بطولات ما قبل العبور
تبارت الصحافة المكتوبة والمرئية طوال الأيام الماضية في الحديث عن البطولات والأسرار التي صاحبت معركة العبور وانتصارات حرب أكتوبر المجيدة. وتطرق الكتاب والمحللون للحديث عن الأفلام السينمائية التي تناولت هذا الحدث العظيم، بأنها لم تكن على المستوى المطلوب والذي يليق بها.
المثير في الأمر أن حدثًا بحجم حرب أكتوبر والتي أصبحت تدرس في بعض الأكاديميات العسكرية في العالم، لم يلقَ اهتمامًا جادًا من صناع الأفلام السينمائية وكتاب المسلسلات. كل ما قدمته السينما أفلام سطحية لا ترقى إلى المستوى الذي يجب أن يسجل عظمة الانتصار. تظل هذه الأفلام تعاد وتكرر مرارًا في ذكرى ٦ أكتوبر وعلى مدى أربعين عامًا حتى ملّها المشاهد.
ما دعاني إلى الخوض في مجال ليس مجالي هو ما قرأته على لسان المخرج النابغة، على عبدالخالق، من أن «الضربة الجوية» قصة الدكتور صلاح قبضايا، من أهم الأفلام التي ترصد كواليس المعركة، وتم تشويه المشروع بسبب ٩ مشاهد لمبارك.
يكشف الفيلم ما حدث في العام الذي سبق الحرب على المستويين السياسي والعسكري، كما يرصد المشكلة التي واجهت مصر في إزالة الساتر الترابى حيث أكد الخبراء العسكريون أنه لا يمكن إزالته إلا بقنبلة ذرية.
هناك بطولات كثيرة قبل عملية العبور تصلح أفلامًا منفصلة يتناولها الفيلم، أبرزها ما فعلته الضفادع البشرية في انتشال أنابيب النابالم التي كانت منتشرة في مياه القناة لتحرق أي عبور إذا حدث، وكيف استطاعت أن تنهى هذه المهمة في ليلة واحدة.
يستطرد الأستاذ على عبدالخالق بأن عام ٧٢ كان مهمًا جدًا في التاريخ السياسي والعسكري المصرى لأنه يرصد كيف تم خداع إسرائيل ولماذا تم اختيار ٦ أكتوبر موعدًا لبداية الحرب، وكيف تم التنسيق بين الجانبين المصرى والسورى. وختم عبدالخالق حديثه بأن السيناريو ما زال موجودًا بجهاز السينما وطالب بإحياء المشروع.
أضم صوتى إلى صوت الكاتب الصحفى محمدعبدالمقصود، وأرجو أن تأتى ذكرى حرب أكتوبر في العام القادم وقد أنتجنا فيلمًا أو اثنين عن الأبطال والبطولات التي لا نعرف عنها شيئًا حتى الآن.