صناع الثورة الثالثة.. جنرالات شرطة
«صناع الثورة الثالثة جنرالات في الشرطة».. هذه ليست معلومات ولكنها قراءة متأنية لما يحدث في الشارع الآن، فالذين يعيثون في الأرض فسادا معروفون بالاسم لجهاز أمني يعرف دبة النملة في البلاد، وينتشر مرشدوه من أشقائنا وأولياء أمورنا أكثر مما نتصور، ولكن الإبقاء على حالة اللا استقرار منطقة مطلوبة لصنع ثورة جديدة، ومن يتصور أن هذا المقال ضد الجهاز الأمني فهو خاطئ في التصور، فالقصد هو حماية أبنائنا بهذا الجهاز.. هؤلاء الذين يخوضون معركة حقيقية لحماية الوطن من خطر الفوضى.
في الجهاز الشرطى ضحايا نراهم كل يوم يتساقطون كحبات اللؤلؤ المنثور.. يضحون بأنفسهم من أجلنا، ومن أجل أجيال تتطلع إلى وطن مستقر، عفيّ قويّ.. ولكن الخيانة تأتيهم من خلف ظهورهم.. نعم يتساقط شهداء الشرطة كل ساعة ومن يصمت أمام هذه الحالة فإنما يشارك بصمته في قتل هؤلاء الأبطال.. الجهاز الأمني مخترق من الجماعة الإرهابية والأدلة أكثر من أن تحصى.
الذين يقاومون إعادة هيكلة الشرطة مشاركون.. الذين يبقون على عناصر الفساد في الأجهزة الأمنية إنما يخططون بنفس منهج الجماعة الإرهابية ويشاركونها الأهداف والمخطط دون هوادة.. الذين يصنعون أعداء لجهاز الشرطة المصرية بالإبقاء على دولة البلطجة إنما يصورون للعامة أن عصر مبارك عاد وبقوة.. عاد للحفاظ على الأمن السياسي دون النظر إلى أمن المواطن.
الذي يتابع ما يدور في المناطق الشعبية يعرف كيف تدار دواليب المخدرات أمام سمع وبصر الجهاز الأمني، ويدرك كيف عادت دولة البلطجية تهدد أمن المواطن دون ردع أو رغبة في الردع.. الذين يتابعون مضايقات البسطاء في أرزاقهم وفي شوارعهم وكيفية القبض اللا إنساني عليهم وسرقة أموالهم وإلقائهم في الحبس يعرف دون مواربة أن هناك من داخل الجهاز الشرطي من يخطط ضد الجهاز الشرطي ويشارك بفاعلية في صنع ثورة ثالثة لن تبقى أخضر أو يابسًا.
الذين يشاركون بزعم إظهار الدولة في الشارع بعناصرها الأمنية وتعطيل الشوارع وإصابة الحياة المرورية بالشلل، إنما يتآمرون على زملائهم الشرفاء الذين يدفعون حياتهم ثمنا لإخلاصهم لقيمة الأمن والأمان.. الذين يعاملون الناس كل الناس على أنهم لصوص حتى يثبت عكس ذلك، إنما هم جزء من مؤامرة تحاك بليل ضد «الدماء الزكية» التي تسيل يوميا في كل بقاع المعمورة، والذين يمارسون الخيلاء على مواطنيهم في أقسام الشرطة إنما هم جزء لا يتجزأ من مخطط أكبر من تصوراتنا.
الذين يستغلون تعاطف الناس مع جهاز الشرطة في حربه ضد الإرهاب ويغفلون ما يتعرض له البسطاء إنما يصنعون «غليانَ» نرى مظاهرة أقوى مما كان قبل ٢٥ يناير، والذين يعتقدون أن هناك ثأرًا بين الشعب وجهازه الأمني ويرتكبون الموبقات هم مشاركون مع جماعة مرسي في وأد كل أمل يولد في العصر الجديد، والذين يتركون الحبل على الغارب لمفجري محطات الكهرباء وحارقي نقاط الشرطة هم على نفس الزاوية من المؤامرة الكبرى.
باسم كل شهيد فقدناه.. وباسم كل أم استيقظت لتجد نفسها على موعد مع الحزن الأبدي.. وباسم كل أب رأى ابنه غارقا في دمائه على الحدود.. وباسم كل أسرة ودعت ابنها إلى الأبد داخل كمين شرطة هاجمته أشباح الإرهاب.. وباسم كل شاب آمن أن وطنه يستحق منه التضحية فخرج دون عودة.. وباسم طهارة ونقاء ثورتين صنعهما هذا الشعب.. وباسم كل دم سال وغادرت معه روح طيبة.. باسم كل هؤلاء لا تصمتوا على المؤامرة التي تستهدف إهانة دمائهم النقية الطاهرة، وأعيدوا الأمور إلى نصابها قبل أن نندم حين لا ينفع الندم!!