قبل أن يلبس الجميع في الحائط!
كان الخبر صادمًا إلى حد الذهول.. إنه خبر قيام الأمم المتحدة بإجراء محادثات مع مليشيات ليبية كخطوة تالية في عملية السلام..
الخبر نقلته وكالة "رويترز" العالمية للأنباء، وأكدته بتصريح لمبعوث المنظمة الدولية في ليبيا مطلع أكتوبر الجاري، يقول فيه إن الأمم المتحدة تعتزم إجراء محادثات مع المليشيات التي سيطرت على أجزاء واسعة من البلاد على أمل إقناعها بالانسحاب من المدن الكبرى وتجنب حرب أهلية.
مبعث الصدمة أن المنظمة الدولية وبعد أكثر من عام ظلت طواله تدمغ المليشيات الليبية المسلحة بالإرهاب لهويتها الإسلامية، تأتي في لحظة وتعلن إجراء محادثات مباشرة معها، فبدت كما لو كانت تعلن اعترافها الرسمي بها، بل تنفي عنها أيضا شبهة الإرهاب.
الخبر كشف أيضًا عن اتصالات سرية جرت أواخر سبتمبر المنصرم، إذ أشرفت المنظمة الدولية على محادثات بين مجلس النواب الليبي المنتخب الذي يعقد جلساته بطُبرُق، وبين أعضاء منتخبين يقاطعون المجلس ويرتبطون ببرلمان آخر يعقد جلساته بالعاصمة طرابلس.
نحن إذن أمام حقيقة تؤكد أن الأمم المتحدة قد ابتلعت وصفها للمسلحين أصحاب المرجعية الإسلامية بالإرهاب، بعد جلوس "برنادينو ليون" المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى ليبيا، وجهًا لوجه ورأسًا برأس على طاولة واحدة أمام مقاتل إسلامي مسلح.
أمر آخر أراه على جانب كبير من الأهمية، وهو إذعان الأمم المتحدة لتدخل مؤسسة دينية رسمية في الشأن السياسي وهي دار الإفتاء الليبية، التي حثت على وقف المحادثات انتظارًا لحكم المحكمة العليا بشأن شرعية مجلس النواب القابع بأعضائه في طبرق شرق البلاد..
مبعث الصدمة أن المنظمة الدولية وبعد أكثر من عام ظلت طواله تدمغ المليشيات الليبية المسلحة بالإرهاب لهويتها الإسلامية، تأتي في لحظة وتعلن إجراء محادثات مباشرة معها، فبدت كما لو كانت تعلن اعترافها الرسمي بها، بل تنفي عنها أيضا شبهة الإرهاب.
الخبر كشف أيضًا عن اتصالات سرية جرت أواخر سبتمبر المنصرم، إذ أشرفت المنظمة الدولية على محادثات بين مجلس النواب الليبي المنتخب الذي يعقد جلساته بطُبرُق، وبين أعضاء منتخبين يقاطعون المجلس ويرتبطون ببرلمان آخر يعقد جلساته بالعاصمة طرابلس.
نحن إذن أمام حقيقة تؤكد أن الأمم المتحدة قد ابتلعت وصفها للمسلحين أصحاب المرجعية الإسلامية بالإرهاب، بعد جلوس "برنادينو ليون" المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى ليبيا، وجهًا لوجه ورأسًا برأس على طاولة واحدة أمام مقاتل إسلامي مسلح.
أمر آخر أراه على جانب كبير من الأهمية، وهو إذعان الأمم المتحدة لتدخل مؤسسة دينية رسمية في الشأن السياسي وهي دار الإفتاء الليبية، التي حثت على وقف المحادثات انتظارًا لحكم المحكمة العليا بشأن شرعية مجلس النواب القابع بأعضائه في طبرق شرق البلاد..
اللافت أيضًا وفقًا للتقارير الواردة من ليبيا، أن غالبية مجلس النواب الجديد وحتى المعارضين للمليشيات الإسلامية، يميلون إلى الالتزام بما تراه دار الإفتاء، الأمر الذي يكشف عن مدى تأثير الموروث الديني لدى الليبيين..
نحن إذن أمام إشارة شديدة الوضوح، توحي بأن المنظمة الدولية تعترف بأن للمنطقة خصوصية لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، وربما كان ذلك ما قرأته الأمم المتحدة في أحداث ليبيا.. والمحصلة إما أن المنظمة الدولية "بتشتغلنا"!، بحيث تبدو كما لو كانت قد أذعنت للأمر الواقع لاستدراج و"تَنْييم" الإسلاميين كمرحلة تكتيكية هي مضطرة إليها.. أو أنها قررت بالفعل تغيير إستراتيجية التعامل مع أحداث المنطقة قبل اتخاذ أي خطوة قد يترتب عليها أن يلبس الجميع في الحائط.
نحن إذن أمام إشارة شديدة الوضوح، توحي بأن المنظمة الدولية تعترف بأن للمنطقة خصوصية لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، وربما كان ذلك ما قرأته الأمم المتحدة في أحداث ليبيا.. والمحصلة إما أن المنظمة الدولية "بتشتغلنا"!، بحيث تبدو كما لو كانت قد أذعنت للأمر الواقع لاستدراج و"تَنْييم" الإسلاميين كمرحلة تكتيكية هي مضطرة إليها.. أو أنها قررت بالفعل تغيير إستراتيجية التعامل مع أحداث المنطقة قبل اتخاذ أي خطوة قد يترتب عليها أن يلبس الجميع في الحائط.
