رئيس الوزراء.. من بنها
فضيحة الافتتاح الوهمي لمستشفي سموحة بالإسكندرية التي قام رئيس الوزراء بافتتاحه قبل أيام ثم اتضح بعد ذلك أن المستشفي لم يكتمل وأن رئيس جامعة الإسكندرية الذي تقدم باستقالته على خلفية هذه الواقعة تحايل على الجميع وأخبرهم أن المستشفي جاهز للافتتاح ولم يكتف بهذا فقط بل قام بإحضار مرضي من جميع التخصصات وطاقم أمن وتمريض واستقبال.
وبعد جولة رئيس الوزراء داخل المستشفي لم ينس أن يشكر الجميع على ما قدموه من عطاء وجهد لصالح مصرنا الحبيبة ويبدو أن رئيس الجامعة تقمص الدور أكثر من اللازم كممثل محترف في شغل الثلاث ورقات وقام بنقل اصطف أطباء كامل من مستشفى آخر ووقف الجميع في استقبال رئيس الوزراء في مشهد يبدو معه أن رئيس الجامعة حاصل على دكتوراه في تخصص آخر يتم تدريسه بعيدا عن الجامعات.
وعندما استمع لكلمات الثناء من رئيس الوزراء كان رده عليه أن كل من شارك في بناء المستشفي واصل الليل بالنهار من أجل انتهاء العمل في الموعد المحدد وأن هؤلاء جنود مجهولة بذلت الكثير من العرق من أجل أن يجد المريض مكانا للعلاج وبعد هذه الخطبة العظيمة كان رد رئيس الوزراء أن مصر لن تنسي لهم ما فعلوه.
ومن المؤكد أن رئيس الجامعة "المستقيل" يستحق أوسكار الجامعات في التمثيل، وأنا شخصيًا أقترح على وزير التعليم العالي أن يخصص جائزة باسمه كل عام.
هذه الواقعة ليست الوحيدة حيث تتكرر يوميا في القطاعات المختلفة وبمستويات مختلفة، فالمشروعات الوهمية في مصر أكثر من المشروعات التي تعمل والجميع يعلم هذا فهي ليست مفاجأة، رئيس الوزراء نفسه افتتح مشروعات عندما كان وزيرا للإسكان، ثم أعاد افتتاح المشروعات ذاتها عندما أصبح رئيسًا للوزراء، و"عمل نفسه من بنها"، والمهم أن تلك المشروعات لم تكتمل لا في الافتتاح الأول ولا في الافتتاح الثانى.
للأسف ثقافة العمل الوهمى تفرض نفسها على الجميع، وكل المستويات والإدارية في الدولة تخدع نفسها، وكل مسئول يخترع مشروعات وهمية لرئيسه في العمل لإظهار مدى قدرته على إنجاز الأعمال "على الورق فقط"، وبالتالى أصبح شعار الوطنية والإنجاز وبناء المستقبل مجرد عزف نشاز لسينفونية تظهر على شاشات التليفزيون فقط، أما على أرض الواقع فلم يتغير شيىء، فمازلنا أقل شعوب العالم إنتاجا وعملا وأكثر شعوب العالم مشاهدة للمواقع الإباحية، والتسلية أمام شاشات التليفزيون.
essamrady77@yahoo.com