تساؤلات بريئة للرئيس
أراد الرئيس السيسي أن يقول للناس -كل الناس- إننا نخوض معركة ضارية ضد الإرهاب والمعارك لا تنتهي بين يوم وليلة، وإن الصمود أول طريق الانتصار، وأراد أيضًا أن يقول لا تكفروا بمعركتكم ضد أشباح الظلام وكفرة العصر الجديد، وأراد أن يقول ما قاله المولى عز وجل «وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» سورة «آل عمران» الآية «١٣٩».. وأراد سيادته أن يمد الناس بطاقة من نور وصبر وأناة، وأعلن غير مرة أننا نحارب وأن الاصطفاف علينا واجب.
قال الرئيس كلماته ولم يستمع من الناس الذين خاطبهم لكلمتهم.. أنا أقول لك يا سيادة الرئيس ما لم يقله لك أحد وما لم يصل إلى أسماعك.. أقول ذلك بنية خالصة لله الواحد الأحد الذي نعبده جميعًا.. أقول دون حسابات وأنا على يقين أن ما سأقوله سيصل إلى قلبك.. فاسمع مني ما يردده البسطاء الذين تخاطبهم وأنا واحد منهم:
«انتخبناك لأنك تستحق أن تنتخب، ومنحناك أصواتنا لإيماننا بك وبرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأصدرنا إليك أوامر الشعب بأن تخوض المعركة.. معركة تطهير البلاد من شبح الخوف الذي زرعته جماعة إخوان الشر والإرهاب.. معركة بناء ما هدمه كل من سبقوك.. كلفناك بالمهمة ونحن على يقين أنها المهمة الصعبة والمهمة المقدسة وقطعنا على أنفسنا وعودًا ما زلنا نؤمن بها».
1 سيادة الرئيس:
نحن نعرف أننا نعيش معركة طويلة الأجل، فهل كل معاونوك يعرفون ما نعرف؟! هل يعرف السيد وزير الداخلية أنه لا يزال يستخدم أدوات عقيمة في المعركة، وهل يعلم أن ممارسات الفاسدين بجهازه وهم أقلية تصنع غضبًا ضدك أنت شخصيا ؟! هل يعرف الوزير أنه يضحي بأبنائنا من رجال الشرطة كنتيجة طبيعية لمحدودية إمكاناته وعدم قدرته على تطهير جهازه؟. هل يعرف رئيس مجلس الوزراء أن جولاته لم تعد سوى ضجيج بلا طحن وأنه آن الأوان لكي يدير عملا حقيقيًا بدلا من هذا السخف الذي تحول إلى نكتة غير مقبولة ؟! هل يعرف كل وزير في وزارته مسئولياته ودوره في المعركة ؟! هل يعرف وزير التعليم العالى أن اتفاق وزارته مع شركة "فالكون" طال اسمكم شخصيًا بما ليس فيكم ؟! هل تعلم وزارة الصحة بكل كوادرها أنها تسيء إليكم كل يوم وليلة بما تمارسه ضد الغلابة من عمليات قتل ممنهجة أصبحت حديث الناس؟! وهل يعلمون أن المرضى ينتظرون قضاء ربهم على عتبات المستشفيات وأن الملف الصحي أصبح وصمة عار في عهدك؟!
2 سيادة الرئيس:
ليس من باب القسوة ما أسرده لسيادتكم ولكنه من قبيل الحرص على تجربة يرغب الشعب أن يشارككم فيها، ولكن رجالك يحولون دون ذلك.. هل يعلم رئيس الوزراء أن لديه عددًا من المحافظين موقعهم الحقيقى في طوابير الإخوان، وأنهم يقدمون أكبر خدمة لأعداء الوطن بسذاجتهم وسطحيتهم وممارساتهم الهزيلة؟ هل يعلم السيد رئيس الوزراء أن هناك محافظين أقصى ما تؤهلهم إمكانياتهم له هو تولى إدارة عزبة وليس محافظة؟!
هل تعلم يا سيادة الرئيس أن الناس لا يفهمون حتى الآن لماذا لم تختر فريقك الرئاسى ولا يعرفون من هم معاونوك؟! وهل تعلم أننا نضحى بك عندما نتركك تعمل وحيدًا تدير شئون دولة تعصف بها المؤامرات وتحيطها جحافل الشر من كل حدب وصوب ؟! وأن السبيل الوحيد لاستمرار تجربتك أن تكون لك هيئات استشارية في كل مجال، ولا تترك نفسك لتبعات الانفراد بالسلطة حماية لك ولمصر ولتجربة طال انتظار الشعب لها.
3 سيادة الرئيس:
إننا نعرف حجم المؤامرة ونعرف حجم أعدائنا، ولكن رجالك لا يعرفون.. عندما يموت أبناؤنا في الفرافرة وكرم القواديس بنفس السيناريو، فإن هذا يعنى أن من بين رجالك من لا يعرف وليس الشعب.. عندما يتم تفجير كمين الجامعة مرات بنفس الطريقة فإن هذا يعنى أن بعض رجالك يضحون بأنبل وأشرف الناس بلا ثمن.. عندما تستطيع عصابة إخوان الشر أن تمارس الإرهاب بنفس الوجوه في شوارع الهرم وعين شمس والفيوم والجامعات فإن هذا يعنى أن بعض رجالك يجهلون حتى المعلومات.
عندما يموت أبناؤنا من الشرطة والجيش في أكمنة متخلفة فإن هذا يعنى أن من بين رجالك من لم يستوعب حجم الحرب الحقيقية، وعندما يتم صيد رجال الشرطة في كل مكان دون القبض على الجناة فإن هذا لا يعنى إلا أن بعض المحيطين بك بحاجة إلى تغيير لأنهم لا يعرفون ما يعرفه الشعب.
إن الشعب يا سيادة الرئيس على استعداد للتضحية شريطة أن تكون الأمور موكولة إلى من يعرفون.. فليس من المنطقي أن يموت أبناؤنا هكذا كالفراخ دون قتال.. الناس يا سيادة الرئيس يضحون في معركة «نَقتل ونُقتل».. الناس يعرفون أن حجم ما تحقق عظيم وأن من بين رجالك عظماء سيذكر التاريخ تضحياتهم، ولكن من بينهم أيضًا من يقاتل بروح الهواة، ومنهم من يستغل المعركة ضد الإرهاب ليحقق مكاسب ذاتية، ومنهم من يطعنك من الخلف، ومنهم من يعمل لصالح خيرت الشاطر وكل أشرار الجماعة.
4 وختامًا
فإنني أؤكد لسيادتكم أن الجماهير في مصر تقدر دور رجالنا في القوات المسلحة، وتقدر دور رجالنا في الشرطة، وتدرك أننا نعيش حالة حرب، ولكنهم فقط يتساءلون عن سر بقاء فلول الجماعة والمتعاطفين معها والمناصرين والداعمين لها وليس شرطًا أن يكونوا أعضاءً فيها، فمنهم من تموله الجماعة ومنهم فشلة يصبون فشلهم في صالح الجماعة، وقبل هذا وذاك فإن الناس لا تزال تتملكهم الدهشة من طريقة قتل أبنائنا !!