رئيس التحرير
عصام كامل

مدير المدرسة واللامركزية


من المفترض أنك عندما تتسلم عملك كمدير لمؤسسة ما أن يكون لك رؤية ورسالة تريد تحقيقهما ومن ثم تعرض رؤيتك على القيادة التى تكلفك به أو بالأحرى تبتليك به ويجب أن تتسق رؤيتك مع رؤية القيادة وخاصة إذا كانت قيادة مدرسة وهى التى تتسم بالتنوع من طلاب ومدرسين وإداريين وأولياء أمور ومتابعات فنية وإدارية ومالية وتجد نفسك مقدماً لرؤية وخطط عمل وبرامج علاجية وإصلاح مؤسسى واضح ومحدد لفترة زمنية .


طالما أن هذه الرؤية متسقة مع رؤية القيادة يظل العمل فى تناغم ولا يشوبه الخلاف فى وجهات النظر ولكن عندما يتم تغيير القيادة والأسباب متعددة ولا مجال لحصرها أو ذكرها وتتغير معها الرؤية وعندما لا تتسق مع رؤيتك كمدير وتكون الأرض الخصبة ليرتع فيها أصحاب المصالح الشخصية أو الراغبون فى الإقصاء فقط أو المشوهون للحقائق هم أعداء النجاح المقاومون للتغيير.

يبدأ مدير المدرسة فى حقبة جديدة من الصراعات مع مقاومين التغيير أو أعداء التغيير ومع الرؤية الجديدة للقيادة الجديدة وقد تتسق أو لا تتسق وهنا يبدأ الخلاف فى وجهات النظر الذى سرعان ما يتحول إلى دفاع شخصى لكل طرف عن وجهة نظره إداريا وتكون الفرصة مواتية لأعداء النجاح ومقاومى التغيير للنفخ فى النار ولا يلبث مدير المدرسة إلا أن يكون بين خيارين أن يتفق مع رؤية القيادة الجديدة وعندها يبدأ العمل من نقطة الصفر وهذا فى حد ذاته فشل .

إن المدير يتبنى الدفاع عن رؤيته وطريقته فى الأداء ومتابعة الإجراءات التنفيذية لتحقيق رؤيته ويكون الصدام الذى يؤدى إلى عدم الاستقرار بين القيادة التعليمية ممثلاً للإدارة التعليمية ومدير المدرسة ممثلًا للمدرسة أيضا كمؤسسة تعليمية تابعة ونتيجة للامركزية الإدارية والمالية والروتين المذل المهين والمكبل للصرف الذى تتعامل به القيادة .

وهناك بعد آخر فاعل فى عدم الاستقرار وهو تغيير وتبديل القيادات التعليمية ومعدلات العمر المرتفعة التى يعين فيها القيادات بحيث تكون الدافعية أقل وعامل الصحة حيث إن منصب مدير عام أو وكيل إدارة يحتاج طاقات بشرية ومرحلة عمرية أقل، لذا يجب اتخاذ عدة إجراءات منها :

أولاً: انزلوا بمعدلات السن بحيث تسمح بالعطاء والتجديد والقدرة على إحداث تغيير.
ثانياً :وضع معايير ثابتة وواضحة للاختيار .
ثالثاً : الخبرات العملية والتنمية المهنية .
رابعاً : إتاحة اللامركزية المالية والإدارية الحقيقية كل ذلك أول خطوات النجاح وتحقيق الأهداف .

e_hoseny_64@yahoo.com

الجريدة الرسمية