عن محمود سعد وسنينه !
حلو أوي بيان قناة النهار بعد منع محمود سعد. لكن متأخر. محمود سعد حالة.. أو عرض لمرض. والإعلام تأخر في مكافحة المرض. تذبذب. ارتعشت يده. أخذ القرار.. بعد خراب مالطة.
منذ يناير للآن.. تكّسب بعضهم.. على قفا مفهوم "الدولة". عملوا أبطالا على حس الثورة والحريات، فهدموا المعبد.. بينما زادت أرصدتهم لدى أنفسهم فخرا بنسب المشاهدة !!
خدعونا باسم الحريات. خدعوا المصريين جهلا بما يمكن أن تؤدى إليه نغمة لا يعرفون لها نتائج.. ولا تداعيات. عملوا نخبة.. وتبين أنهم لا يعرفون. صنعوا لأنفسهم سمعة من "ورق".. قبل أن يتبين المصريون أن الفارق كبير بين الكلام في أفلام نبيلة عبيد.. وبين أحاديث إعادة بناء الدول.. وحماية الأوطان. قلنا هذا الكلام قبل سنوات قالوا: اطلعوا من البلد. عدى الوقت وتبين أنهم هم الذين طلعوا من "المنور" !!
لا أحد يعرف للآن معنى "إعلامي". يبدو اللفظ أشبه بمصطلح "رجل أعمال" الذي أطلقه على أنفسهم تجار السجائر المارلبورو المهربة.. والبمبوطية في موانى مدن القناة أيام انفتاح السبعينيات. إعلاميون كثيرون ساهموا فيما وصلنا إليه. أمن قومي مهدد. "عيال حبسجية" في أروقة المحاكم يدافع عنهم حبسجية آخرون باسم الحريات، وحقوق الإنسان. نشطاء انزووا على أنفسهم وعاشوا في عالم افتراضي واسع، وأصبحوا باسم الثورة والتغيير شوكة في ظهر وطن قالوا إنهم ثاروا لتحرير مواطنيه من الديكتاتورية.. ثم تبين أنه كلام فارغ. وأنهم هم الديكتاتورية. وأن أغلبهم ثأر على ما قال إنه فساد لأنه يريد فرصة.. للفساد !!
كل وجوه الفضائيات دفعوا إلى ما وصلنا إليه.
من اول يوسف الحسيني ومني الشاذلي مرورا
بعمرو اديب ولميس الحديدي .. وانتهاء بيسرى فودة
.
ليس وحده محمود سعد. محمود "حالة". صورة. مفاهيم غير منطقية.. وأفكار جرثومية حسبوها على "الدولة الجديدة" والجمهورية الثالثة.. قبل أن نتبين أنها تهويمات صبيانية في الطريق إلى هدم الدولة الجديدة.. وتدمير الجمهورية الثالثة.
مشكلة محمود سعد أنه الوحيد الذي لم يكن لديه مرونة التغير، بينما تلون الجميع. لذلك وقع محمود بينما تغير الآخرون وتلونوا.. وتركوا جلودا مرقطة في الأركان. نصف من قالوا إنهم إعلاميو 30 يونيو، كانوا ضمن من ساهم في الخراب الذي أدى إلى 30 يونيو.
ارجع قليلا للوراء. تابع نصفهم يدعون لخروج الجيش لحماية الحدود، بينما النصف الآخر ينشد شعرا منمقا، على الشاشات دعما لحريات "شباب الثورة" في التكسير والحرق والهدم.. والتلفظ بألفاظ الشارع على مواقع التواصل. فهموا الحريات غلط.. ملعون أبو دى حريات التي تشكك في جيش البلد.. وتسب قضاء البلد، وتهدم شرطة البلد. وتهدد سيادة بلد.. وتؤدى بنا وبهم إلى ستين داهية.
أزماتنا لم تأت من فراغ. الأزمات لا تأتى مفاجئة. الأزمات تداعيات.. وتحضيرات. النكبات موروثات وتراكمات وسلسلة أحداث سابقة، ولعب هواة.. وكلام في غير محله.. وفتح صدر في الطل، وضعت وطنا على المحك.. وانتهت بمنال عمر تتلمظ على الجيش المصرى !!
بالمناسبة: كم واحد من إعلام 30 يونيو.. سبق ودعا إلى إسقاط حكم العسكر على شاشات الفضائيات قبل 30 يونيو؟
الإجابة: كلهم.
اذكر عندك نموذجا مبينًا. واحد إعلامي اسمه خالد أبو بكر تأرجح كم مرة بين عدة مراحل، بدأت بالعداء للجيش دعما لشباب الثورة، مرورا بمحاولات "الحك" في الإخوان، دعما للديمقراطية. انتهاء بصورة مع السيسي في الاتحادية..روجها في تويتات نارية إيمانا بالجيش.. وسعادة بحمايته!
النهاردة انتبهت قناة النهار؟ النهاردة انتبه الإعلام؟ النهاردة فقط تقول القناة في بيان إن حرية الرأى لا يمكن أن تبرر أبدًا السخرية من معنويات الجيش والحفاظ على الدولة؟ النهاردة بس تقول إدارة القناة إنها لن تسمح بضرب وحدة الشعب وجيشه، وإضعاف معنويات قواتنا المسلحة تواجه حربًا تديرها أموال مخابرات أجنبية لإسقاط مصر جيشًا وشعبًا ؟
ياسلام على الكلام ؟! كان فين الكلام ده من زمان ؟ أين كانت الحكمة عندما استنكر محمود سعد بالمتغطى عزل مرسي.. أول رئيس منتخب؟ أين كانت لما غض الطرف عن استشهاد 6 جنود في العريش، ومسك في الهايفة.. مستنكرا وضع أمين شرطة كلبشات في يد مريضة متهمة ؟!
أين كانت "حكمة الفضائيات" لما "اعمت" مني الشاذلي عيوننا بسلسلة استضافات البرادعي.. تلتها حفل تنصيب لعبود الزمر بطلا قوميا في برنامجها باسم إرادة المصريين الذين أبهروا العالم وقاموا بثورتين؟
فاقوا الآن ؟ صحوا كلهم في نفس واحد؟
ياراجل.. بلا قرف !!