رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل للسيسي: مرور الجيزة الأسوأ على الإطلاق !


قد يحل أوان الغضب ضد السيسي.. وقد يتعامل معه حينئذ.. وقد يهزم الغضب، وينتصر عليه، أو قد يهزمه الغضب وينتصر عليه وعلى نظامه.. ووقتئذ قد يفوت أوان كل شيء.. خصوصا.. والخصوم متربصون، وما أكثرهم.. داخليًّا وخارجيًّا وهمزات الوصل بينهما موصولة ومتصلة.. وبقلم منحاز للسيسي.. ربما كان الأكثر تناولًا للسيسي، ولكل ما يخصه.. دعما وتأييدا ونقدا واعتراضا.. لكن من أرضية يتمنى يراها وطنية.. وليست أرضية متآمرة حاقدة كارهة تأمل الفشل وتتمناه.. لتفرح وتمرح وتعاير المخالفين لها، في لحظات تشفٍ بالوطن، وبأهله، لا مثيل لها في الحقد والكراهية والتخلف أيضًا !

ونقول: من هذه الأرضية أرسلنا لكم، أمس، أولى الرسائل عما يجري من الداخلية.. وبدأنا بها، لأن العدل إذا ضاع ضاع معه كل شيء، وعندما يتراكم الغضب فتربته ستكون جاهزة لتنبت الطوفان، وتحدثنا عن كون الإهمال في الشرطة، يهدر أولا دماء شهدائها الأبطال الأبرار، قبل أي شيء آخر، وقد رحلوا دفاعا وبشرف عن واجبهم، وعن هذا الشعب.. وكل تقصير من غيرهم ظلم لهم ولما قدموه، يستحق القائم عليه أشد العقاب.

وتناولنا ذلك بالتفصيل، ومنذ الأمس أكثر من اتصال لنا يمسك بما أشرنا إليه عن المرور وما يجري فيه.. وأغلبهم طلب التحدث عن مرور الجيزة تحديدًا.. باعتباره نموذجًا للفوضى وللإهمال.. وهو ما نؤيده تمامًا.. فبخلاف منطقة البحوث، عند محطة المترو، وهي المنطقة الوحيدة التي أجاد مرور الجيزة تنظيمها وهي بالمناسبة من مدير المرور السابق، ولا فضل للمرور الحالي فيها.. غيرها لا تجد انضباطًا ولا نظامًا.. إمبراطورية الميكروباص وسيارات الأجرة تسحق الفقراء والكادحين، ولا تلتزم بأي تعريفة.

وهي، أيضًا، مصدر خطر لسيارات الملاكي يمرح ويمرح هنا وهناك.. والتوك توك الملعون يهاجم علنًا بالشوارع الرئيسية وتحديدًا شارعي فيصل والهرم، بلا خجل، و"الأنيل" أنه دائما يسير عكس الاتجاه، في استهتار لا مثيل له.. أما عن الزحام فحدث ولا حرج.. ربما لا ولم تزر سيارات الانضباط المروري أهم شارعين في الجيزة على الإطلاق..وعن مخارج ومنازل الطرق الدائرية، التي أنشئت للتغلب على الزحام، أصبحت هي مصدره.. ولا همّ لرجال المرور، وسط كل ذلك وفي ذكاء نادر من بعضهم، إلا التفتيش على الرخص! 

ورغم أن ذلك شيئًا مهمًّا، إلا أن الاهتمام به في نفس اللحظة التي يتم ذبح الغلابة بالأجرة الحرام، يعتبر ليس فقط غض البصر عن الجريمة، بل وتشجيعا لها، ومشاركة فيها.. وكم من منطقة في مصرنا، يحدث ويتكرر فيها نموذج الجيزة السيئ؟؟ وللرسائل بقية..

الجريدة الرسمية