رئيس التحرير
عصام كامل

واستبدل الله بقوم قوما وبيوم يوما!


(قَدْ طَلَعَ طَالِعٌ وَلَمَعَ لَامِعٌ وَلَاحَ لَائِحٌ وَاعْتَدَلَ مَائِلٌ وَاسْتَبْدَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ قَوْمًا وَبِيَوْمٍ يَوْمًا وَانْتَظَرْنَا الْغِيَرَ انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ) الإمام على بن أبي طالب في العام 2005 قام النظام اليمني الذي كان يترأسه على عبد الله صالح بشن الحرب على حركة أنصار الله وأسر القائد الشهيد (حسين بدر الدين الحوثي) وقتله صبرا بإيعاز من حلفائه الإقليميين ومستشاريه البعثيين الذين انتقلوا لهذا البلد بعد سقوط نظامهم في العراق.


منذ تلك الأثناء كان هناك من كتبة الصحف من يكرر تلك المعزوفة البائسة عن التدخل الإيراني لتحريض الحوثيين على التمرد ضد النظام اليمني البائس، الذي يتلقى رموزه رواتب شهرية بملايين الريـالات لضمان ولائهم لهذا الجار مهما ظلم أو جار!!

في عام 2009 كانت الحرب السادسة التي قادها جيش عفاش وشركاؤه جماعة الإخوان ولم يكن لنفس الجوقة من دور ولا همة إلا الحديث عن دور إيران في (زعزعة استقرار اليمن ومرافقة الجماعة) التي يقودها ملك السعودية والذي دخل الحرب وقام بقصف القرى والمدن اليمنية، قبل أن يكتشف أنه حصد اللاشيء ليخرج من هذه الحرب كما دخل إليها صفر اليدين.

الفترة الزمنية الفاصلة منذ اشتعال الحدث وحتى احتراق هؤلاء الحمقى بنيرانهم التي أوقدوها لا تتجاوز العشرة أعوام، وهي فترة مخاض وتحولات في المنطقة بأسرها حيث يقود المنطقة الآن شخصيات اعتاد كتبة السلطة ومنافقوها شتمها وتحقيرها بينما تنهار تلك البنى المتشققة الفاسدة التي قامت على غير تقوى من الله ولم تحرص يوما إلا على امتيازاتها المتحصلة من فائض السلب والنهب والترويج لحروب ومغامرات الدواعش الأولين والمعاصرين.

ما كان حلما أو وهما في اليمن قبل عشرة أعوام حيث كان كل شيء تحت السيطرة كما قال صفوت، أضحى اليوم حقيقة مرة في نظر البعض وواقعا جديدا ينبئ بمستقبل مختلف عن واقع مؤلم اعتدنا التعايش معه كان البعض يظنه قدرا لا يحول ولا يزول.
عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيَجْمَعُهُمْ لِشَرِّ يَوْمٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ كَمَا تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ رُكَامًا كَرُكَامِ السَّحَابِ ثُمَّ يَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابًا يَسِيلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ كَسَيْلِ الْجَنَّتَيْنِ.... يَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَيُمَكِّنُ لِقَوْمٍ فِي دِيَارِ قَوْمٍ وَايْمُ اللَّهِ لَيَذُوبَنَّ مَا فِي أَيْدِيهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَالتَّمْكِينِ كَمَا تَذُوبُ الْأَلْيَةُ عَلَى النَّارِ.
هذا كلام الإمام على بن أبي طالب الذي لم يقله الشيخ على جمعة، وربما تمنى لو يقدر قوله.
الجريدة الرسمية