علماء أمريكيون يتمكنون من زرع أجهزة بالعين لتحسين الرؤية
في سبق علمي جديد، نجح فريق من العلماء في تطوير أجهزة قابلة للزرع داخل العين يمكنها العمل على تحسين الرؤية والإبصار، وسرعان ما ستصب بديلا للعيون التي تتعرض للشيخوخة.
وكشف العلماء الأمريكيون أن جهاز "البطانة القرنية" يخضع حاليا للمراجعة السريرية في الولايات المتحدة، والذي من شأنه العمل على تحسين الرؤية بنحو 80% بين المرضى الذين خضعوا للتجارب الأولية؛ مما مكنهم من قراءة الصحف بصورة أيسر، فضلا عن رؤية المسافات البعيدة للأنشطة اليومية مثل القيادة.
وأحد هذه الأجهزة أطلق عليه اسم "ترصيع كأمرا" فهو مرن على شكل خاتم دائري يصل قطره إلى نحو 3،8 ملم مع وجود ثقب بواقع 1،6 ملم في الوسط.
وأشار العلماء إلى أنه يتم إسقاط الجهاز الدقيق في جيب صغير بقرنية العين، والتي تغطي الجزء الأمامي من العين، حيث يعمل الجهاز بمثابة فتحة الكاميرا، وضبط عمق الميدان بحيث يمكن للمشاهد أن يرى ذلك للقاصي والداني، موضحين أن الإجراء لإدراج زرع سريعة نسبيا، استمرت لنحو 10 دقائق ويتطلب تخديرا موضعيا فقط.
وقال الدكتور جون فوكيش أستاذ طب العيون والإبصار في جامعة "ويستكونسن" الأمريكية، إن تطعيم القرنية يمثل فرصة كبيرة لتحسين الرؤية بين العديد من كبار السن، الذين يعانون من مشكلات في الإبصار بسبب الشيخوخة.
ولاختبار فاعلية هذا السبق العلمي، أجرى الأطباء دراسة على أكثر من 507 مرضى، تراوحت أعمارهم ما بين 45 إلى 60 عاما في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوربا وآسيا، يعانون من مشكلات في الإبصار؛ بسبب الشيخوخة، حيث تم زرع الجهاز الدقيق ليتم تتبع المرضى لنحو ثلاثة أعوام.
وأشارت المتابعة إلى أن 83% من المرضى الذين خضعوا لجراحات زرع كامرا في بطانة قرنية العين، تمكنوا من تحسين إبصارهم خاصة طول النظر مع 20/ 40 رؤية أفضل على مدى الثلاث سنوات التالية.
ويعتبر هذا المعيار للرؤية مناسبا لقراءة الصحف أو قيادة السيارة ووسيلة تصحيحة فعالة.
يذكر أن طول النظر الشيخوخي يصيب أكثر من مليار شخص حول العالم، فمع التقدم في العمر، تصبح القرنية أقل مرونة والانحناءات في مثل هذه الطريقة تصبح من الصعب النظر عن قريب.