رئيس التحرير
عصام كامل

يناير - رضي الله عنه!


نحمد الله العلي القدير على أننا مسلمون موحدون، نعبده وحده، لا نعبد 23 يوليو 1952، ولا نعبد ثورة 1919، ولا 25 خراب وخساير وتآمر، ولا 30 يونيو، ولا ما سيأتي من ثورات ومؤامرات، ورسل من الأمريكان ومن العثمانلية، ينشرون الفوضى، ويهدمون الدولة.


لقد أمر السيد النائب العام الموقر، بفتح التحقيق مع زملاء، وفق بلاغ من شخص اعتبر يناير عملا فوق النقد، وبالتالي سيمثل أحمد موسى، وتوفيق عكاشة، ورولا خرسا، وعشرات عشرات من الصحفييين والإعلاميين، كان رأيهم، وأنا منهم، ولا يزال، أن يناير عملية مشبوهة، مهجنة، تم فيها استغلال معاناة الشعب وغضبه، من قبل مجموعات اعترفت بالتدريب على التغيير بالحشود والهتافات، والتشكيك، والتشويه، ليس لإسقاط الأنظمة، بل ما جرى فيما بعد، كان هدفه إسقاط الدولة، وتقسيم الوطن، وتأليب المسلم على المسلم، والمسيحي على المسيحي والاثنين ضد بعضهما البعض.

وبعد إشعال نيران الطائفية، كان الهدف بث البغضاء والغل والحقد والحنق بين أفراد الأسرة الواحدة، بل بين الطبقات، حتى رأينا التحفز بين المحامي والقاضي، وبين الصحفي وسائق الباص، والعجلاتي وبتاع التوك توك، والجار وجاره!!

والحق أقول، وبصراحة متناهية، لو أن ٢٥ يناير أدت إلى ذهاب مبارك، واستئناف الحياة، وبدء عملية ديمقراطية شفافة، وتداول السلطة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاسبة الفساد الذي تصدينا له حتى في الجريدة التي صدرت عن الحزب الوطني ورأستها، ما كنت لأحزن قط، بل إن الرئيس الأسبق مبارك نفسه، تخلى عن منصبه خوفا على الوطن، لكن ما جرى بعد ذلك هو عملية إنزال رئيس عن مقعد السلطة إلى عملية إنزال وطن إلى جهنم على الأرض! 

لا تزال الثورة الفرنسية موضع محاسبة وتأريخ وتقويم، وكذلك الثورة الأمريكية، بل إن ثورة الشعب التي قادها وفجرها الجيش عام 52، وصفها البعض بالانقلاب، وسميت وقتها حركة الجيش، ولم تكتسب صفة الثورة إلا بعد التغييرات الإصلاحية والاجتماعية العميقة في كافة جوانب الحياة المصرية، فهل بالله عليكم، رصدتم من أحيل للنيابة أو المحاكمة لأن رأيه في يوليو لا يعجب غيره؟!

حسنا، إن أناسا يحبون يناير الخساير والتآمر، وإن أناسا يحبون يونيو النقاء والوطنية المصرية، وكل واحد حر، ولا يجوز تجريم الرأي وحرية الاعتقاد السياسي، إلا مع ممارسة العنف!

إن الثلاثين مليون مصري الذين هبوا لإنقاذ البلاد يوم 30 يونيو، سيذهبون للمحاكمة، بالمنطق الخائب الذي سلكه صاحب الدعوى ضد رافضي عبادة يناير!.. لقد خرجنا في يونيو لإزالة هباب وضباب وخراب الزفت يناير ليس أكثر!.. لو كان نقيا لدافعنا عنه وهتفنا بالروح بالدم نفديك يا يناير، رضي الله عنه!.
الجريدة الرسمية