رئيس التحرير
عصام كامل

علماء الأزهر يرفضون دخول المساجد في الصراع السياسي..كريمة: للمساجد حرمات.. عاشور:المساجد لوحدة الأمة وليس للصراع

علماء الأزهر
علماء الأزهر

رفض شيوخ وعلماء الأزهر، دخول المساجد فى المعترك السياسى المثار هذه الأيام حول الدستور الجديد، محذرين من فتنة كبرى تبدأ غدًا في مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، عقب قرار الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" وأنصاره، بالتوجه غدًا لصلاة الجمعة بالإسكندرية.

وجاء قرار "أبو إسماعيل" وحركة حازمون ضمن دعوات التيارات الإسلامية، بتنظيم مليونية غدا بالإسكندرية ردًا على حصار الشيخ المحلاوي ساعات طويلة، الذى هاجمه المعارضون للدستور، الأسبوع الماضي أثناء خطبة الجمعة... وهو الأمر الذى ينذر بمزيد من الاشتباكات وإراقة الدماء فى محافظات مصر من جديد.
ومن جانبه، أكد الدكتور "أحمد محمود كريمة" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ما يحدث بالمساجد المصرية مخالف للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلا، لأن الله وصف خطبة الجمعة بأنها ذكر لله.. قال تعالى فى سورة الجمعة "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْع" وفى سورة النور "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه".
ورأى كريمة، أن مناقشة أمور السياسية سلبًا أو إيجابًا لها محافل بعيدة عن المساجد، واسترشد بالصحابة، عندما تنازعوا فى أمر الخلافة بين المهاجرين والأنصار، اجتمعوا فى سقيفة بنى ساعدة، وأوضح أن الجدل السياسى داخل المساجد من الظواهر الغريبة علينا.
جاءت مع الانفلات الأخلاقي الذي صاحب هذا العهد – عهد ظهور الغوغائيين – الذى يعتدون على الشريعة، بل ويزايدون عليها.
وأضاف، أنه من الغريب أن يتحدث باسم الشريعة العوام وأنصاف المتعلمين، مستنكرًا قيام طبيب بيطرى بالصعود إلى منبر الأزهر الشريف بينما أكابر العلماء لا يسمح لهم بذلك.
وتساءل كريمة ألا يستدعى ذلك المحاسبة؟ لافتًا الانتباه إلى أن هذه الظواهر المخزية تدل على غياب الرؤية السليمة لحرمة المساجد.
وأوضح أن المسجد يجب أن يبعد عن اللغو، فكل ذلك من أمور المتاجرة بالدين.. الذى لو عرفوه بشكل صحيح لعرفوا حرمات المساجد ومكانة العلماء.
أيده فى الرأى الشيخ "محمود عاشور" وكيل مشيخة الأزهر السابق و عضو مجمع البحوث الإسلامية، مؤكدًا أن المساجد لوحدة الأمة وجمع كلمتها وليس للتفريق والصراع.
وقال عاشور الهدف من خطبة الجمعة الموعظة، وتربية المسلمين على أخلاق رسول الله، وتوجيه المسلمين لما ينفعهم فى دينهم، ويقوى إيمانهم ويصححه.
وأضاف: المسجد لتعاون المسلمين وتكتلهم ولم شملهم، وليس للتفريق والنزاع والفرقة.
وبدوره أكد الشيخ محمود الشحات من علماء الأزهر، أن دور الدعاة وخطباء المساجد هو إرشاد الناس وهدايتهم إلى الحق وتقويم السلوك، وليس المزايدة أو الرغبة فى الشهرة أو كثرة أتباع.
وأوضح الشحات أن خطيب الجمعة ليس من حقه الفتوى أو إبداء الرأي في قضية سياسية، وإذا سئل فى أمر فليكن الأمر شخصيًا، حتى لا يفرض رأيه على المصلين، ويختلط عليهم الأمر بين رأيه ورأى الدين.
الجريدة الرسمية