بالفيديو والصور.. القصة الكاملة لـ"ضابط شرطة مصري" تحول إلى قيادي بـ"داعش".. " أحمد الدروي" ترشح للبرلمان في عهد "المعزول" وشارك في اعتصام "رابعة".. وأصبح قائد جماعة "جند الخلافة" باللاذقية
خلال شهر مايو الماضي نشرت بعض المواقع المحسوبة على جماعة الإخوان خبر مفاده وفاة الناشط السياسي أحمد الدروي ضابط الشرطة المستقيل، قبل ثورة 25 يناير، والذي أعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وجاء في تفاصيل الخبر حينها، إن الدروي، توفي أثناء إجراء عملية جراحية بالظهر لاستئصال ورم سرطاني في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، وأطلق ناشطون دعوة لصلاة الغائب على روح الفقيد في مسجد الفاروق بالمعادي، عقب صلاة الجمعة.
وكان الدروي قد قدم استقالته من وزارة الداخلية قبل ثورة يناير احتجاجا على عمليات التعذيب، واشتهر الدروي بعد الثورة بمحاربة الظلم والدعوة لدولة مدنية ديمقراطية، وكان من أكثر المعارضين لإزاحة الرئيس المعزول محمد مرسي، وشارك في اعتصام رابعة، وحملت صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك هجوما حادا على حكم المجلس العسكري، وتعليقات حملت مشاعر إحباط من المستقبل السياسي للدولة عقب عزل مرسي، وإبعاد الإخوان عن مقاليد الحكم.
ظل ظهور ضابط الشرطة المستقيل على الصعيد السياسي وظهوره المفاجئ على شاشات الإعلام، لغزا مثل وفاته التي حملت روايتين، الأولى، متعلقة بمرض السرطان، والثانية، والتي مثل الصاعقة على الشارع المصري ،حيث أكد نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى أن "الدروي" توفى إثر قيامه بعملية انتحاربة خلال مشاركته القتال بدولة العراق والشام الإسلامية "داعش"، وتداول النشطاء صورا تظهر ضابط الشرطة السابق خلال وجوده إلى جوار مقاتلى "داعش".
وأكد أحد قادة "داعش" ويدعى أبومصعب المصري، الرواية الثانية، مؤكدا أن "أحمد الدروي، كان ضابطا في الأمن المصري ومرشحا لانتخابات مجلس الشعب، ثم تاب فنفر ونفذ عملية استشهادية في العراق".
وأعلن كيفية انضمام "الدروي" لـ"داعش"، كاشفًا الغموض الذي أحاط بخبر وفاته في مايو الماضي، بمرض السرطان، في الولايات المتحدة أو تركيا، وأوضح، أنه "كان مترددًا في بيعة الدولة الإسلامية بداية الأمر وكان يبحث ويتحرى الأخبار حتى يبايع ومن معه على بينة من أمرهم، خاصة مع كثرة الشائعات والأكاذيب التي يروجها الخصوم بجميع أطيافهم على الدولة الإسلامية، وكان مما طمأنه لمنهج الدولة وحفزه لبيعتها أنه عندما كان يلتقي بجامعي التبرعات والممولين في تركيا، كان البعض يشترطون عليه محاربة الدولة الإسلامية مقابل الدعم المادي".
وتابع أن "البعض الآخر كحجاج العجمي (منتم لداعش)، مثلًا تهرب منه ورفض دعمه خوفًا من ملاحقة الأمن المصري له لأن الأخ وجماعته أغلبهم مصريون"..
ولفت "المصري" حسب شبكة "أنا مسلم"، إلى أن "الدروي هو نفسه الأخ أبومعاذ المصري القائد العسكري لجماعة جند الخلافة باللاذقية سابقًا والتي بايعت الدولة الإسلامية وانحازت مع من انحازوا لمناطق الدولة بعد غدر الصحوات".
وقتيل داعش من مواليد 13 نوفمبر 1978، ومقيم بالمعادي، كان من المنادين بإصلاح جهاز الشرطة عقب ثورة يناير، وكان ترشحه لانتخابات 2011، من أجل تلك الغاية، بحسب ما أعلن في برنامجه وقتها.
واحتوى برنامجه الانتخابي، وقتها على إنشاء لجنة أمنية داخل مجلس الشعب تناقش وبشفافية وصدق جميع القضايا المتعلقة بالمشاكل الأمنية ومراقبتها، وتقييم أداء وزارة الداخلية، والعمل على إنشاء لجنة من الخبراء لتشريع قانون جاد لإعادة هيكلة وزارة الداخلية بخطتين: إحداهما قصيرة الأجل لإصلاح ملموس وسريع وأخرى طويلة تلتزم وزارة الداخلية بتطبيقها.
الضابط اللغز في حياته وظهوره السياسي والإعلامي، يبدو أن وفاته سوف تظل لغزا محيرا، في ظل امتناع ذويه عن التأكيد أو النفى، ما يتم تداوله حوله من معلومات، هل رحل عن عالمنا نتيجة مرضى السرطان، أم اختار طريق القتال إلى صفوف داعش، خاصة أنه كان من الكارهين للرئيس السوري بشار الأسد، ومكان قبره سوف يظل غير معلوم في ظل الروايات المتضاربة التي تناقلتها وسائل الإعلام.