رئيس التحرير
عصام كامل

هل يأفل النجم ؟


الأخوة نوعان أخوة بالدم وأخوة بالصداقة وأجد الثانية أقوى وأكثر ارتباطًا كونها عن اختبار واختيار وربما بمرور الوقت ناتجة عن نضج وفكر ورأي حر، وهى ليست أخوة مفروضة بل محبوبة.

محمد حمدي ربما لا يعرفه العديد من الشعب المصري ولكنه علامة منيرة في الصحافة المصرية.. علامة متميزة في الوطنية وبالأكثر علامة ثابتة في الوطنية والكفاح لأجل الوطن.. لقد كان أخي المرحوم محمد حمدي كاتبا في الأهرام وصاحب موقع الاستقلال الإلكتروني.

وصديقي العزيز تعرفت عليه منذ عدة سنوات في جريدة اليوم السابع، فكان له مقالة يومية تقريبا، بنشر فيها فكر حر ووطنية خالصة وتنوير... اتصلت به وأدركت معدنه الرائع وتعارفنا منذ سنوات عديدة تقترب من الثماني سنوات ترك اليوم السابع، لأنه رفض مهادنة الإخوان كتبنا سويا في موقع صدى البلد تحت إشراف الأستاذ سعيد شعيب وحينما حكم الإخوان، وتغيرت سياسة الموقع الإلكترونى وتغيرت الخطة التحريرية تقرر الاستغناء عنا.

واستمرت العلاقة بيينا لم أره إطلاقا وتعارفنا وتحادثنا تليفونيا عدة مرات طويلا وأخيرا أنشأ موقع الاستقلال الذي قفز بسرعة كبيرة وشغل مراكز تفوق مواقع لها سنوات طويلة وضم العديد من الكتاب الأفاضل بفضل أخي محمد حمدي وكنت أداوم الاتصال به دائما فهو صاحب مدرسة وطنية ورأي ثابت لم يتزعزع عن حب الوطن، لذلك انضممت إلى أسرة الاستقلال وهو صاحب سبق في مجال الإعلام الإلكتروني وكل يوم يمر تزداد الأخوة بيننا وتزداد ثقتى في أنه أخ وصديق يفوق مئات عرفتهم منذ سنوات طويلة.

وأتذكر في شهر يونيو الماضى أن اتصلت به ووعدته بزيارته وللأسف لم أستطع مقابلته نظرا لضيق الوقت ورحلتي القصيرة، وغاب أخي محمد عن الظهور اتصلت به وإذ به راقدا بالفراش إلى أن سافرت إلى مصر خلال الفترة من 12 إلى 20 أكتوبر وأخيرا رأيت أخى وصديقى العزيز صاحب القلم الحر ورائد الوطنية الخالصة، وأخذت عنوان منزله في المعادى وذهبت إليه فإذ هو راقد بالفراش من المرض اللعين وجدت جسده متعبا من مرض فتاك لم أتمالك نفسي عند رؤيتى له.. ووجدت أننى أدخل غرفته ولا أملك إلا تقبيل رأسه ويديه كأنه قديس حسب كنيستنا القبطية وإيماننا المسيحي وتحدثت ومكثت معه قرابة الساعة إلا ربع مرت كأنها ثوان معدودة، وتذكري كلمته التي أبكتني لعدم علمى أنه مريض بالمرض اللعين "استطعت هزيمة السرطان ولابد من الكفاح لهزيمة الإخوان"، فعلا هزم الإخوان ورحلوا عن قيادة البلاد، بفضل وبجهد شعب مصر وبأفكار حرة وطنية مثل أخي محمد
حمدى.. وبعد انتهاء زيارتي له سلمت عليه وللمرة الثانية لم أتمالك نفسي إذ وجدت نفسي أقبل رأسه ويديه مرة أخرى.. ولا أعلم أن هذا سلام الوداع.

رحل أخى محمد حمدى ويعتقد العديد برحيله أنه نجم أفل ولكن النجوم لا تغيب سيبقى أخى محمد حمدى علامة مضيئة لكل وطني لكل مصري محب لبلادنا الجميلة.

أخي محمد أطلب لك الرحمة ومتأكد من أننا نحن البشر نخطئ ونحدد مصير الراحلين ولكنى كلى ثقة في أن أحكام الله لايدركها البشر ورحمة الله لا يعرفها البشر فأنت ربما شهيد القلم والرأي وربما أنت أمين في حياتك ووطنيتك ولكن الشيء الأكيد أنك أخ وغال وسأظل أصلى لأجلك وسيظل فكرك ينير لنا الطريق... ارقد في سلام الله بعد صراع مع المرض اللعين وأعلم أننا نحبك ونحترمك ونقدرك ولك جمهور كبير من العارفين فضلك والمدركين عملك.
Medhat00_klada@hotmail.com

الجريدة الرسمية