ولا يوم من أيامك يا مبارك
"ولا يوم من أيامك يا مبارك"، عبارة انتشرت بصورة كبيرة بعد ثورة 25 يناير على لسان بعض المواطنين الذين أعلنوا ولاءهم لنظام مبارك، ووُصفوا فيما بعد "بالفلول"، وظلت تلك العبارة تتردد على لسان هؤلاء المواطنين طوال فترة المرحلة الانتقالية، وحتى بعد انتخاب الدكتور مرسى، والحقيقة أن هذه العبارة كانت بمثابة رد فعل طبيعى ومتوقع من جانب مواطنين أعلنوا ولاءهم وتأييدهم لنظام مبارك منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة، ورفضهم لأى نظام آخر بديل، ولكن من غير الطبيعى ومن غير المتوقع هو تردد تلك العبارة على لسان مواطنين آمنوا بالثورة، ودافعوا عن أهدافها، ونادوا بضرورة التغيير!.
نعم فبعد مرور عامين على الثورة، تحول المواطن البسيط الذى عشق الثورة وآمن بها، ودافع عنها آملا فى تحقيق أحلامه، إلى مواطن ناقم وكاره لتلك الثورة التى ومن وجهة نظره ساهمت وبصورة كبيرة فى تغيير أوضاعه للأسوأ وليس للأحسن، وذهب ليقارن بين وضعه المأسوى فى ظل حكم مبارك، ووضعه الأكثر مأسوية فى ظل حكم مرسى، فتوصل إلى أن مآسيه كانت أقل فى ظل حكم مبارك، فبات يتحسر عليه وعلى أيامه، ويطالب بعودته مرددا عبارات من قبيل: "ولا يوم من أيامك يا مبارك"، وغيرها من العبارات الأخرى التى تعبر عن اشتياقه لنظام مبارك.
وبالتالى وانطلاقا من هذه العبارات، علينا جميعا أن نواجه أنفسنا بسؤال هام وهو: "ما الذى دفع المواطن البسيط إلى الاشتياق لأيام مبارك بكل ما حملتها له من مآس وصعوبات؟ والحقيقة أن إجابة هذا السؤال تتمثل فى زيادة حجم المآسى والصعوبات التى يتعرض لها المواطن بعد الثورة، فالنظام الحالى برئاسة الدكتور مرسى تخلى ومن أول يوم عن تحقيق أهداف الثورة وآمال الشعب، فبدلا من أن يقوم بوضع خطة لتحقيق أهداف الثورة وطمأنة شعبه لجأ إلى وضع خطة أخرى لتحقيق أهداف جماعته وطمأنة أعضائها، وبدلا من أن يقوم بوضع سياسات لحل مشكلة الفقر والارتقاء بالمواطن، لجأ إلى وضع سياسات أخرى لتمكين جماعته من مؤسسات الدولة والسيطرة عليها، ما دفع المواطن إلى حالة من اليأس والاكتئاب، وفقدان الثقة فى تحقيق أى هدف من أهداف الثورة، وتمنيه لعودة نظام مبارك، الذى يرى أنه أقل سوءا من نظام مرسى.
وبالتالى فإن النظام الحالى ساهم وبصورة كبيرة فى كُفر المواطن بالثورة التى طالما حلم بها طوال فترة حكم مبارك، وحينما قامت وشاهد نتاجها عاد ليقول: "ولا يوم من أيامك يا مبارك"، وكان الشعب قد حُكم عليه بأن يظل دائما يختار بين السيئ والأسوأ منه، ولكن على الشعب قبل أن يختار بين هذين البديلين أن يتذكر أن هناك بديلا ثالثا، يستطيع أن يصل إليه من خلال استمرار ثورته على كل من نظامى مبارك ومرسى وأى نظام آخر يسعى إلى هدم أحلامه وآماله التى عبر عنها فى ثورته العظيمة.
Nour_rashwan@hotmail.com