رئيس التحرير
عصام كامل

ملامح الصراع "حول" السيسي!


ماذا يحدث بالضبط؟ ماذا يجري هناك في الكواليس بل وفي وكواليس الكواليس؟ ما سر كل هذا العراك الشديد بين أغلب الملتفين المؤيدين الداعمين للرئيس السيسي؟ معركة شرسة بدأت مبكرا ضد الأستاذ محمد حسنين هيكل تحذر السيسي منه.. ثم تتمدد إلى آخرين محسوبين على التيار الناصري منهم بشكل مباشر عبد الحليم قنديل ثم إلى آخرين في غمزات تتم هنا وهناك مثل خالد يوسف وياسر رزق وآخرين؟


قبلهم حملة على مستشاري الرئيس وتحديدا ضد الدكتور عبد الله المغازي وهو محسوب على التيار الليبرالي.. ثم تشتعل المعركة أكثر وأكثر فتنظم حلقات تليفزيونية خاصة بلغت حد الهجوم على " معايدة " رقيقة بسيطة من إحدى الجهات الرسمية تهنئ "هيكل" بعيد ميلاده ! وفي الحلقة هجوم كاسح على المجموعة كلها التي تحسب على التيار الناصري واتهامها بالاستيلاء على كل شيء من المجلس الأعلى للصحافة إلى الصحف القومية ثم إلى المجلس الوطني للإعلام..

وعلى الجانب الآخر فهذه المجموعة - التي تسيطر تقريبا على الصحافة القومية وتديرها بشكل أو بآخر - أقصت فعلا كل من يختلف أو حتى لا ينسجم معها حتى لو كان منتميا للتيار الناصري! لذا فهي لا تعبر عن التيار في الحقيقه إنما عن شلة بعينها لها ارتباطاتها ولها مصالحها.. هؤلاء أيضا يحذرون السيسي من الاستعانة بأولئك وعلى رأسهم هيكل.. وأولئك يحذرون السيسي من خطر التعامل مع هؤلاء حتى لا يتم احتسابه على الفلول.. وكلاهما يحذر السيسي من الليبراليين منقطعي الصلة بالشارع ومن أفكارهم المصبوغة " أمريكيا " وهو ما نبذه المصريون - كما يقولون - تماما..

ووسط كل ذلك ومعه.. تجد صفحات على الفيس بوك توحي بانتمائها أو ارتباطها بأجهزة محددة إلا أنها تورطت هي الأخرى في العراك الدائر وأدلت بدلوها وبما يوحي بأن أجهزة معينة تقف خلف اتجاه محدد أو ضد اتجاه بعينه.

لماذا إذن كل ذلك ؟ ما الكعكة التي يتصارعون عليها ؟ هل هي الشراكة مع السيسي في إدارة البلاد ؟ هل هي الرغبة في استعادة مصالح مفقودة ونفوذ ضائع ؟ وهل انتهت مصر من معركتها مع الإرهاب لكي يبحثوا عن الغنائم ؟ هل استقرت الأمور حتى تستقر المراكز والمواقع حول السلطة وفيها ؟ أم أن الصراع أيديولوجي فعلا يعبر عن مصالح كبيرة تحتاج إلى معارك عاجلة وتصفيات حاسمة ؟ أم لا تزال قوى الفساد تبحث عن إطلالة لها على المشهد أو حتى العودة إليه بكامله ؟ أم أن قوى أخرى حرمت طويلا من السلطة ومن النفوذ تبحث لها أخيرا عن مساحة من الوجود الحقيقي على الأرض ؟ وهل يمكن أن يسعى مثل هيكل ومستقبله خلفه وقد تجاوز التسعين لدور ما ام أن المستهدف هو ما يمثله الرجل وليس شخصه ؟ والأهم على الإطلاق: هل السيسي - في الحقيقة - يحتاج إلى هؤلاء أو إلى أولئك ؟ وهل تنطلي عليه أصلا مثل هذه المعارك ومثل تلك الألاعيب ؟ عيب والله كل ما يجري!
الجريدة الرسمية