جراد !
فشلت فرق المكافحة فى قتل الجراد الذى حاصر جنوب مصر، تمامًا كفشل القوى الثورية فى مكافحة الجاثمين على صدر الوطن منذ 8 أشهر..
حملات الإبادة تبدأ بعد غروب الشمس حتى مطلع الفجر، لقتل الجراد أثناء نومه، لكنه جراد لئيم، ماكر، مخادع، يقوم بالليل والناس نيام، يلتهم الأخضر، زراعات قمح وقصب وأى شىء، حتى إذا أسفرت الشمس وذهب الفلاحون إلى حقولهم، صرخوا من هول ما يرون، حل الخراب على بيوتهم، فلا زرع ولا ثمر، وبالطبع لا حصاد سوى حصاد الهشيم.. هذا ما يفعله المراوغون، الكاذبون، الانتهازيون، الذين خربوا البلد بعد 8 أشهر من حكمهم الدموى.
ومع ذلك يخرج علينا خبراء المكافحة ويقولون: لا جراد، لقد قضينا عليه تمامًا، وهذا يذكرنا بحوار أجراه محرر صحيفة قومية مع وزير الزراعة الأسبق أحمد الليثى– عام 2008 – يؤكد فيه أن الجراد لن يصل إلى القاهرة، بينما كان الجراد يهجم على زجاج مكتبه، فقد كانت الستائر خضراء، مما أثار ضحك المحرر والمصور الصحفى الذى كان يرافقه، وتعلل الوزير بأن نظره ضعيف للغاية ولم يستطع رؤية الجراد!
ثم يخرج علينا خبراء الاقتصاد ويقولون إن مصر على وشك الإفلاس، فيرد مندوب مكتب الإرشاد فى قصر الاتحادية بقوله: إن من يتحدثون عن إفلاس مصر هم المفلسون، متجاهلًا تناول آلاف الأسر طعامها من صناديق القمامة، هذا المشهد اليومى الذى يراه الجميع، لكن "اللى ما يتسموش" يقولون بتحقيق الاقتصاد طفرات وارتفاع مستوى المعيشة فى عهد الإخوان، ولأننى أعانى ضغطًا مرتفعًا، وأحيانًا أخرج عن حدود اللياقة، فأرجوا أن يقوم أحدكم مشكورًا بالرد عليهم حتى لا أضع نفسى تحت طائلة القانون بعبارات سب وقذف، ولكم الأجر والثواب من الله.
ولقد اعتدنا على هجوم الجراد كل عدة أعوام، موجة وتعدٍ، وبالتأكيد فالجراد الجاثم فوق صدورنا منذ أول يوليو الماضى أيضا موجة وتعدٍ، 8 أشهر فى عمر مصر لا تشكل عدة ثوانى، والله المستعان.