رئيس التحرير
عصام كامل

يحدث في مصر الآن.. وقائع "اغتيال "مخرج بالتليفزيون !!


هو مخرج معروف.. كثيرا ما شاهدنا أعماله وبرامجه..هو الآن كبير للمخرجين بإحدي قنوات التليفزيون المهمة..وكثيرون من المصريين يهتمون بمن هو أمام الشاشة أكثر ممن خلفها..لكنه ساهم في إسعادنا كثيرا..حظه العاثر ساقه إلى قدره الذي يعيشه الآن بين حسرة ومرارة لا تنتهي..يسكن في بيت عائلة زوجته.. والدة زوجته سيدة عجوز تسكن أحد الأدوار..وفي الدور الأرضي يسكن أحدهم..وأحدهم هذا كان طيبا وقورا وقت جاء للسكن قبل سنوات..لكنه الآن في طريقه لمغادرة المكان إلى مكان آخر.. فتبدل كما تبدل كل شىء حولنا وفي حياتنا..

المهم..أم الزوجة..العجوز الوحيدة تطلب منه - وهو زوج ابنتها الوحيدة - أن يتحدث إلى الساكن المغادر لكي يدفع فواتير للكهرباء وغيرها قبل أن يترك المكان..بمنتهي البراءة ينطلق المخرج مسرعا إلى المستأجر المغادر وبعد عتاب ومفاوضات يرفض أن يدفع شيئا..طبيعيا أن يبلغه المخرج المهذب أنه مضطر للجوء للقانون..هنا..وهنا فقط تنقلب الدنيا..ويتطاير الشر فجأة من الساكن..ولا نعرف من أين - يقول المخرج - جاء إلى المكان أشقاء الرجل وأقاربه..ويعلنون أنهم لن يدفعوا شيئا بل ولن يغادروا المكان حتى رغم انتهاء مدة العقد..بل وتحدوا القانون وأعلنوا أن تحديهم سيبدأ من الآن..والتحدي يعني اعتداء سافر على المخرج بالعصي والأيدي والأسلحة البيضاء !!

تحول البيت والشارع إلى حالة من الصراخ والهلع..فها هو خلاف بسيط على مبلغ لا يستحق يتحول إلى الشروع في جريمة كبيرة..لم يعد الصمت والسكوت للمخرج وزوجته ممكنا..تحامل على نفسه وأصبح الاعتداء عليه هو الموضوع وليس المبلغ موضوع الخلاف..ذهب إلى مأمور القسم..وهناك أبلغه المأمور بضرورة النزول إلى الدور الأرضي لتحرير محضر بالواقعة..وهناك اكتشف أنه ذهب بغير إثبات الشخصية..عاد للمنزل لإحضار بطاقته العائلية..وهناك وفي شقته اندفع الساكن ومعه عدد من الأشخاص إليه وإلي داخلها..وحطموا كل ما فيها وطبقا لرسالة المخرج إلينا فقد سرقوا بالإكراه مبلغا من المال من حقيبة زوجته..إلا أنهما وبعد اعتداء عنيف ومبرح ترك أثاره من الدماء عليه وعلي زوجته وصلا إلى القسم مرة أخرى..وفي الدور العلوي من القسم المقصود ظل لمدة ساعة ينزف حتى قابله المأمور ثانية وأحاله لتحرير محضر إلى معاون المباحث! 

والمعاون من جديد يطلب منه النزول إلى الدور الأرضي لتحرير محضر..وفي الدور الأرضي وعندما رأوه ينزف ودماؤه على ملابسه طالبوه بضرورة الذهاب للمستشفي أولا لتحرير تقرير طبي..وهناك أجراه على خير إلا أنه وقد أنجز التقرير عاد إلى بيته لتغيير ملابسه..وفي الطريق أبلغه أهل الخير والجيران أن "الجماعة" إياهم..أي الساكن ومن استعان بهم يحتجزون حماته..وأنهم ينتظرونه وزوجته في كل مكان وأن عليه مغادرة المكان !!

أسرع المخرج إلى القسم ثانية ليلبغ بما جري..وأن حماته في خطر وهي سيدة مسنة ومريضة وأنه غير قادر على العودة إلى بيته ! وفي القسم أبلغوه أنهم يصدقونه لكنهم لا يستطيعون التحرك بقوات إلا أن صدر قرار من النيابة بذلك! عاد المخرج إلى النيابة.. وهناك أبلغوه بضرورة الحضور في الصباح لأن اليوم انتهى ! لم يعد المخرج إلى البيت بطبيعة الحال..ولم يتم تحرير حماته.. واستطاع بمساعدة أهل الخير استرجاع أولاده من مدارسهم..ويقيم لاجئا الآن بعيدا عن بيته وحتى إشعار آخر!

الآن نقول:
القصة حقيقية بالكامل..وليست وحيا من خيال مريض أو من خيال شيطاني..والمخرج - الذي يغتال الآن أدبيا ومعنويا وعائليا - والقسم والحي والشارع وكل التفاصيل لدينا لمن يهمه الأمر..هذا إن كان هناك أحد سيهمه الأمر!!
الجريدة الرسمية