رئيس التحرير
عصام كامل

حاربوا «مافيا الاستيراد»

فيتو

* لقد آن الأوان أن نواجه انفسنا لاعادة بناء مصر الحديثة... أن مصر بها أكثر من مافيا تتآمر على مصر... فهناك مافيا الدواء... ومافيا الغذاء... ومافيا الاقتصاد... ومافيا الاستيراد والتصدير... ومافيا تبوير الأراضي الزراعية... ومافيا سرقة اجساد الموتى... ومافيا المتاجرة بأقوات الشعب... ومافيا الاخلاق... ومافيا الدين - أي والله مافيا الدين - ومافيا هدم الإنسان المصرى... ومافيا الدروس الخصوصية - وأكثر من ذلك - وهذا شيء بل أشياء عجيبة يندى لها الجبين وتتمزق بسببها نياط القلوب... ولكن الأعجب والأدهى والأمر هو علم السادة صناع وأصحاب إصدار القرارات بكل تفاصيل كل مافيا من حيث الأسماء والمواقع والأهداف ونوع وكيفية تنفيذ الجريمة الجريمة التي يعملون تحت لوائها لهدم مصر ويكتفون بوضع رءوسهم في الرمال.


* أن المواطن المصرى الغيور على تراب مصر عندما يعلم بان جريمة ترتكب ضد الصالح العام فإنها يبادر بسرعة الإبلاغ عن تلك الجريمة بكل تفاصيلها... ولكن وا خيبتاه على تقاعس المسئولين وعدم الاهتمام بموضوع الصرخة التي تم إرسالها لهم بحجة عدم وجود المستندات المؤيدة لصدق الشاكى... ويستمر مسلسل الفساد ليل نهار تحت مرأى ومسمع - ربما ومباركة - المسئولين أصحاب صناعة القرار السليم في الوقت المناسب... وبذلك تضيع على الدولة الكثير من الموارد المالية التي بها يتم علاج العجز في الموازنة العامة للدولة والحفاظ على عدم تراجع الاحتياطي من النقد الاجنبى... وتشغيل المصانع واحلال وتجديد البنية التحتية التي تهالكت بسبب الإهمال على مدى سنين طويلة... أيضا الاشتراك في تحسين الخدمات العامة - التأمين الصحى والمواصلات والتعليم والمحافظة على بيئة نظيفة - والحد من زيادة معدلات البطالة والقضاء على مافيا البلطجة ومحاربة الفقر.

* لن أطيل على سيادتكم وأضرب مثالا لسرقة يعلمها جيدا كل السادة المسئولين في الدولة ألا وهو الاستيراد:

- يقوم بعض المستوردين - اللاوطنيين - بتزوير مستندات الشحن بقيمة اقل من القيمة الحقيقية للبضاعة المستوردة إما بمعرفة المستورد أو بتواطؤ المصدر مع المستورد.

- يتم سداد الضرائب والرسوم الجمركية على قيمة البضاعة الموضحة في فاتورة الشحن في حدود تحديدا وليس تقريبا 10% من القيمة الحقيقية... أيضا على نوعية بضاعة ليست الموضحة في فاتورة الشحن.

- وبذلك يتهرب المستورد من سداد الضرائب والرسوم الحقيقية على قيمة البضاعة الواردة في حدود تحديدا وليس تقريبا 90%... ويتحول الاستيراد إلى دائرة الاقتصاد الخفى... اقتصاد الظلام... بل أمسى واصبح سوسا ينخر في عظام الاقتصاد المصرى... وهذا ليس خفى على السادة المسئولين.

- هذا مثال عن مصيبة تقع على مدى 24 ساعة يوميا... ولما كان البنك المركزى المصرى هو أهم ادوات الرقابة على البنوك فان كل التحويلات بالعملات الاجنبية تظهر واضحة جلية لدى البنك المركزى المصرى لذا فإنها من السهل حصر تلك المبالغ لكل مستورد كالتالى ( إجمالي المبالغ التي تم تحويلها بالعملة الاجنبية يطرح منها إجمالي قيمة مستندات الشحن يكون الناتج كنز دفين بين حسابات المتهربين والمتمثل في إجمالي قيمة المبالغ التي تم التهرب بها )... ومن ثم يتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية التي بها يتم الحفاظ على موارد الدولة ومنها تحصيل المبالغ المستحقة وتحريك الدعوى القضائية ضد كل متلاعب متهرب حتى يكون عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه الاضرار بمصالح الوطن.

* نعم لدينا مافيا في كل مايهم الوطن والمواطن... وكل الأمل أن تتحرك الضمائر السليمة بمحاربة تلك العصابات المنظمة بالبحث والتحرى حتى لو كان البلاغ عن الواقعة غير مؤيد بالمستندات.

* حفظ الله مصر... وجعل الله قلم كل صحفى وطنى مدفعا يوجهه إلى حيث أماكن وجود كل مافيا بجرأة وشجاعة... اللهم ارزق السادة المسئولين نعمة حسن التخطيط لإعادة بناء الإنسان المصرى... حتى لا يكون بيننا مافيا... آمين.
الجريدة الرسمية