما، الثورة القادمة لن تكون بالمعنى المعروف، ولكنها ستكون هبة جياع، فالثورة القادمة ستكون عنيفة وستحطم كل شىء، وستتداخل فيها رغبات الطبقات العليا فى الحريات مع ثورة الجياع الذين يفتقدون الأشياء الأساسية فى الحياة، والطبقات العليا ستصطدم مع الإخوان، وبدأ ذلك بالفعل من الآن، والإخوان بارعون فى الكلام وربط التيارات السياسية معهم بمصالح مستقبلية، مثل الوفد والتجمع، ومع شخصيات مثل حمدى قنديل ومعتز بالله عبد الفتاح، فيتحولون إلى ميكروفونات لصالح الإخوان المسلمين، وكان دائما خيرت الشاطر يردد دائما: «كل برغوث على قد دمه»، فهم الآن يشترون البراغيث.
> الجماعة طرحت برنامجًا سمته بـ«النهضة» ما وجهة نظرك فيه؟
لقد قرأت برنامج النهضة، وأرى أنه من كل فيلم أغنية، وأخذ من كل الأفكار، وعمل تلفيقًا لها وليس توفيقًا، ولكن لا يوجد به ملامح دولة واضحة، حتى فكرة الدولة الإسلامية التى ظل الإخوان يروجون لها فترة طويلة تحت مسمى «الإسلام هو الحل» لا ملامح لها، ثم أين مشاكل الاقتصاد الإسلامى، وما هى نظرتهم وفكرتهم عن شركات التأمين والبنوك والتى ترتبط بالاقتصاد العالمى الذى يرتبط بنظام الفائدة، وهم يقولون إنها ربا، وكيف ستتحول إلى نظام إسلامى، فهل بحثوا كل هذه المشاكل أم لا، والحقيقة أنه لا يوجد شىء اسمه اقتصاد إسلامى، وهم يريدون أسلمة كل شىء، وهذا خطأ، فلا يوجد تاريخ إسلامى، وإنما تاريخ مسلمين، وليس هناك فقه إسلامى، ولكنه فقه المسلمين، فما أعطيته مسمى اقتصاد إسلامى فقد يرد عليه الخطأ، فلا يعد إسلاميًّا، ولم يأتِ الإسلام لهدم المجتمعات، بل جاء ليتصالح مع الواقع، ولا يرفضه ليقبل كل شىء، فشرعُ مَن قبلنا شرع لنا ما دام لا يخالف شرعنا، فعندما يقف الإخوان عند هذه التسميات فهم لا يعرفون شيئا ويصنعون أوهاما، وعندما يتحدثون عن الربا ولم يدرس واحد منهم الاقتصاد، فالفارق بين العملة الورقية التى تعتمد على الإنتاج والتى تتغير ارتفاعًا وانخفاضًا حسب الإنتاج، وما بين السلعة نفسها التى يرد عليها الربا والزيادة، فلم يجتهد الإخوان اجتهادًا حقيقيًّا، فالقرضاوى كان يقول لهم: اجتهدوا لأنفسكم وللواقع، ولكن آخر كلمة قالها محمود غزلان: «نحن لدينا ثروة فقهية من اجتهادات الأولين سنقف عليها ونطبقها»، فهذا غاية ما لديهم، وآخر اجتهاد هو الأحكام السلطانية للماوردى، ومن الممكن أن يحوله الإخوان إلى نظام حكم وفقًا لتصريحات «غزلان» وعندها يبحثون عن ملك من قريش يأتون به خليفة على المسلمين، وليكن الملك عبد الله الثانى ملك الأردن فهو قرشى.
> تتحدث عن سيطرة الإخوان على قمة هرم السلطة.. ماذا عن رغبتهم فى السيطرة على قاعدة هذا الهرم أيضًا؟
من الواضح أن للإخوان رغبة كاملة فى السيطرة على الهرم الطبقى من الأسفل لأعلى، فشىء طبيعى أن يضع أى نظام الولاءات التى تدين له فى المراكز الحساسة، فكل وزير أو محافظ ستكون له علاقة بشكل أو بآخر بالإخوان، وسيكونون مدينين له بأنهم هم من أتى به فى الكرسى، وخاصة المحافظات الكبرى لتنفيذ سياسات الإخوان المسلمين فى السيطرة على المجالس المحلية لها لمساعدتهم فى انتخابات مجلس الشعب، والتى ستعقد شبكة من المصالح مع كبار العائلات بهذه المحافظات، فهم خلال المحليات والمجالس استطاعوا أن يصنعوا شبكة مصالح مع الناس، وهذا ما سيحاولون عمله ليظل للإخوان السيطرة على البرلمان، والإخوان كذلك وجدوا النيابة الإدارية تمثل لهم مشكلة، فالرقابة تقوم بدور معلوماتى، وعندما عرضت أسماء الوزراء على هشام قنديل عرض عليه تقرير من الرقابة الإدارية، لذلك اكتشفوا أهميتها، فهناك شىء غير مرئى لإقحام شخصيات من الإخوان داخل الرقابة الإدارية، فبالملفات والتقارير يمكن السيطرة على الناس، وهناك مشكلة تعدد الولاءات والقيام بأدوار ثنائية؛ دور للدولة ودور للجماعة.
> هل هناك عوامل ساعدت الجماعة فى السيطرة على كل شىء؟
لأنهم جهزوا أنفسهم من فترة طويلة فهم الوحيدون الذين اشتغلوا سرًّا فى العديد من أجهزة الدولة، وتغلغلت فى أماكن مهمة داخل الدولة، فساعدتها الشخصيات التى وصلت لمناصب للقفز، فاللواء عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع الجديد، عمه عباس السيسى؛ القيادى الإخوانى التاريخى، وهذا أمر تكتّموا عليه، ولكنه عُرِفَ.
> فى البداية.. ماذا يريد الإخوان من مصر؟
مصر مجرد محطة للإخوان المسلمين فى طريق الوصول لإقامة دولة الخلافة الإسلامية والوصول إلى أستاذية العالم، وهى محطة مهمة بالنسبة لهم، فمنها ينطلقون بها إلى حكم العالم.
> ولكنهم نفوا أكثر من مرة هذه القصة، وأكدوا أن حلم أستاذية العالم لم يعد قابلا للتطبيق؟
لم يقل أحد هذا الكلام تحديدًا، ولكن حتى كل الكلام الذى قيل فى فترة الانتخابات - سواء الذى قاله صفوت حجازى أو غيره - كان عن أنهم يسعون لتوحيد العرب فى طريقهم إلى إقامة دولة الخلافة - عاصمتها القدس - وهذه فكرة من الأفكار الأيديولوجية التى لا تتخلى عنها الجماعة، فمن الممكن أن يتحدث الإخوان – بالتقية – عن أنهم تخلوا عن هذا الحلم، لكن هذا أمر غير صحيح، فهم لن يتخلوا عن «فريضة» من وجهة نظرهم، فالخلافة بالنسبة لهم فريضة إسلامية، وأنه لا يقوم الإسلام إلا بخلافة، وأن الإسلام الحالى فى العالم – إسلام منقوص – ونظرتهم إلى العالم لعدم وجود خلافة، وأن العالم الإسلامى تماما مثل إسلام الناس بدون صلاة، يكون منقوصًا، فبالتالى نظرة الإخوان تتجه إلى أن العالم بدون خلافة ليس فيه إسلام؛ لأن الخلافة هى التى تقيم الإسلام، أو أن العالم الإسلامى منقوص الإسلام.
> ماذا عن قابلية ذلك للتطبيق؟
فى أفكار الإخوان، وفى وصايا حسن البنا – مؤسس الجماعة - ما معناه أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وتؤدى إلى تحقيق المطلوب فى النهاية حتى لو مرت عشرات السنين، وهم يعتبرون الآن أن نصف الحلم قد تحقق، والنصف الآخر بدأ بتثبيت أركان حكمهم فى مصر.
> ما هى مخططاتهم لتحقيق السيطرة على أجهزة الدولة بعد وصولهم للرئاسة؟
كانت لهم خطتهم السابقة قبل الثورة، واستمرت عبر سنوات قديمة، تقوم هذه الخطة على السيطرة على ثلاثة أجهزة فى الدولة، وهى الجيش والقضاء والإعلام ، وأنه طالما خضعت هذه الأجهزة للإخوان فكل شىء سهل ويسير، فقد أقاموا تنظيمًا داخل الجيش منذ سنوات طويلة، وكان يتم التعتيم على هذا التنظيم، واعترف بهذا التنظيم المهندس مصطفى مشهور لأبو العلا ماضى فى لقاء جمعهم عام 1980، وقد نشر أبو العلا خبر هذا اللقاء وما تم فيه قبل الثورة بعامين فى صالون أحمد المسلمانى، ولم يأخذ أحد هذا الكلام بمنطق الجدية، ولكن انزعج الإخوان؛ لأنه تم كشف ما لا ينبغى كشفه أبدا، وقد حاولوا استخدام محيى عيسى، وكان على صلة بأبو العلا؛ ليقوم بنفى هذا الخبر، ولكنه لم يستطع ذلك، وثبت صحته بالتداعيات التى حدثت فى مصر بعد ذلك، فالجماعة سعت لإعادة إحياء قسم الوحدات داخل الجماعة، وهو القسم المسئول عن ضباط الجيش داخل الإخوان – أنشئ فى الأربعينيات من القرن العشرين، وأول مسئول عنه كان الصاغ محمود الصباغ، وآخرهم إبراهيم شرف؛ سكرتير مكتب الإرشاد – وقسم الوحدات له دور كبير فى السيطرة على الجيش.
> وماذا عن القضاء؟
الجماعة أنشأت قسمًا خاصًّا بالقضاء، وهو قسم حديث داخل الجماعة بدأ فى نهاية السبعينيات، وأصبح مستقلًّا بذاته فى النصف الثانى من الثمانينات، وهو من الأقسام السرية، وقد قام بالفعل بالتغلغل فى مؤسسة القضاء عبر سنوات طويلة، ووصلوا خاصة شباب القضاة الذين أصبحوا مسئولين، منهم المستشار مصطفى الشقيرى، وابنه أيضًا مستشار فى مجلس الدولة، أحد أفراد هذا القسم، ونجحوا فى أخونة عديد من القضاة.
> وفقا لرؤيتك يتبقى الإعلام؟
خطة التمكين التى وضعتها الجماعة تنص على «إننا لن نستطيع أن نصل للتمكين إلا بعد عدة أشياء، قوة الساعد المتمثلة فى الجيش وقسم الوحدات، وإعادة النظام الخاص مرة أخرى، والثانى القضاء، والثالث الإعلام» هذه المفاصل التى يعتمد عليها أى نظام حكم فى تثبيت دعائم الحكم، وقد اهتم أنور السادات بها، ولم يستمر مبارك ثلاثين عامًا إلا من خلال الإعلام والجيش والقضاء، وقد قام فاروق سيف النصر بدور كبير فى تسييس الهيئات القضائية وجعلها تابعة لمبارك، فالإخوان هذه خطتهم الأولى للسيطرة، وبالنسبة لهم الأشياء الأخرى سهلة جدًّا، فهم يعرفون طبيعة الشعب المصرى وأنه يميل إلى الركون إلى الحاكم وانتظار نتائج حكمه والصبر عليه فترة طويلة، وأن المصرى أخذ طبيعته الشخصية من نهر النيل الهادئ حتى فترة الفيضان، فالإخوان يعلمون جيدًا أن الشعب سيقبل حكم الإخوان، وينتظر وسيصبر، وفى خلال هذه الفترة سيدعمون أركان حكمهم والترويج بأن من يثور على حكمهم إنما يثور على الإسلام، والدروس التى كانت تعطى للإخوان كانت تستشهد بالآيات الخاصة بفرعون «أليس لى ملك مصر»، ويراهنون أن الشعب المصرى مطيع – عاش الملك مات الملك - والإخوان درسوا تجربة الدولة العميقة فى تركيا، وأدركوا أن مصر ليست بها دولة عميقة بالمعنى المعروف تنتقد الحكم الإخوانى، ولكن يوجد مفهوم الدولة البسيطة والتى ستصبر عليه.
> معنى ذلك أن خطتهم للسيطرة سبقت وصولهم للحكم؟
كان لديهم خطط مسبقة، وكشف عنها الأمن فى فترات مثل قضية سلسبيل وخطة التمكين، ثم فى 2005، وما نشر عن خطة فتح مصر، واستخدم مرسى نفس التعبيرات وقال فى مؤتمراته الانتخابية: «نحن على وشك فتح مصر» وهذا يدل على أن الفاتح يضع خطة مسبقة لهذا، ومجلس الشعب عنصر من تلك العناصر، والإخوان اهتموا بزرع أنفسهم داخل العائلات الكبيرة فى الصعيد والريف، وأن يرتبطوا معهم بمصالح، لذلك وقفت العائلات الكبيرة حتى القبطية معهم لدواعى المصالح فقط فى انتخابات مجلس الشعب.
> تردد أن قضية سلسبيل كانت خطورتها تتمثل فى أنها محاولة من الإخوان لاختراق الجهاز الإدارى؟ ما رأيك؟
خطورة قضية سلسبيل كانت متمثلة فى اختراق الجيش والشرطة، وأنها كشفت عن هذين الاختراقين، وقد بدأ هذا الاختراق فى عهد الأستاذ عمر التلمسانى، وساهم فى بداية الاختراق العلاقة القوية بين صلاح شادى- من قيادات الإخوان وضابط شرطة كبير- وممدوح سالم، وعن طريقه بدأ فى الدخول للشرطة فى أواخر السبعينيات، وأيضًا كانت العلاقات الطيبة بين قيادات الإخوان بـ«عثمان أحمد عثمان» و«سيد مرعى» ساعدت فى دخول عدد من الإخوان للكلية الحربية، وأصبح بعض منهم قيادات فى الجيش المصرى، أما باقى الجهاز الإدارى فليس له قيمة، فهم مجرد موظفين تأتى لهم الأوامر من رئيسهم فتنفذ فقط، ولكنهم يبحثون عن قوة الساعد كما جاء فى رسالة المؤتمر الخامس لحسن البنا: «لن نستطيع أن نصل إلى التمكين إلا من خلال القوة، وإننا سنستخدم القوة ولكن سننذر قبلها»، وهذه من الرسائل التى يتم التعتيم عليها؛ لأن البنا أشار إلى استخدام جماعته للقوة.
> لكنهم فى ذات الوقت كانوا مهتمين بالسيطرة على البرلمان والمجتمع المدنى بمختلف منظماته؟
أجل..فاهتمامهم بمجلس الشعب والاهتمام بالحكم المحلى كوسيلة للدعاية وسط الجماهير، والوصول إلى العائلات الكبيرة من خلال المؤسسات الإعلامية الوهمية الإخوانية، مثل مؤسسة صلاح عبد المقصود، ودخول شخصيات ليس لها علاقة بالصحافة لمجال الصحافة، ودخول نقابة الصحفيين، حتى محسن راضى لم يكن له علاقة بالصحافة من قريب أو بعيد، وأن تكون كوادر تساعد لتكوين«كوتة» تساعد الإخوان على التمكين، وكثير من الصحفيين علاقتهم بالإخوان وثيقة، ولديهم ولاء لهم؛ لأن الإخوان هم من أتوا بهم للجلوس على الكرسى.
> ماذا عن مفهوم الولاء للوطن، خاصة لو سيطر الإخوان على الجيش والشرطة؟
هناك نوعان للولاء فى الجماعة، هما الولاء للوطن، وهناك ولاء للفكرة؛ فالوطن عند الإخوان ليس مسألة أرض وحدود، وإنما عقيدة؛ وهو الدين، أما الأرض فيستطيع أن يهاجر ويقيم دولة الخلافة، فالولاء للوطن مجرد عاطفة، والولاء للدين عقيدة، وإذا تضاربت الولاءات سيتم تغليب ولاء العقيدة، فأى شخص من الإخوان فى الجيش أو الشرطة قد يضحى بمصلحة الوطن إذا وجد أن مصلحة الجماعة ستبقى.
> وكيف سيكون الحال إذا واجه الجيش الإخوانى جيش مسلم؟
ستظهر تعقيدات كثيرة إذا أصبح الجيش المصرى جيشًا إخوانيًّا، ولا أعتقد أنه سيدخل حربًا مع جيش مسلم، حتى لو حدثت مشاكل حدودية، مثلا مع السودان على حلايب وشلاتين، وقررت السودان الحرب سيقول الإخوان: طظ فى حلايب وشلاتين؛ فالولاء للوطن عقيدة إسلامية صحيحة، ولكن أفكارهم تخرج عن طريق الصواب، والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان ولاؤه وعقيدته لمكة، وقال: «والله لولا أهلك أخرجونى ما خرجت» وعندما حارب الكفار لم يذهب غازيًا، بل هم الذين حاربوه، وعندما عاد فى فتح مكة عاد لبلده الذين أخرجوه منها، فهذه عقيدة الانتماء للوطن، وهى عقيدة إسلامية صحيحة، أما أفكارهم فهى التى تخرج عن نطاق الصواب فيما يتعلق بتغليب ولاء على ولاء.
> إلى أى درجة بلغ استعجال الإخوان للسيطرة، وهل لديهم الكفاءات المطلوبة؟
الإخوان لديهم استعجال كبير للوصول لما يريدون؛ لأنهم يقولون إنهم انتظروا أكثر من 80 عامًا، والآن بالسيطرة على مصر سيكونون قد اختصروا نصف الطريق للوصول إلى الحلم المنشود، وأيضا الإخوان لديهم تخصصات كثيرة، لكن لا توجد الكفاءات؛ لأن طريقة تربية الأخ فى الجماعة تعدم الكفاءة؛ لأنها تقضى على حرية التفكير، وهم ضد الإبداع، فالإخوان جماعة عسكرية تعد أفرادًا يجيدون التنفيذ فقط، وليس التفكير، فهناك فعلًا تنوع فى الاختصاصات، ولكن هناك آفة انتشرت داخل الإخوان وهى البعد عن التفكير والإبداع، والإخوان لا يعرفون فضيلة التفكير.
>البعض يرى أننا نعيش نكسة شبيهة بنكسة يونيو، خاصة أنه بعد ثورة يناير كانت تطلعات المجتمع فى أقصى حد لها، ولكنهم اصطدموا بسيطرة الإخوان على كل شىء، فحدثت صدمة لهم.. ما رأيك؟
ما حدث أيام عبد الناصر والذى تمثل فى هزيمة 1967 لحق بكل المصريين، ولكن بعد الثورة والآمال التى بناها البعض لحقت نكسة جديدة بالمثقفين والمبدعين والنخب السياسية، فمن يطلب الحرية عليه أن يدرك أن هناك هرمًا متدرجًا لاحتياجات الناس، فالطبقة الدنيا تحتاج إلى الطعام والأمان والمسكن، إلى أن نصل للطبقات العليا التى تحتاج إلى ما يغذى الروح والحرية، والتى نفتقدها الآن، فالطبقات الدنيا تنتظر هل آمالها ستتحقق، وكانت هناك ثورة عنيفة كادت أن تحدث لولا أن حجبتها ثورتنا البيضاء، هى ثورة الجياع، وهناك مشاكل خطيرة، منها أن من ينامون على الرصيف وفى الشوارع ينامون فى الشوارع القريبة من الأحياء الراقية، وبدأت بعض الاحتكاكات بينهما، الثورة القادمة لن تكون بالمعنى المعروف، ولكنها ستكون هبة جياع، فالثورة القادمة ستكون عنيفة وستحطم كل شىء، وستتداخل فيها رغبات الطبقات العليا فى الحريات مع ثورة الجياع الذين يفتقدون الأشياء الأساسية فى الحياة، والطبقات العليا ستصطدم مع الإخوان، وبدأ ذلك بالفعل من الآن، والإخوان بارعون فى الكلام وربط التيارات السياسية معهم بمصالح مستقبلية، مثل الوفد والتجمع، ومع شخصيات مثل حمدى قنديل ومعتز بالله عبد الفتاح، فيتحولون إلى ميكروفونات لصالح الإخوان المسلمين، وكان دائما خيرت الشاطر يردد دائما: «كل برغوث على قد دمه»، فهم الآن يشترون البراغيث.
> الجماعة طرحت برنامجًا سمته بـ«النهضة» ما وجهة نظرك فيه؟
لقد قرأت برنامج النهضة، وأرى أنه من كل فيلم أغنية، وأخذ من كل الأفكار، وعمل تلفيقًا لها وليس توفيقًا، ولكن لا يوجد به ملامح دولة واضحة، حتى فكرة الدولة الإسلامية التى ظل الإخوان يروجون لها فترة طويلة تحت مسمى «الإسلام هو الحل» لا ملامح لها، ثم أين مشاكل الاقتصاد الإسلامى، وما هى نظرتهم وفكرتهم عن شركات التأمين والبنوك والتى ترتبط بالاقتصاد العالمى الذى يرتبط بنظام الفائدة، وهم يقولون إنها ربا، وكيف ستتحول إلى نظام إسلامى، فهل بحثوا كل هذه المشاكل أم لا، والحقيقة أنه لا يوجد شىء اسمه اقتصاد إسلامى، وهم يريدون أسلمة كل شىء، وهذا خطأ، فلا يوجد تاريخ إسلامى، وإنما تاريخ مسلمين، وليس هناك فقه إسلامى، ولكنه فقه المسلمين، فما أعطيته مسمى اقتصاد إسلامى فقد يرد عليه الخطأ، فلا يعد إسلاميًّا، ولم يأتِ الإسلام لهدم المجتمعات، بل جاء ليتصالح مع الواقع، ولا يرفضه ليقبل كل شىء، فشرعُ مَن قبلنا شرع لنا ما دام لا يخالف شرعنا، فعندما يقف الإخوان عند هذه التسميات فهم لا يعرفون شيئا ويصنعون أوهاما، وعندما يتحدثون عن الربا ولم يدرس واحد منهم الاقتصاد، فالفارق بين العملة الورقية التى تعتمد على الإنتاج والتى تتغير ارتفاعًا وانخفاضًا حسب الإنتاج، وما بين السلعة نفسها التى يرد عليها الربا والزيادة، فلم يجتهد الإخوان اجتهادًا حقيقيًّا، فالقرضاوى كان يقول لهم: اجتهدوا لأنفسكم وللواقع، ولكن آخر كلمة قالها محمود غزلان: «نحن لدينا ثروة فقهية من اجتهادات الأولين سنقف عليها ونطبقها»، فهذا غاية ما لديهم، وآخر اجتهاد هو الأحكام السلطانية للماوردى، ومن الممكن أن يحوله الإخوان إلى نظام حكم وفقًا لتصريحات «غزلان» وعندها يبحثون عن ملك من قريش يأتون به خليفة على المسلمين، وليكن الملك عبد الله الثانى ملك الأردن فهو قرشى.
> تتحدث عن سيطرة الإخوان على قمة هرم السلطة.. ماذا عن رغبتهم فى السيطرة على قاعدة هذا الهرم أيضًا؟
من الواضح أن للإخوان رغبة كاملة فى السيطرة على الهرم الطبقى من الأسفل لأعلى، فشىء طبيعى أن يضع أى نظام الولاءات التى تدين له فى المراكز الحساسة، فكل وزير أو محافظ ستكون له علاقة بشكل أو بآخر بالإخوان، وسيكونون مدينين له بأنهم هم من أتى به فى الكرسى، وخاصة المحافظات الكبرى لتنفيذ سياسات الإخوان المسلمين فى السيطرة على المجالس المحلية لها لمساعدتهم فى انتخابات مجلس الشعب، والتى ستعقد شبكة من المصالح مع كبار العائلات بهذه المحافظات، فهم خلال المحليات والمجالس استطاعوا أن يصنعوا شبكة مصالح مع الناس، وهذا ما سيحاولون عمله ليظل للإخوان السيطرة على البرلمان، والإخوان كذلك وجدوا النيابة الإدارية تمثل لهم مشكلة، فالرقابة تقوم بدور معلوماتى، وعندما عرضت أسماء الوزراء على هشام قنديل عرض عليه تقرير من الرقابة الإدارية، لذلك اكتشفوا أهميتها، فهناك شىء غير مرئى لإقحام شخصيات من الإخوان داخل الرقابة الإدارية، فبالملفات والتقارير يمكن السيطرة على الناس، وهناك مشكلة تعدد الولاءات والقيام بأدوار ثنائية؛ دور للدولة ودور للجماعة.
> هل هناك عوامل ساعدت الجماعة فى السيطرة على كل شىء؟
لأنهم جهزوا أنفسهم من فترة طويلة فهم الوحيدون الذين اشتغلوا سرًّا فى العديد من أجهزة الدولة، وتغلغلت فى أماكن مهمة داخل الدولة، فساعدتها الشخصيات التى وصلت لمناصب للقفز، فاللواء عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع الجديد، عمه عباس السيسى؛ القيادى الإخوانى التاريخى، وهذا أمر تكتّموا عليه، ولكنه عُرِفَ.