رئيس التحرير
عصام كامل

مستشار الغنوشي يرصد أسباب اختلاف التجربة الإخوانية التونسية عن نظيرتها المصرية.. زيتون: الديكتاتورية فشلت في تصحير السياسة التونسية.. الدولة اقتربت من الانهيار.. والمؤسسة العسكرية أنقذت البلاد

 لطفي زيتون، المستشار
لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة التونسية

أجرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، لقاء مع لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، في إطار الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية.


أشار "زيتون" في حواره إلى اختلاف التجربة الإخوانية التونسية عن نظيرتها المصرية في عاملين أساسيين، تسببا في اختلاف نتائجهما.

فشل الديكتاتورية
وأكد أن العامل الأول هو فشل الديكتاتورية، رغم شراستها في تصحير المشهد السياسي التونسي، مما أسفر عن استمرار عمل منظمات كبرى في قضايا المجتمع المدني، مما وفر مظلة جيدة للفاعلين السياسيين.

وأكد أن أبرز هذه المنظمات هو الاتحاد العام التونسي للشغل، والرابطة التونسية لحقوق الإنسان، ونقابة المحامين، واتحاد الصناعة والتجارة.

انهيار الوضع التونسى
وأكد المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، أن الوضع التونسي اقترب من الانهيار الكامل، متوقعًا نشوب حرب أهلية، لافتًا إلى أنه بالرغم من انهيار الديكتاتورية إلا أن الصراع السياسي تصاعد، مما تسبب في إتاحة الفرصة لآليات الاجتماع السياسي التي راكمتها البلاد خلال أكثر من نصف قرن من عمر الدولة الحديثة في الاشتغال.

الحوار الوطنى
وأضاف: "الاتحاد العام التونسي عاد للشغل مرة أخرى، ليلعب من خلال عملية الحوار الوطني، بالاشتراك مع المنظمات المدنية التاريخية، ومنها اتحاد الصناعة والتجارة، ورابطة حقوق الإنسان، وعمادة المحامين دور الوسيط بين الأطراف السياسية والأيديولوجية، ليوفر الإخراج المناسب لعملية انسحاب حكومة الترويكا من موقع أصبح البقاء فيه مستحيلا، وحاملا لكل الأخطار على وحدة الوطن، وليبقي جذوة الديمقراطية والحرية متقدة في مهدها مع ما عاناه ذلك من تسهيل ولادة دستور حاز إجماع التونسيين وانتخاب الهيئات المستقلة التي ستمثل العمود الفقري للديمقراطية التونسية، وخاصة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وصولا إلى ما نعيشه من تقدم نحو انتخابات حرة نزيهة".

وعن العامل الثاني فقال: "إن إرث الدولة من الحس الشديد، يتمثل في الشرعية في العمل السياسي والالتزام بالدستور والقانون، إلى جانب ما أرساه الزعيم بورقيبة من تحييد للمؤسسة العسكرية عن الصراع السياسي".

تشكيل حزب سياسي كبير
وتابع: "هناك عامل آخر مهم هو نجاح النخبة السياسية المنافسة للنهضة في تشكيل حزب سياسي كبير، جعل من الممكن في نظرها إسقاط النهضة عبر صناديق الاقتراع، وهو ما لم يحدث في مصر، حيث لم ينشأ جسم سياسي كبير منافس للإخوان المسلمين فتركهم في مواجهة المؤسسة العسكرية التي أقصتهم في النهاية".
الجريدة الرسمية