ننشر تفاصيل مثيرة في حادث «كمين القواديس».. زيارة سرية لمدير مخابرات قطر للأردن تشير لتورط «الدوحة» في «المذبحة» ولقاء «الكبيسي» عناصر من «داعش» على ا
>> 29 عنصرًا إرهابيًا تلقوا تدريبات مكثفة في «غزة» لمدة أسبوعين
>> قيادات «حماس» خارج حسابات العملية الكبرى.. وأجنحة عسكرية داخلها تورطت في التنفيذ بـ«رعاية قطرية»
>> كتائب «داعش الإلكترونية» تحتفي بـ«الإرهابيين».. والمواقع التابعة للتنظيم تصف «الشهداء» بـ«جنود جيش الردة»
>> المعلومات الأولية تشير لمشاركة عناصر من «درع ليبيا» في العملية
>> «داعش» يبارك لـ«أنصار بيت المقدس» على نجاح المخطط الإرهابي
30 شهيدًا وربما أكثر، حتى كتابة هذه السطور، زفتهم ملائكة السماء، بعدما استهدفهم شياطين الأرض وقتلوهم بدم بارد.. 30 روحًا صعدت لبارئها لينعم أصحابها في الفردوس الأعلى، تاركين خلفهم قلوبا تتألم من الفراق، وعيونا تتلفت حولها في انتظار عودتهم.
ربما لا تكفي آلاف الصفحات لوصف لحظة حزن واحدة تقضيها أم مجند أو ضابط شهيد ممن استهدفتهم يد الإرهاب الأسود في كمين «القواديس» بالشيخ زويد يوم الجمعة الماضي الذي جاء حزينا للغاية، وترك في قلوب المصريين البسطاء حزنًا من الصعب استئصاله إلا بالقصاص من الإرهابيين الذين استباحوا دماء 30 عسكريًا من خير جنود الأرض.
المشهد الحزين يكسو الصورة يحاصر كل تفاصيلها، يمحو معاني كثيرة للحياة، يناقض قول الله سبحانه وتعالى «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، ولا يخلف وراءه سوى معاني الخسة والندالة والخيانة.
تفاصيل المشهد
وكر من أوكار الإرهابيين بسيناء اجتمع فيه عدد لا بأس به من المرتزقة وخونة الوطن، وبعض من إرهابيي الخارج، العدد ربما يزيد عن 30 إرهابيا يخططون لعملية إرهابية جديدة.
مسرح العمليات الجديد الذي اختاره الإرهابيون هذه المرة كان كمين«كرم القواديس» بالشيخ زويد، القريب من قرية «الخروبة»، التي كانت من أهم أهداف القصف الجوي مؤخرًا نظرا لتمركز العديد من العناصر الإرهابية الخطرة بها، بعد أن حصلوا على صور للكمين بالأقمار الصناعية.
وفي هذا الوكر تم مراجعة الخطة التي تميزت بالاحترافية الشديدة هذه المرة، فتم فيها الاتفاق على أن تستهدف مجموعة من الإرهابيين الكمين، ومجموعة ثانية تضع عبوات ناسفة في الطريق المؤدي إلى الكمين لتنفجر في سيارات الإسعاف أو قوات الأمن إذا ما حاولت الانضمام إلى وحدة تأمين الكمين ونجدتهم، ومجموعة أخرى تنتظر المدد والعون الأمني لتمطرهم بوابل من الطلقات النارية.
وتمضي الخطة الشيطانية في طريقها لتبدأ خطة الصفر وقت انشغال قوات تأمين الكمين بتلقي وجبة الغداء ونقلها إلى داخل الكمين، وقتها اشتعل الكمين كنتيجة مباشرة لاستهدافه بقذائف الهاون والآر بي جي، لينتج عنها سقوط عدد من مجندي الجيش المكلفين بتأمين الكمين، فضلا عن وقوع إصابات بجروح خطيرة، نقلوا على إثرها لمستشفى العريش.
وبالتوازي مع ذلك كان على الطرف الآخر أفراد المجموعة الثانية ينهون عملية زراعة عدة عبوات ناسفة في طريق «الخروبة - كرم القواديس»، بعدما توقعوا أن تتحرك القوات لنجدة الكمين على هذا الطريق.
وبالقرب من موقع الكمين وتحديدًا في إحدى المناطق الصحراوية بطريق «كرم القواديس-الشيخ زويد»، تختبئ مجموعة ثالثة من الإرهابيين انتظارا لدورها في العملية، وبمجرد اقتراب قوات الأمن من هذه المنطقة تنهمر عليهم طلقات الرصاص الحي ليسقط عدد آخر من الشهداء.. وفي لحظة واحدة يختفي الإرهابيون وتتوقف عمليات إطلاق النار والقذائف من جانبهم وكأنهم لم يكونوا متواجدين من الأساس، ليصبح المشهد خاليا من الحياة ولا يتبقى سوى جثث شهداء الوطن، لتكون شاهدة على إرهاب هؤلاء الخونة.
احترافية المشهد
وفقا لما جرى يمكن القول إن هذا الحادث يعد تطورا نوعيا في الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المتطرفون بحق الوطن.. فحادث «كرم القواديس» عملية «مركبة» فهي 5 عمليات إرهابية في لحظة واحدة تم التخطيط لها مسبقًا.
ووفقًا للمعلومات فإن هذا النوع من العمليات تتبعه «الجيوش النظامية» والجنرالات العسكريون الذين يشكلون وحدات عسكرية بعد انقلابهم على هذه الجيوش، إضافة إلى 3 تنظيمات لديها أجنحة مسلحة أيضا وهي حركة حماس وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
إذن ما الذي حدث؟
المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تشير لتورط أكثر من جهة في حادث «كمين كرم القواديس» منها جهتان من «مصر» وأخرى من ليبيا ورابعة من «غزة» وخامسة تشير لها أصابع الاتهام متمثلة في «قطر»، إضافة بالطبع إلى «داعش».
البداية «قطر»
معلومات في غاية الخطورة حصلت عليها «فيتو» تلمح إلى احتمالية تورط «قطر» في حادث استهداف كمين «كرم القوادس»، وتشير هذه المعلومات لزيارة سرية قام بها «سعادة الكبيسي» مدير المخابرات القطرية إلى المملكة الأردنية الهاشمية الأسبوع الماضي على رأس وفد قطري رفيع المستوى، التقى خلالها رئيس جهاز المخابرات الأردني فيصل الشوبكي ومسئولين أمنيين أردنيين آخرين.
المعلومات تشير إلى أن اللقاء تناول الطلب الذي قدمته قطر للأردن، والخاص بأن تسمح السلطات الأردنية لقيادات حماس حاملي الجنسية الأردنية المقيمين حاليا في قطر بالعودة والإقامة في الأردن، لكن الجانب الأردني لم يقدم أي جواب واضح وصريح بهذا الخصوص حيث تم الاتفاق أن يتم تداول الموضوع مع وفد عن حماس سيصل الأردن لإجراء المحادثات بهذا الشأن مع السلطات الأردنية.
المثير وفقًا للمعلومات أن «الكبيسي» قام بجولة على الحدود الأردنية -السورية كما زار مخيمات اللاجئين السوريين الواقعة بالقرب من أربد ومفرق، وأكدت المصادر أن «الكبيسي» التقى بالقرب من «أربد» ممثلين لجبهة النصرة وتنظيم «داعش» وتناقش معهم حول الوضع في سوريا، وألمحت إلى احتمالية أن يكون «الكبيسي» أعطى تعليماته لـ«داعش» بالقيام بعملية نوعية في سيناء.
هنا غزة
في غزة تبدأ المؤامرات ولا تنتهي، قد لا تكون هذه المؤامرات قرارًا مركزيًا لحركة حماس كتنظيم، فربما تكون قرارًا من أفراد في التنظيم يكرهون مصر ويعملون على زعزعة استقرارها.
مصادر مقربة من حركة «حماس» أكدت أن الشهر الماضي شهد تدريبات مكثفة لعناصر مجهولة داخل القطاع على إطلاق النار الكثيف واستخدام القذائف وتحديدا «الهاون».
وأشارت المصادر إلى أن أعداد هذه العناصر تراوحت بين 26-29 فردًا تلقوا تدريبات مكثفة كانت مدتها 14 يومًا في أحد المعسكرات التابعة لحركة حماس بقطاع غزة.
وأكدت المصادر أن هذه العناصر بمجرد انتهائها من التدريب غادرت القطاع دون أن يعلم أحد الوجهة التي اختارتها أو السبب الذي من أجله كانت تتلقى تلك التدريبات المكثفة، التي توحي أنهم يستعدون لتنفيذ عملية كبرى.
جنسيات مختلفة
ووفقًا للمعلومات فإن من تلقوا تدريبهم في «غزة» الشهر الماضي كانوا من جنسيات مختلفة من بينهم «ليبيون، مصريون، سوريون، فلسطينيون، عراقيون، تونسيون».
وأشارت المعلومات إلى أن عناصر هذه المجموعة لا ينتمون لتنظيم واحد ولكنهم خليط من عدة تنظيمات منها من يعمل في سيناء ومنها من يعمل خارجه.
«داعش» ينتقم
لا يمكن بأي حال من الأحوال استبعاد تورط تنظيم «داعش» في الحادث الإرهابي الذي استهدف كمين «القواديس» خاصة أن التنظيم يخطط للانتقام من الجيش المصري بعد الصفعات المتتالية التي تلقاها في سيناء على مدى الشهرين الماضيين، خاصة بعد تمكن الجيش من تصفية «كوماندوز داعش» بسيناء، والقضاء على ٨ كتائب إرهابية تابعة له في جبل الحلال، ومقتل رجله الأول في مصر «أسد الموصلي»، إضافة إلى إصابة المسئول عن صناعة التفجيرات في «سيناء» والذي كان قد سافر إلى هناك قبل فترة قصيرة للقيام بالمهام التي أوكلها له «أبو بكر البغدادي» زعيم التنظيم.
«داعش» كان يعاني كثيرا في سيناء نتيجة الضربات الأمنية المتلاحقة التي استهدفت قادته طوال الفترة الماضيةـ، فكان لا بد لهذا التنظيم أن ينتقم لرجاله الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر، وهو الأمر الذي فسر احتفاء المواقع التابعة لـ«داعش» بحادث «القواديس»، حيث نشرت هذه المواقع التابعة للتنظيم تفاصيل حادث كمين منطقة كرم القواديس، الذي أسفر عن استشهاد 30 جنديًا وضابطًا وإصابة 29 آخرين من القوات المسلحة، وأشارت مواقع التنظيم إلى حصولها على معلومات من العاملين بلجان الإعلام في «أنصار بيت المقدس» تؤكد تنفيذها تلك العملية على أراضي سيناء.
فمثلا ذكر موقع «المنبر الإعلامي الجهادي»، أن العملية بدأت باستهداف إحدى المدرعات بكمين كرم القواديس شمال سيناء، وأدت إلى تطاير المدرعة وتناثر أجزاؤها مع أشلاء من كانوا بها من الجنود، وأعقب ذلك هجوم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على أفراد الكمين الذين كانوا في حالة صدمة ورعب كامل، بعد أن باغتهم من وصفهم الموقع بـ«المجاهدين».
وأضاف الموقع أن المجاهدين انسحبوا، ثم أتت بعد 15 دقيقة قوات الجيش إلى مكان التفجير وأغلقت الطرق في محيطه، وشرعت تطلق النار بكثافة وعشوائية.
وتابع: «وبحمد الله، تم استهداف السيارة التي تقل المصابين من جيش الردة، والإجهاز على من تبقى حيا، وأصيب قائد عمليات الجيش المصري «خالد توفيق» بإصابات حرجة، أثناء توجهه إلى مكان التفجير، ولله الفضل والمنة».
هذا نص ما نقله الموقع الجهادي المنسوب لـ«داعش».. إذن فـ«داعش» يلقي الكرة في ملعب «أنصار بيت المقدس» ويبارك لهم نجاح «الغزوة».
«درع ليبيا»
أكدت مصادر ليبية وثيقة الصلة بجماعة "أنصار الشريعة" التي يتزعمها الشيخ "محمد الزهاوي" تورط 3 من أعضاء الجماعة-فلسطينيي الجنسية- في الحادث الإرهابي الذي استهدف كمين "كرم القواديس" الجمعة الماضية والذي أودى بحياة 30 من قوة تأمين الكمين.
وأوضحت المصادر أن تنفيذ العملية جاء انتقاما من الرئيس عبدالفتاح السيسي وردا على النجاحات التي حققها في إدارة عدد من الملفات منذ وصوله إلى سدة الحكم.
وأشارت المصادر إلى أن الثلاثة المتورطين في العملية شاركوا في التخطيط لها منذ الشهر الماضي، والتقوا ببعض الإرهابيين في سيناء للاتفاق على تفاصيل العملية، وتلقوا دعما من عدة دول.
وأشارت المصادر إلى أن أحد أهم من دبروا لهذه العملية كان مساعد أبو قطمه المدعو "أبو أيوب الفلسطيني" الذي أصيب منذ فترة في قدمه أثناء تواجده في سيناء قبل توجهه إلى قطاع غزة.
المتورط الثاني في هذه العملية كان صابر أبو عمرة المدعو "أبو محمد" وهو من قطاع غزة-وفقا للمصادر.
وأكدت المصادر أن الفلسطيني الثالث المتورط في العملية يدعى "إسلام تتر".
ولم يتسن لـ"فيتو" التأكد من هذه المعلومات من مصادر مصرية.
وتشير المعلومات المتوافرة عن المتهم الأول مساعد أبو قطمة والملقب "أبو أيوب الفلسطيني" إلى أنه ينتمى إلى أسرة فلسطينية تقيم في قطاع غزة، ووصل ليبيا قبل عدة أشهر وانضم إلى شباب أنصار الشريعة، وتدرج في المناصب القيادية سريعا إلى أن أصبح المسئول الأول عن الإمدادات والأسلحة.
أما المتهم الثانى صابر أبو عمرة والملقب بـ "أبو محمد"، فوصل ليبيا قبل عدة أشهر ومقيم في منطقة درنة، ويعد أحد القيادات البارزة في جماعة أنصار الشريعة، ولديه علاقات متشعبة مع مهربي الأسلحة وشارك بقوة في المعارك الدائرة بين قوات اللواء حفتر وجماعته في بنغازي، كما أنه لديه اتصالات أيضا بالجماعات التكفيرية في سيناء، وساعد في تهريب عناصر مصرية إلى ليبيا.
إسلام تتر المتهم الثالث والملقب أيضا بـ "أبو محمد"، عمره 22 عاما ويقيم في ليبيا منذ سنوات طويلة ويلعب دورا محوريا في إمداد أنصار الشريعة بالسلاح والأموال.
"نقلا عن العدد الورقي..."