رئيس التحرير
عصام كامل

أبو يكح الجوسقي يكتب: مدرسة درب المهابيل الابتدائية

فيتو

هل أستطيع أن أتحدث معكم اليوم عن الإخوان؟ أظن أي واحد من أهل حارة درب المهابيل سيمسك حجرا ويقذفني به قائلا: كفاية أحاديث عن الإخوان، لقد فاض الكيل منهم ومن الحديث عنهم، ألا يوجد عندك أي حديث آخر عن قوم آخرين غير هؤلاء الإخوان؟يا عم أبو يكح الجوسقي ارحمنا من هؤلاء الذعر.

ساعتئذ لن أتكلم كثيرا، ولكنني سأدخل كعادتي إلى الحانة، وسأنظر إلى عم مغاوري صاحب الحانة نظرة ذات مغزى، وسيفهمني الرجل، وبعد دقائق سيبدأ أهل الحارة في الدخول إلى المكان، الواحد تلو الآخر، ومجموعة وراء مجموعة، وسيطلب كل واحد منهم المشروب المفضل لديه، وكلكم تعرفون أن المشروب المفضل عندنا هو شراب الجعة، وهو كما تعرفون لا يسكر، قليله أو كثيره، ولكنه يترك فينا مفعولا كالسحر، إذ ينشط الأذهان، ويحرك القلوب والمشاعر، وكالعادة بعد أن أحتسي قدرا معقولا من شراب الجعة سيطلب مني أهل الحارة أن أتحدث معهم فيما يعن لي من أخبار الجماعات والأمم الحاضرة والبائدة، وستعود ريما إلى عادتها القديمة، ولأننا لا نزال في فصول الصيف، فسأخرج من الحانة وأنا أحمل معي الزنبيل، وأنتم تعرفون من حكاياتي السابقة أن الزنبيل هو "القفة" التي أحمل فيها حاجياتي، وهذا الزنبيل لا يفارقني أبدا، تجدون فيه كتابا، وراديو ترانزستور، وعلبة سجائر لف تعدل الدماغ، وقنينة مركزة من شراب الجعة، وزجاجة صغيرة من الدواء السحري المسمى "أبو فاس" وأشياء أخرى قد يدفعني الخجل إلى عدم ذكرها إلا أنها محمودة عند الرجال مشكورة عند النساء، تشفى المرضى ولكنها للأسف لا تحيي الموتى،وبعد كل هذا فإنني الآن في هذه الليلة القمرية وأنا جالس على الأفريز، الذي تعرفون أنه الرصيف، أنظر إلى نهر الطريق، وتغرورق عيني بالدموع وأنا أتذكر أمتنا وحضارتنا البائدة، وذلك الدين الإسلامي العظيم الذي زيفوه وقدموه لنا في صورة أخرى، فكان ما كان، وأصبحنا أمة منقضية لا مكان لها في التاريخ.
ومع ذلك فليس لي بعد كل هذا إلا أن أتحدث معكم يا أهل الحارة الكرام عن الإخوان، لا طبعا لا ينبغي لعقولكم أن تذهب لبعيد، اعرفوا قصدي أولا قبل أن تقذفوني بالحجارة، أنا أقصد المبذرين، فالله سبحانه وتعالى قال "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" يعني هذا الكلام أن هناك أنواعا كثيرة من الإخوان منهم إخوان الشياطين، وهؤلاء طبعا هم تجار الدين الذين يرفعون شعار الدين لينهبوا الشعوب ويسرقوا كرأسي الحكم، وإذا كان الله قد خلق كل نفس وألهمها فجورها وتقواها، فإن التقوى هي الأولى بالاتباع، ولا جدال أن الإنسان مهما بلغ إيمانه فإن بعض التصرفات ستخرج منه تعبر عن نزعة الفجور الكامنة فيه، ولكن إخوان الشياطين لا ينتبهون للفجور، لذلك يخرج منهم بسيولة غريبة وبكثرة غالبة بحيث لا نستطيع أن نرى منهم قطميرا من التقوى، هم يبذرون في الفجور لا في المال، لذلك انتبهوا لهذا المعنى.
وبعد هذه المقدمة الفلسفية العميقة والتي لم يتح لأحد من عشيرة الكتاب أن يكتب مثلها فإن من حقي أن أنتفخ على مقاس ( 14،5 ) وكأنني فردة (استبن) لسيارة متهالكة شبيهة بالاستبن محمد مرسي الذي قضى الله أن يحكمنا لمدة عام رأينا فيه النكد كله، والحمد لله أن الله أبدلنا بدلا منه رئيسا يعرف معنى الوطنية هو "السيسي رئيسي".
نعود إلى الإخوان مرة أخرى، وهم في الحقيقة مثل يأجوج ومأجوج الذين هم من كل حدب ينسلون، وهم أيضا يفسدون في الأرض، ويبذرون الخراب في الحرث والنسل، ويخربون البلاد ويقتلون العباد ويضعون القنابل في كل واد، ويحاولون دائما إفساد الأعياد، لذلك يا أهل الحارة الكرام فإنني قررت أن أهجر الكتابة في الصحف السيارة لأتفرغ لمواجهة الإخوان في كل شارع وحارة، وحتى أستطيع أن أواجههم ونحن في بداية العام الدراسي لذلك فكرت في أن أشتغل بالتدريس، لعلي أغير مفاهيم تلاميذ الإخوان من أصحاب العقول الممسوخة، وأنا الآن أيها السادة سأعمل مدرسا في مدرسة درب المهابيل.
حين سمع أهل الحارة كلامي عن التدريس، أسرعوا بإحضار الأطفال والصغار حتى أعلمهم العلم على أصوله، وعلى الفور افتتحنا فصلا ضم أطفال الحارة، ونظرا لأن ثقافتي أنا أبو يكح الجوسقي هي ثقافة موسوعية لذلك قمت في المدرسة بتدريس كل المواد، فأنا كما يقول الذين يعرفونني "واد كشكول" وحين بدأت اليوم الدراسي في مدرسة درب المهابيل، دخلت الفصل وقمت في البداية بتدريس مادة الجغرافية، فشمرت عن أكمام الجد والمعرفة وألقيت درس الجغرافية فقلت: تقع مصر على الخريطة... وأحيانا تقع من الخريطة أيام حكم الإخوان، أما بعد الثورة فإنها وقعت في حضن الإخوان، ووقع الإخوان في حب حماس، ومن فرط حبهم لحماس فكر الإخوان في انتزاع سيناء من مصر، لتهديها لحماس كي تقيم فيها إمارة إسلامية.
وتقع جماعة الإخوان في حب أمريكا، وتقف احتراما لإسرائيل، كما تقع جماعة الإخوان في ذيل قطر كما تقع هي وقطر على جذور رقبتهما،وتقع مصر كلها من الضحك على مرشد الجماعة وخرفانه !
وبعد أن انتهت الحصة الأولى دخلت إلى الفصل الثاني وألقيت على التلاميذ درسا في علم الأحياء فقلت لهم: يعيش السمك في الماء ويعيش المرشد ونوابه في ليمان طرة حيث المقر الجديد لمكتب الإرشاد، ويعيش باقي الإخوان هربانين في قطر، ثم مطرودين في تركيا وجنوب أفريقية، ويعيش الشيخ وجدي غنيم ناشرا للفتنة، ويعيش كل شيوخ الإخوان والسلفيين وهم يكرهون البشر وينشرون الأحقاد والضغائن بين أبناء مصر، ويعيش الإخوان ويتنفسون في جميع البلاد التي تقوم فيها الثورات... ويعيش خيرت الشاطر ( وياخد غيرها ) ويعيش المرشد (ويفتكر) وبعد أن وصلت لهذه النقطة من الدرس قمت بالالتفات يمينا ويسارا ثم قلت: يعيش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعيش يعيش يعيش.
وفي حصة الكيمياء قلت للتلاميذ: يتم استخراج القطران من البترول ويتم استخراج الزفت من جماعة الإخوان الإرهابيين، ويتم استخراج الذهب من جيوب حكومة قطر لتستخدمه جماعة الإخوان في نشر التخريب والدمار في المنطقة كلها، ويتم استخراج مليارات الدولارات من مخابرات أمريكا وتركيا لدعم العمليات الإرهابية لحركة داعش الإرهابية.
وفي الحصة الثالثة آثرت أن ألقي درس التاريخ فوقفت في الحصة مستعينا بذاكرتي الحديدية فقلت: استطاع الأوربيون الاستيطان في القارة الأمريكية والقضاء على الهنود الحمر... ومن ثم انتقل الهنود الحمر إلى البلاد العربية وأقاموا فيها إقامة دائمة هنيئا مريئا... ومن بعدها اجتاحت جيوش الإخوان الهمجية الفاشية صفوف البلاد العربية فقضوا على الهنود الحمر الطيبين، وقضوا في مصر وقتا طيبا وهم ينتفون ريش المصريين بكل طوائفهم، كما لم تستطع أمريكا الانتصار في الحرب العالمية الثانية على اليابان إلا باستخدام القنبلة الذرية.. ولكن الإخوان انتصروا في مصر باستخدام الأغبياء أصحاب المصالح الخاصة، وجاء في الجبرتي أن الشعب المصري قضى على جماعة الإخوان الإرهابية وعلى جماعات المصالح الغبية.
ووقفت في حصة الرياضة الحديثة لأقول: حاصل ضرب خمسة في خمسة هو خمسة من القتلى في المقطم، وعشرة من القتلى في قصر الاتحادية، وخمسة عشر من المصريين يقعون شهداء كل يوم من ناتج عمليات الإخوان الإرهابية في سيناء، وحاصل ناتج خمسة في خمسة أيضا هو خمسة وعشرون مليار دولار آخر ميزانية لجماعة الإخوان، ومن هذا الناتج أيضا، خمسة من النخب المزيفة شربوا الشاي بالياسمين في مكتب الإرشاد وهرعوا لفندق الفيرمونت لمبايعة الإخوان، ثم عندما زال حكم الإخوان أصبح هؤلاء هم نفس الخمسة الذين يقدمون مبادرات الصلح مع الإخوان، وناتج ذلك كله = خمسة وعشرون مليون جنيه في حساب كل واحد منهم بالبنك.
أما حاصل طرح خمسة من خمسة فهو صفر من جماعة الأوغاد، وصفر في مكتب الإرشاد، وصفر للحركات المتأسلمة من كثرة الرقاد... أما حاصل قسمة خمسة على خمسة فهو واحد مصري كان يموت يوميا من الجوع أثناء حكم الإخوان، وواحد إخوانجي يموت من التخمة في أحضان الأمريكان، وواحد من رجال أعمال الإخوان قام بتهريب أموال شعبه إلى الخارج، وواحد مصري إخوانجي يختلف مع واحد مصري غير إخوانجي فيقتله، وواحد إخوانجي عبارة عن لسان نبت له إنسان.
وفي حصة الإحصاء عقدت امتحانا للتلاميذ وكان الامتحان كالآتي:
1ـ إذا كنت غبيا فضع علامة صح أمام علامة نعم للصلح مع الإخوان في آخر مبادرة قدمها حسن نافعة
2ـ ثبت من الإحصاء أن الرئيس الأمريكي أوباما هو أغبى إنسان في العالم... أجر عملية إحصائية سريعة وقل لنا من أي فرع من فروع جماعة الإخوان ينتمي أوباما ؟
3 ـ عدد الخرفان في مصر هو مليون خروف... كم يكون عدد الخرفان إذا مات واحد من الإخوان ؟
4 ـ ناتج الإيراد العام لدولة مصر أثناء حكم الإخوان هو مائة مليار دولار...... احسب بعملية إحصائية بسيطة قيمة حسابات خيرت الشاطر نائب المرشد في بنوك سويسرا وتركيا.
وكانت حصة اللغة العربية ممتعة للغاية، وأذكر أنني قلت فيها درسا من أعظم دروس حياتي وكان الدرس كالآتي: الفاعل ـ الإخواني ـ مرفوع... من فوق كرسي الحكم، بفعل أمر، صدر من الشعب،.. أما الشعب فهو في محل فاعل وليس نائب فاعل... لكن المعترض فمجرور.... والفتحة كانت أثناء حكم الإخوان هي حركة الإعراب التي تؤدي إلى فتح الحساب في البنك السويسري، وبعد سقوط الإخوان أصبحت هي حركة الإعراب التي تؤدي إلى فتح السجون وأبواب المحاكم... والمبتدأ طيب دائما لكن الخبر شديد السواد على رأس جماعة الإخوان.. أما حروف النداء فالهدف منها أن يقف مرشد الإخوان لكي يقول لأمريكا: يا دهوتي يا خرابي.. يا دهوتي يا خرابي.
انتهى اليوم الدراسي الأول، ونجحت الحركة التعليمية نجاحا كبيرا، وقريبا سننقل هذه المدرسة إلى تركيا حيث سنشهد نهاية أردوغان.
الجريدة الرسمية