أنا مسلم سنى ولست من "الإخوان السلفيين"
موقف حقيقى
وقفت أنا وأخ صديق لى ملتحٍ نشترى من فكهانى لنزور بيتًا من أهالينا، وكان يتكلم الفكهانى مع زبائنه فى واقعنا المُعاش، والخلاف الدائر بين الإخوان والسلفيين؛ فرآنى أحد الزبائن بلحية خفيفة، فقال لى سائلًا: أنت إخواني؟!، فقلت له: لا، فقال لي: بل أنت إخوانى وصديقك سلفي، فقلت له: لماذا ؟، فقال لي: لأن لحيتك خفيفة وهو لحيته كبيرة؛ فأضحكت صديقي! ، قائلًا: أنا من "الإخوان السلفيين" مستنكرًا تصنيف العامة للملتحين ! " بلهجتى العرايشية " بتلقائية شديدة، فقالوا لى جميعًا أنت سوري؟ فلم أرد عليهم أو أنكر؛ وأخبرنى الرجل: السلفيون حاجة والإخوان حاجة، فقلت لهم لما تصنفون الناس ألستم من أهل السنة؟ فقالوا نعم، فقلت لهم" أنا سنى" ولست من "الإخوان السلفيين" وعشت فى إطار الشاب السورى قائلًا لهم: احمدوا ربكم أنكم فى مصر كلكم سنة وبتختلفوا وانتوا حاجة واحدة وانظروا كيف محنة سوريا لأن الخلاف طائفى بين الشيعة والسنة؟!
واقعنا المُعاش
لعل هذا الواقع المُعاش اليوم فى "التفرقة والتمييز والتصنيف" لأبناء الحركة الإسلامية لهى من دوائر وجولات الحرب العلمانية "الجاهلية" على الأساس الركيز من التوافق الاجتماعى بين المسلمين "الألفة والإخاء" وهذا الأساس هو أول ركن تم بناؤه فى مجتمع الهجرة النبوية لتحقيق "لحمة الكتلة الواحدة" فى مواجهة الباطل بأشكاله المتعددة من شياطين الجن والإنس ومشركين ويهود ونصارى وفرس وروم إلى آخره، والواقع الآن ومنذ أحداث انتفاضة يناير 2011 ومن قبلها أيضًا يعتبر هذا الأساس الاجتماعى الإيمانى هدفاً استراتيجياً يضرب به التيار الإسلامى فى مصر والعالم أجمع، لتفكيك لحمة وقوة المؤمنين.
والمشكلة العظمى فى هذا الأمر هو استجابة أهواء الأشخاص داخل العمل الإسلامى إلى القوقعة الحزبية والجماعة البؤرية وكل يلخص الإسلام فى مسماه (الإخوان المسلمين، الدعوة السلفية، أهل السنة والجماعة، الجماعة الإسلامية، الدعوة والتبليغ) حتى إذا جاء رجل أجنبى غريب على بلاد المسلمين ظن أن أصحاب أحد هذه المسميات هو الإسلام ويصدم بأنها مجموعة أصلها "فكر فردى" أى أنها ترجع إلى فرد وإن كان من عمالقة الدعوة الإسلامية وهذا لاينافى أننا نحتاج إلى تجمع حركى تجتمع له أبناء الحركة الإسلامية وترفع له راية ولكن شرط ألا يتبع أفراداً ولكنه يتبع "منهج" يقوده مجموعة من أهل العلم الحركى .
ولقد أثرانا أخونا يحيى رفاعى سرور بدراسة عن أنماط العاملين فى ميدان الحركة الإسلامية والدافع السيكولوجى لتفاعل هذه الأنماط مع إسقاطات متعددة للنصوص قائلًا: (( كان الخوارج قساة على المسلمين رحماء بأهل الكتاب ، لذلك فهناك مساحة رابضة داخل النمطين السلفى والإخوانى تجعل الطرف العلمانى أقرب إلى كل منهما من الآخر، وليس هناك حل إلا بتصدع تلك الأنماط ذاتها، وإلا فسيدفع الإسلاميون ثمن تلك العقد النفسية، أكرر لا حل إلا بتصدع الأنماط القديمة وانبثاق كيان جديد لم يتم ترويضه من قبل النظام على مدار عقود )) فجزاه الله خيرًا .
mostafaalashker@hotmail.com