رئيس التحرير
عصام كامل

فين «التفويض» يا «سيسي»؟!


عندما تتعلق القضية بـ«الوطن» فلا مجال لـ«المقايضة»، وعندما يتعلق الأمر بحياة المصريين فلا مجال لـ«خنوثة» القرارات، ولا مجال لـ «الطبطبة»، «وحقكوا عليا» و«تعالوا نحط أيدينا في إدين بعض عشان نبني مصر».. فهؤلاء لا يعرفون «أم الدنيا»، ولا يؤمنون بشيء اسمه «مصر».. فماذا تنتظر سيادة الرئيس؟!


أتنتظر إراقة المزيد من الدماء الطاهرة لخيرة جنودنا وأهلنا؟ أتنتظر حتى «يعشش» الحزن في كل بيت؟ أتنتظر حتى يصبح هذا الوطن الآمن كالعراق وسوريا واليمن؟!

أيها «الجنرال»، نحن في «حالة حرب»، أو معركة «وجود»، كما تقول دومًا، فإما أن يكون لدينا «وطن» أو مجرد «شقة مفروشة»، إما أن يكون لدينا «شعب» أو مجرد «جثث» وهياكل عظمية.. فماذا تنتظر، وماذا تطلب من ملايين المصريين الذين وضعوا ثقتهم فيك؟

أتطلب «تفويضًا» جديدًا؟ وهل التفويض الذي منحناك إياه انتهت صلاحيته؟!.. أتريد «دعمًا» معنويًا وماليًا؟، ومتى رفعنا عنك «الدعم»؟!، أتريد «ظهيرًا» شعبيًا؟، ومتى تخلينا عنك وعن قواتنا المسلحة؟.. لقد قدمنا لك الكثير والكثير، ومستعدون أن نقدم أكثر، بشرط «ترمي بياضك يا ريس»، وتأخذ من القرارات ما تشفي به صدورنا.

ما الذي يمنعك سيادة الرئيس من إصدار «مراسيم» بقوانين تحيل كل من ينتمي إلى تنظيم «إرهابي» إلى محكمة «عسكرية» عاجلة؟!، وما الذي يمنعك من إصدار مرسوم بقوانين تجعل «الإعدام» عقوبة كل مَنْ يقتل «مدنيًا» أو «عسكريًا» تحت أي مسمى، وما الذي يمنعك من جعل «الإعدام» عقوبة من يحرق «مركبة عامة»، أو منشأة حكومية أو خاصة، أو يتاجر في «المخدرات»، أو يعبث بـ«صحة» المصريين... إلخ.

ما الذي يمنعك من الاستعانة بـ «قضاة» ذوي «طبيعة خاصة»؛ لسرعة الفصل في قضايا «الإرهاب»، بدلًا من أولئك القضاة الذين «يستشعرون الحرج» دومًا، وانشغلوا بـ«تعيين أبنائهم» في السلك القضائي على حساب «المتفوقين» من أبناء «الفقراء»، الذين لا يعرفون لـ«الكوسة» طريقًا؟!

ما الذي يمنعك من إصدار تشريعات جديدة لحماية المؤسسات التعليمية من الحرق والتخريب على يد بعض المجرمين، الذين انتحلوا صفة «طلاب جامعيين»؟ مَنْ سيعترضك لو أصدرت تشريعًا بـ«الفصل النهائي» لأي طالب ضُبِط بحوزته «مولوتوف» أو «شماريخ» أو «أسلحة» أو «شعارات» مؤيدة لـ «التنظيمات الإرهابية»؟!

أتخشى أصوات بعض «الإعلاميين»؟، فهؤلاء انكشف أمرهم وباتوا «عرايا» أمام الشعب.. أتخشى أصوات المطالبين بـ «المصالحة»؟، فأنت تعلم أن هؤلاء «ضجيج بلا طحن»، ودعواتهم لـ «ضمان» بقائهم على قيد الحياة السياسية.. أتخشى انتقادات «أكشاك» و«دكاكين» منظمات «حكوك» الإنسان، والمجتمع المدني؟، وما حجم هؤلاء وتأثيرهم في الشارع الآن؟!.. أتخشى أصوات «الخونة» و«المتآمرين» و«الشواذ» و«المخنثين» فكريًا و«نشتاء» السبوبة؟!، فهؤلاء لو نزلوا في منطقة شعبية لخرجوا منها «حوامل»، سواء كانوا «ذكورًا» أم «إناثًا»!

سيادة الرئيس.. الكرة الآن في ملعبك.. والوقت ليس في صالحنا، وأعداء «الداخل» يتربصون بنا قبل أعداء «الخارج».. فإذا كان «الحِمْل» ثقيلًا عليك فأخبرنا، ونحن سنعينك عليه، وإلا تعتذر سيادتك عن تحمل المسئولية، وتقدم استقالتك إلى الشعب، وصدقني ساعتها لن تنقص «محبتك» مثقال «ذرة» واحدة في قلوبنا.. وحذار من «المكابرة» و«العناد»!. 
الجريدة الرسمية