«صالونات رجال الأعمال الثقافية» من «لزوم الوجاهة».. «أبو العنين» يدخل من «بوابة كيلوباترا».. «الأسواني» يجتمع في فيلا ممدوح حمزة.. «شعبان»:
زواج المال بالسياسية كان أحد الأسباب الرئيسية التي أفسدت الحياة السياسية في مصر طوال السنوات الماضية، فبعض رجال الأعمال سعوا لتطويع السياسية لخدمة مصالحهم وليس لنهضة وطنهم، وكانت النتيجة مجتمعا فارغا وأحزابا كرتونية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي عوّل -كثيرا- على المثقفين في النهوض بالوطن وقيادته الفترة المقبلة، فشاركهم في المجلس التخصصي لتنمية المجتمع، وعقد العديد من اللقاءات مع كبار الكتاب والمثقفين.
المتابع للأحداث يجد أن هناك محاولات من رجال الأعمال للاندماج في الوسط الثقافي، فنجد رجل الأعمال محمد أبو العنين، يرعى صالون "كليوباترا الأدبي الثقافي"، وذلك على متن الباخرة "فرح بوت"، أمام متحف أحمد شوقي، ويشارك فيه مجموعة من كبار الكتاب والمثقفين وينقل مباشرة على قناة "صدى البلد".
فيما ينظم المهندس ممدوح حمزة، صالونا ثقافيا للكاتب علاء الأسواني، يقام شهريا في فيلته بشارع قصر العيني، كما دشن الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، صالونا باسم "صالون المصري الثقافي".
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل زواج المال بالثقافة سيلقى مصير زواجها بالسياسة، وينتج مجتمعا مجوفا غير واع، أم أنها تكون بديلا لصالونات "العقاد ونجيب محفوظ"، اللذين ساهما كثيرا في خلق جيل مثقف واع.
الكاتبة عزة هيكل قالت: إن الصالونات الثقافية التي ينظمها رجال الأعمال أو "الصفوة"، أُنشئت من أجل المصالح ولها اتجاهات سياسية معينة، خاصة أن عصر الصالونات الثقافية انتهى مع ظهور الإنترنت وانتشار وسائل الإعلام المختلفة.
وأوضحت "عزة"، في تصريح لـ"فيتو": "أن هذه الصالونات لن تضيف شيئا للثقافة، ولكنها تطوع لخدمة مصالح بعينها، خاصة أن حضور هذه الصالونات شخصيات منتقاة، وطبقات بعينها".
وأضافت: "أن صالونات الصفوة لن تصل بالثقافة للناس، خاصة أن منها الموجود بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، وفي أماكن متطرفة، وهي أشبه بالأبراج العاجية، عكس الجوامع والزوايا التي يرتادها الفقراء والبسطاء ويتم استقطابهم من خلالها".
واختتمت: "هذه الصالونات ما هي إلا استكمال للواجهة الاجتماعية، فيوجد محطة تليفزيونية، وجريدة، ويستكملونها بالصالون الثقافي".
من جانبه، وصف الشاعر شعبان يوسف، الصالونات الثقافية التي ينظمها ويرعاها رجال الأعمال، بأنها نوع من الترف، وإشغال الوقت، واكتساب القيمة، مشيرًا إلى أنها تمتاز بالترف وتبادل النميمة، عكس صالونات المفكرين التي تهدف إلى بناء العقل.
وأوضح، في تصريح لـ"فيتو"، أن صالونات رجال الأعمال يغلب عليها الجانب الاجتماعي، فهي فرصة لعقد لقاءات العمل وتبادل أطراف الحديث، مضيفًا أنها نوع من الوجاهة وفرصة لتبادل المصالح، خاصة أن أغلب رجال الأعمال لديهم وسائل التعبير العملاقة "القنوات الفضائية"، ما يدل على أن الصالونات هي مكان لإبرام الصفقات.
وأشار إلى أن الصالونات فرصة لاحتكاك رجال الأعمال بالطبقة المثقفة، ومعرفة توجهاتهم وأفكارهم، فيغلب عليها طابع النميمة، لكن ليست مضرة.