رئيس التحرير
عصام كامل

الحرية والعدالة



 

 من سخرية القدرأن يكون حزب جماعة الإخوان المسلمين الحاكم اسمه الحرية والعدالة، وخلال ستة اشهر فقط من حكمه تشهد الحرية(الإعلام) والعدالة(القضاء) أسوأ عهودهما، وما حدث لهما مؤخرا في مصر لم يشهداه على مدار تاريخهما الممتد لأكثر من مائة عام، فالحريةوالعدالة(القضاء والإعلام) يستمدان عراقتهما من مصر الدولة العتيقة العريقة التي تضرب بجذورها في التاريخ,فتجد القضاة المصريين أسسوا وزارات للعدل، ومحاكم في كثير من دول العالم، كذلك اعلاميي مصروصحفييها انشأوا مؤسسات صحفية وإعلامية ومحطات إذاعية وتليفزيونية في كل دول المنطقة,ذكرت هذه المقدمة الطويلة لكي يعلم الجميع قدر المؤسسات القضائية والإعلامية المصرية، أما ماحدث لهما ومازال فهو من الأمور المؤسفة.

القضاء(العدالة)لأول مرة في التاريخ تعلق محكمة النقض جلساتها، وكذلك محاكم الاستئناف،والمحاكم الابتدائية والنيابة العامة، ولأول مرة في التاريخ يهتف القضاة مطالبين بتنحية النائب العام وإقالة وزير العدل, المحكمة الدستورية العليا ثالث أقدم محكمة في العالم لأول مرة في تاريخها تعلق جلساتها، ويتم حصارها من أنصار الحرية والعدالة(الحزب), أيضا لأول مرة في التاريخ يتم إقالة النائب العام، ويتم تعيين آخر بغير الطريق القانونى,لأول مرة في تاريخ القضاء المصري يتم عقاب محامين عموميين ورؤساء نيابة لأنهم رفضوا سجن الأبرياء، كذلك لأول مرة في التاريخ نسمع أن وزير العدل يتوعد ويهدد رئيس محكمة لأنه حكم بما رأه عدلا.

الحرية(الإعلام) مدينة الإنتاج الإعلامي محاصرة من أنصار الحرية والعدالة (الحزب) وعلى أبوابها تم الاعتداء علي الإعلاميين والمفكرين والمبدعين، وهناك قنوات أغلقت، وتم تشريد مئات العاملين فيها وصحف هُددت بالمصادرة، وعشرات الدعاوى مرفوعة على الصحفيين والإعلاميين، ولأول مرة في تاريخ الصحافة المصرية يتم إقالة رئيس تحرير صحيفة قومية بعد ثلاثة شهور من توليه منصبه، ولا يتم تنفيذ أحكام قضائية بإعادته للعمل,أيضا لأول مرة في تاريخ الصحافة المصرية يتم إحالة نقيب الصحفيين لمجلس تأديب واحتجاب 11 صحيفة، وقنوات فضائية، كذلك لأول مرة يتم اغتيال صحفي مع سبق الإصرار والترصد وهو يقوم بالتغطية الإعلامية للمظاهرات, ومن عجائب القدر أن الحرية والعدالة(الإعلام والقضاء) كانا سببا رئيسيا في قيام ثورة يناير من خلال الأحكام التاريخية للقضاء المصري الشامخ ضد الظلم والاستبداد، ومن خلال المساحة التي استغلتها وسائل الإعلام في كشف الفساد وتنوير المواطنين، ومن عجائب القدر أيضا أن الحرية والعدالة(القضاء والإعلام) كانا المنصف الوحيد لأعضاء الحرية والعدالة(الجماعة والحزب) من جور وظلم النظام السابق، سواء باعطائهم نافذة لتقديم أنفسهم والتعبير عن آرائهم في وسائل الإعلام، او من خلال رفع الظلم عنهم في ساحات المحاكم،وكان القضاء السبب في نجاحهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

الهجوم على الإعلام والقضاء إلى جانب انه أصاب المصريين باليأس والإحباط فانه أيضا انعكس بالسلب على صورة مصر الدولية، ويكفي أن الاتحاد الدولي للمحاكم يعلن تضامنه مع السلطة القضائية في مصر، وان وسائل الإعلام العالمية منزعجة لما يحدث للإعلام المصري، وهذا يؤثر على سمعة مصر، وثقة المجتمع والمؤسسات الدولية فيها.

إلى رجال الحرية والعدالة(الإعلام والقضاء) لكل مرحلة رجالها، وسوف يذكر لكم التاريخ بحروف من نور هذه المواقف المشرفة

إلى أنصار الحرية والعدالة(الحزب) ليس لكم في النهاية إلا الحرية والعدالة(الإعلام والقضاء).

      

الجريدة الرسمية