رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك أول رئيس منتخب لمصر


بدأ الكثير للغاية من الثوار يدركون الحقيقة وأن الكثير مما سيق لهم من معلومات، كانت محض افتراءات، لأغراض مُختلفة كلياً عما كان يُقال لهم.


إلا أن هناك من لا يهتم بالحقيقة ويُفضل الحياة فى الوهم، مؤكدًا أن مصر لا تعنيه، وإنما الأمر كله لا يتعدى إلا أن يكون عناداً شخصياً. وهؤلاء ممن لا يهتم بالحقائق، يذكروننى برد إحدى المُعلقات على اكتشاف كذب رامى إسماعيل فيما قاله بأنه جراح قلب عالمى بينما لم يتعد الـ 27 عاماً من العمر، حينما قالت: "طيب فين المشكلة؟ دا دكتور وشاطر كمان. غلط فـ إيه يا جماعة؟ أنا مش فاهمة!"

إن الحقيقة التى زورها الإعلام والساسة، هى أن مبارك هو أول رئيس منتخب لمصر فى الانتخابات الرئاسية التعددية الأولى التى شهدتها مصر، فى سبتمبر 2005. وتشهد بذلك مراكز الأبحاث الدولية، التى تناولت الحدث ومُرشحى الانتخابات حينها. وإن كان لأحد أن يتكلم عن تزوير تلك الانتخابات الرئاسية سنة 2005، فأكثر منهم بكثير يتكلمون عن تزوير انتخابات الرئاسة العام الماضي، سنة 2012!!

ولن أضحك على نفسى مثلما يفعل النُشطاء والساسة الحاليون فيما يتعلق بالوقائع وقتها. فأى محلل فى مصر، كان يتوقع انتخاب مبارك فى 2005، لأنه لم يكن ليُقارن بكل من نافسه، بما فى ذلك أيمن نور، الذى أظهرت الأيام معدنه الحقيقي، المُمالئ للإخوان!!

ولكن فى النهاية، تنازل الرئيس مبارك عن الحكم، فى 11 فبراير 2011، رغم أنه كان بإمكانه تذكير الناس بكونه منتخباً، وأنه يمكن أن يحتكم للصندوق. لقد تنازل الرجل عن الحكم، لأنه وبغض النظر عن أى اتهام آخر يُمكن أن يوجه إليه، وطني، لم يُرد للمصريين الانزلاق فى بحور الدم والفوضى، بسببه!!

هذا هو مبارك. فمن يكون مرسى الذى لا يمتلك أدنى تاريخ وطنى من الأصل؟!

مرسى الذى أتى من جماعة، لا تؤمن بالديمقراطية بدايةً، يتكلم كونه رئيساً منتخباً. مرسى الذى أتى من جماعة لديها فرع فى غزة يُدعى "حماس"، فازت فى انتخابات 25 يناير 2006 هناك، ثم منعت أى انتخابات منذ ذاك الوقت، يتكلم عن اختيار الشعب. مرسى الذى أوقف أحكام إعدام على إرهابيين أُدينوا بقتل جنود وضباطاً، يتكلم عن العدل. مرسى الذى يعطى السولار والكهرباء لغزة، يتكلم عن المصريين!!

وبالطبع، الفارق شاسع ما بين مرسى ومبارك. فهذا المرسي، لم يُدخل إيرادات للدولة بحجم ما أدخله مبارك ولا حتى بأقل كثيراً مما فعل مبارك.

فالمصريون وعلى مدى العامين السابقين، يحيون، ومعهم هذا المرسى بكل جماعته، على "الاحتياطى النقدي" الذى كونه مبارك لمصر، بينما يتعرضون لتاريخ الرجل بالكذب، كلما سنحت الفرصة!!

فى عهد مبارك، الذى لا يزال البعض يقول إنه قامت عليه ثورة، كان الوضع أفضل بكثير مما هو اليوم. لقد كان هناك أمن واقتصاد تنبأت مراكز الأبحاث الدولية بأنه كان سيأخذ مصر إلى آفاق مُتقدمة (وهذا ضمن أهم أسباب ما حدث، حيث يذكر الكتاب الشهير لمايلز كوبلند "لعبة الأمم"، أن مصر لا يُسمح لها فى إطار "اللعبة الدولية" أن تستفيق أبدا من ضوائقها الاقتصادية).

لقد كان مبارك هو أول رئيس مُنتخب لمصر فى انتخابات تعددية، ولكنه درءً لأن تسيل دماء المصريين وأن تدخل البلاد فى دائرة الفوضى تنازل عن الحكم. إلا أن مرسي، لن يفعل ذلك بمحض إرادته أو بالأصح بمحض إرادة الشاطر والإخوان. فهم سيُقتلعون من الحكم بالقانون المتوافق مع الشرعية أو الدم، إن لم يلتزموا بالقانون، كعادتهم!!

والله أكبر والعزة لمصر، وتبقى مصر أولاً دولة مدنية .

الجريدة الرسمية