رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان وإيبولا.. فيروسان من هذا الزمان


ابتلانا الله بمصيبة اسمها الإخوان، فيروس شديد الخطورة، يضرب العقول، ويخرب النفوس، ويسلب المرء السوي، حين يقع فريسة له، كل ما وهبه الله من نعمة الإحساس، والتعاطف، ويدمر بداخله غريزة المصرية.

وفي الوقت ذاته، ابتلى الله العلي العظيم، بحكمة يعلمها وحده سبحانه، الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا، وغيرها آت لا محالة في أوربا، بفيروس عات طاغ أسوأ من شقيقه الإخواني، ينتشر ويتغلغل، ويتسلل، ويخطف الروح خطفا، لكنه لم يجرؤ قط على محو الغريزة الوطنية، ولم يستطع شطب العاطفة الإنسانية، ولا تمكن من إخلاء الموبوء به من نعمة العقل والتدبر.

والحق أنه يمكن القول بلا تزيد، إن الغرب الذي دفع إلينا بإرهاب داعش والإخوان والنصرة والشريعة وبيت المقدس، وكلها من بطن البنا الفاسدة، وعقل سيد قطب العفن، يواجه إرهابا لا يراه، ربما زرعه في أفريقيا كما زرع القاعدة في آسيا، وتعيش أوربا وواشنطن في الوقت الراهن، أياما أسوأ من تلك التي نجترها في سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا، لأن الفيروس ينتقل مع النفس، وعبر رحلات الطيران، ولقد حصد حتى الآن أرواح خمسة آلاف شخص وسوف يزداد الرقم حين يكون هذا الكلام بين يدي القارئ!

بدأت المأساة في السنغال غربي أفريقيا، ومنها انتشر وضرب ممرضتين في أمريكا، ويضرب في بريطانيا، ويصرخ بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، طالبا مليار دولار لمساعدة الدول الأفريقية على مكافحة الوباء المكتسح، فلم يجمع سوى 100 ألف دولار.

ومع القمة الأوربية الآسيوية، وازدياد التهديد الفيروسي لبريطانيا، شارك في الصراخ ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة البريطانية، محذرا من أن الوباء يمثل تحديا إنسانيا وكارثيا وعلميا، هو الأول من نوعه في الجيل المعاصر..

وفي أمريكا، بدأ أوباما يوازن ما بين فيروس داعش وفيروس إيبولا، وانتهى إلى أن الأخير وصل وظهر، ويتمدد، بينما الأول، ربما وصل عبر المكسيك إلى فلوريدا، لكنه كامن، لم يسفر عن سيوفه بعد، ثم هو ضارب في بلاد العرب وهم به مشغولون ولاهون..

وهكذا قرر أوباما تعيين مجلس حرب، ووضع خططا لمواجهة عدو غير مرئي، يستوي في الخسة والغدر مع فيروس الإخوان، الأب الشرعي لداعش وأخواتها.. تتوالى الكوارث على البشرية، في إيقاع منتظم، ويتوحش الآدمي كما تتوحش الفيروسات والجراثيم والحيوانات، وينذر الكون بإسدال الستار، على عصر يتاجر فيه الناس بأديان الله، حتى تجرأ كثيرون وفجروا بإعلانهم الإلحاد..

حقا.. هو زمن يناير وأوباما والبغدادي والبنا وبديع وداعش وإيبولا والكفار.
الجريدة الرسمية