رئيس التحرير
عصام كامل

العمل عبادة


العمل هو هدف خلق الإنسان، فهو العبادة فى حد ذاتها والعمل هو ما صنعه الله تعالى أولا بخلق الكون، ومنذ أن ترك أبينا آدم الجنة ونزل إلى الأرض كان العمل أساس الحياة وعلى قدر العمل على قدر الجزاء وعلى قدر الجهد على قدر العائد، وتوالت الأجيال جيلا بعد جيل ترتع أمما وتنحدر أخرى تصعد ثقافات وتنخفض ثقافات، ما من حضارة تتحقق إلا بسواعد الإنسان وما من رفاهية إلا ووراءها إنسان ساهم فى صنعها وما حباه الله للإنسان من عقل لتوجيه الإنسان نحو الابتكار والإبداع كان هو أساس خلق رفاهية المجتمع إلا أن الكثيرين لا يستعملون هذه المنحة التى حيدها الإنسان بإرادته ومنع عن نفسه عوائد كثيرة كانت ستتحقق إذا أعطى لعقله الفرصة أن يفكر.

إن حديثنا عن العمل لابد أن يتعدى النصائح للناس أن يعملوا بقدر ما هو واجب علينا قبل أن ننصحهم بالعمل أن ننصحهم بأن يفكروا من أجل إبداع مرتقب وحضارة لا تريد من الناس أن يكونوا تروسا تدور على محاور بقدر ما تريد بناء تلك المحاور التى تدور عليها تلك لتشكل منظومة تتفاعل فيها الآراء والأفكار وتتنامى فيها قيم العمل الجماعى المشترك والتعاون من أجل تحقيق صالح المجتمع وتتعاظم فيها القدرة على الاتصال للوصول إلى الحقائق وطرق حل المشكلات دون رفض للآخر أو التعصب لرأى.
إن العمل هو بصمة الإنسان التى تخلد ذكراه بعد موته وهو مقدار ما ساهمت شخصيته فى إفادة مجتمعه والنهوض به والعمل، ونظرا لأن بصمة الإنسان لا تتشابه بين إنسان وآخر لأن الاختلاف أساس الحياة كان العمل المقدم مختلف أيضا.
إن الإنسان أرقى من أن يكون وجوده للطعام والشراب وقضاء الحياة ما بين ميلاده ومماته فيما لا ينفع لا نفسه ولا الآخرين، وثواب العمل الذى يقوم به قد جعله الله له فى الدنيا والآخرة حتى يستمر العطاء حتى ولو رأى الإنسان أن يوم القيامة قد جاء وقد كان فى يده شجرة ليزرعها فليزرعها.. إنها أسمى آيات العمل والأمل.
العمل غير المشروط حتى وإن لم يوجد جزاء دنيوى والأمل فى جزاء الله تعالى وحسن ثواب الآخرة.
الجريدة الرسمية