رئيس التحرير
عصام كامل

"التجمع" مسيرة طويلة فى مقاومة الإمبريالية.. أسسه الزعيم التاريخى خالد محيى الدين.. سقط فى انتخابات الـ 40 مقعدًا لـ "الوفد والإخوان".. شعبان وتليمة أبرز رموزه البرلمانيين..

رفعت السعيد رئيس
رفعت السعيد رئيس حزب التجمع

تأسس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى مع إعادة تأسيس الأحزاب فى مصر عام 1976، وتم تأسيسه على يد مجموعة من أصحاب التوجهات اليسارية ويضم مجموعة من الاشتراكيين والشيوعيين والناصريين والقوميين العروبيين، بالإضافة إلى عدد من الليبراليين، ويعد خالد محيى الدين هو المؤسس والزعيم التاريخى للحزب.

وللحزب رحلة فى تاريخ الانتخابات البرلمانية، اذ اشترك فى جميع الانتخابات التشريعية منذ تأسيسه وحصل على مقعدين فى عام 1977ـ1979 ولم يمثل فى برلمان 1979 ـ1984نظرًا لتعديل قانون مجلس الشعب عندما تم تعديل قانون البرلمان وأصبح بالقائمة النسبية لم يستطع الحزب الحصول على النسبة التى تؤهله على مستوى الجمهورية، لكن المحكمة الدستورية العليا أصدرت حكمًا بعدم دستورية الانتخاب بالقائمة النسبية وتم حل البرلمان وتم تعديل القانون وسمح للمستقلين بالترشح ولكن الحزب لم يفز بأى مقاعد لعدم حصوله على النسبة المؤهلة وتم حل مجلس الشعب مرة أخرى لعدم دستوريته عام 1990.
"شعبان وتليمة"
وأجريت الانتخابات على النظام الفردى وحصل الحزب على خمسة مقاعد 1990 وبانقضاء الدورة أجريت الانتخابات عام 1995 وفاز الحزب بخمسة مقاعد أيضًا، وفى عام 2000 حصل الحزب على ستة مقاعد وعلى مقعدين فى انتخابات عام 2005، وفى هذا الوقت كان يترأس الحزب الدكتور محمد رفعت السعيد، ويقدر عدد أعضائه بـ 22 ألف عضو.
ويعد حزب «التجمع» هو الأكثر خسارة من بين قوى المعارضة فى الانتخابات البرلمانية التى جرت فى عام 2005، فلم يفز من بين مرشحيه الـ٦٠ سوى مرشحين فقط الأول هو النائب عبد العزيز شعبان الذى يحتل مقعده البرلمانى عن دائرة حدائق القبة بالقاهرة للدورة الرابعة على التوالى منذ فاز لأول مرة فى انتخابات عام ١٩٩٠، والثانى هو محمد تليمة الذى نجح للمرة الأولى بعد عدة تجارب انتخابية لم يحالفه التوفيق فيها ممثلًا لدائرة أوسيم بالجيزة.
"انتخابات 76"
فيما خسر الحزب خمسة مقاعد برلمانية من ستة هى جملة هيئته البرلمانية فى مجلس الشعب المنقضى، وسقط رموز الحزب فى الانتخابات الأخيرة ومن أبرزهم خالد محيى الدين مؤسس الحزب وزعيمه، والنائب البدرى فرغلى، وأبوالعز الحريرى.
ويعد حزب «التجمع» اليسارى المعارض هو الحزب الوحيد الذى خاض جميع الانتخابات البرلمانية منذ عودة التجربة الحزبية فى مصر عام ١٩٧٦ فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ففى ذلك العام، تم إجراء أول انتخابات تشريعية فى ظل التعددية الحزبية وخاضها حزبا المعارضة «التجمع والأحرار» فى مواجهة حزب مصر الحاكم، قبل أن يؤسس السادات الحزب الوطنى المنحل الآن، والذى لم يكن موجودًا وقت إجراء هذه الانتخابات.
وفى هذه الانتخابات فاز "التجمع" بثلاثة مقاعد من بينها مقعد خالد محيى الدين بعد أن ترشح أمامه ابن عمه الدكتور صفوت محيى الدين الذى تنازل عن الترشح لبرلمان عام 2005 لاعتبارات عائلية وهى الأزمة التى فرضت نفسها فى هذا العام .
وخلال الدورة البرلمانية انضم أبو العز الحريرى أحد ألمع نواب البرلمان للحزب ليصبح للحزب أربعة مقاعد، وبعد حل برلمان عام 1976، جرت انتخابات عام ١٩٧٩ وسط حالة من العداء المتبادل بين حزب «التجمع» والسادات، ودفع الحزب الثمن غاليًا لرفضه اتفاقية «كامب ديفيد» بعدم فوز أى من مرشحيه.
"خسارة كاملة"
وفى انتخابات عام ١٩٨٤ والتى شهدت لأول مرة فى تاريخ الحياة البرلمانية فى مصر نظام القائمة النسبية المشروطة، لم يستطع الحزب تحقيق شرط الحصول على نسبة ٨% من مجموع أصوات الناخبين، وحصل على ٤٠٠ ألف صوت فقط بنسبة ٨، ٤ فقط، وهو ما لم يتح له الفرصة للحصول على أى من المقاعد البرلمانية.
وشهدت هذه الانتخابات تحالفا مثيرا للجدل بين حزب «الوفد» الجديد بعد عودته إلى الحياة السياسية بحكم قضائى، وبين جماعة الإخوان المسلمين، وحصلا معا «الوفد والإخوان» على أكثر من ٤٠ مقعدا برلمانيا، ولم يستطع حزب التجمع أيضا فى انتخابات عام ١٩٨٧ تحقيق نسبة الـ٨% المطلوبة حيث حصل على ٢٦٠ ألف صوت بنسبة ٤، ٢%، وشهدت هذه الانتخابات تغييرا تكتيكيا فى تحالف جماعة الإخوان المسلمين التى تركت «الوفد».
"قرار انفرادى"
وجاءت انتخابات عام 1990وسط أحد اهم أحداث القرن العشرين وهو انهيار الاتحاد السوفيتى، وكان لهذا الحدث أثره فى قرار حزب التجمع بخوض الانتخابات، مخالفا قرار جميع أحزاب المعارضة بالمقاطعة، وشهد حزب التجمع صراعا بين فريقين بداخله الأول يرى ضرورة المقاطعة، تجاوبا مع موقف أحزاب المعارضة، والثانى يرى أن خوض المعركة الانتخابية والنفاذ إلى مجلس الشعب بنائب أو اثنين من شأنه صد الهجمة الإعلامية الحكومية على الحزب نظرا لتوجهه اليساري، وبالفعل فاز الحزب بخمسة مقاعد، وهو نفس عدد المقاعد التى فاز بها الحزب فى الانتخابات التالية عام 1995، ولقد تجاوز هذا الرقم عام 2000 ليحقق 6 مقاعد، وتولى بعدها خالد محيى الدين زعامة المعارضة فى مجلس الشعب.
وفى عام 2005 خاض الحزب معركته الانتخابية للبرلمان بـ60 مرشحا من بينهم 5 سيدات و6 أقباط ، ورغم أن الحزب دخل متحالفا لأول مرة مع حزبى الوفد والناصرى وبعض القوى السياسية الأخرى، لم يجد سوى الخسارة بفقد عدد من المقاعد ولم ينجح سوى عضويين.
"مضاد للإمبريالية"
ويتبنى الحزب مجموعة من التوجهات تتمثل فى الديمقراطية لأنها الضمان لاستقرار وتداول السلطة بشكل سلمي، بالإضافة إلى القضاء على التبعية الإمبريالية الغربية، كما أن الحزب يسعى إلى التضامن بين الشعوب العربية، بالإضافة إلى الحفاظ على دولة رعاية قوية قادرة على حماية المواطنين من الاستغلال.
وبعد أحداث ثورة 25 يناير أصدر الحزب بيانا يوم 3 إبريل 2011 أن الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يتماش مع أهداف الثورة، وطالب فى نفس التوقيت بإنهاء ما يعرف بعربدة جماعات التطرف الدينى.
وفى عام 2012 دفع الحزب بالمستشار هشام البسطويسى لخوض الانتخابات الرئاسية.



الجريدة الرسمية