بالأسماء.. القضاء على ٨ كتائب إرهابية في جبل الحلال..قتل "أسد الموصلي".. وإصابة المسئول عن صناعة التفجيرات في "سيناء" ومجلة عبرية تكشف علاقة «داعش» بـ«حماس» وتفاصيل حصول التنظيم عل
حرب تدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.. تحولت المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة، طرف من أطراف هذه الحرب يبحث عما يسميه "الخلافة الإسلامية"، في حين يتمسك الطرف الآخر بما يسميه "الحرب على الإرهاب".
وباختصار شديد فلا هي حرب لإقامة "الخلافة الإسلامية" وما هي بـ"حرب على الإرهاب"، فوفقا للمحللين والخبراء فإنها حرب "مصطنعة" في مجملها تحاول رسم خريطة جديدة للمنطقة تتفق مع متطلعات "أمراء الشر" في العالم الذين يحاولون التحكم في كل شيء بالمنطقة حتى الجغرافيا الخاصة بها.
وما بين "حرب الخلافة" و"الحرب على الإرهاب" يسقط آلاف الضحايا يوما بعد الآخر، وتستمر الحرب في طريقها الذي رسمه "أمراء الشر" في العالم.
"مصر" كانت هدفا واضحا لأمراء الحرب الذين وضعوا الخطط الواحدة تلو الأخرى لإقحام "مصر" وسط هذه الحرب وفي قلبها تحديدا، فكلما اندلعت هذه الحرب في منطقة ما وجه مشعلوها أنظارهم تجاه مصر وأعلنوا أنها قد تكون الوجهة القادمة لهذا النزاع غير الآدمي.
ويبدو أن "تحالف الشر" وأمراءه تلقوا الصفعة الأولى التي ستجعلهم يفكرون مئات المرات قبل محاولة تحويل مصر إلى جزء من ساحة حربهم القذرة...فما حدث في سيناء أواخر الأسبوع الماضي كان كفيلا أن يعيد لهؤلاء رشدهم إن كان لهم عقل يفكرون به!
الحرب على الإرهاب
دائما ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تصدير نفسها على أنها المدافع عن حقوق الإنسان وأنها تحارب من أجل استقرار الكون،في حين أنها هي نفسها من تصدر الإرهاب للعالم وتدعم الإرهابيين وتبرم الاتفاقات معهم،وهو ما حدث سابقا مع القاعدة وطالبان،ويحدث حاليا مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"،الذي فيما يبدو خالف قادته أوامر وتوجيهات البيت الأبيض فحان وقت التخلص منه!
وبعيدا عن هذه الحرب التي تشنها أمريكا وحلفاؤها على التنظيم الإرهابي،هناك حرب حقيقية تدور رحاها في سيناء وهي الحرب التي تدور ضد الإرهاب والتطرف الذي صدرته أمريكا وبعض دول الجوار لمصر من خلال خلايا "العائدون من سوريا" وقادة "داعش" الذين أرادوا ضم سيناء لوهمهم المسمى بـ"دولة الخلافة".
وفي الوقت الذي يثبت فيه الخبراء العسكريون باستخدام الخرائط والمعلومات المتوافرة أن التحالف الأمريكي ضد "داعش" يعاني ويخسر كثيرا في مقابل تنظيم "أبو بكر البغدادي"،تحقق الحرب المصرية ضد المتطرفين في سيناء نجاحا ساحقا في خطوات متتالية وضربات سريعة تأثيرها أكبر بكثير مما قد يتوقع البعض.
الضربات لا تتوقف على معاقل الإرهابيين في كل مناطق سيناء،وتحقق نتائج مذهلة للغاية،وستؤدي هذه النتائج في النهاية إلى انتهاء البعبع الذي يرعب العالم حاليا وهو "داعش"،فالضربات المتتالية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية كبدت هذا التنظيم خسائر فادحة للغاية خلال الأيام القليلة الماضية.
وحدة الكوماندوز
منذ 6 أشهر تقريبا استطاعت "داعش" تشكيل وحدة "كوماندوز" داخل سيناء بمساعدة متطرفين في سيناء وبعض الأعضاء الكارهين لمصر داخل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو الأمر الذي كانت قد أشارت له سابقا مجلة "بازام" العسكرية الإسرائيلية، والتي أكدت أنه وفقا لمصادر مختلفة في شبه جزيرة سيناء، وعلى خلفية تصفية نشطاء في تنظيم ما تسمى دولة العراق والشام الإسلامية "داعش"، خلال عملية الجرف الصامد على قطاع غزة، فإنه تم تشكيل تعاون وثيق بين حركة "حماس" وتنظيم "داعش" في سيناء.
وأكدت المجلة العسكرية أن الجناح العسكري لحركة حماس، برئاسة محمد ضيف أجرى مؤخرا اتصالات عملياتية واستخباراتية وثيقة مع قادة التنظيمات الإرهابية في سيناء المرتبطة بـ"داعش".
وأشارت إلى أنه يوجد آلاف المقاتلين المنتشرين في أماكن إستراتيجية في سيناء، يصعب على الجيش المصرى الوصول إليهم بعضهم تم تدريبه في قطاع غزة وتمكنوا من إنشاء وحدة "كوماندوز" خاصة بهم.
وكشفت المجلة أنه منذ سقوط جماعة الإخوان في مصر، بدأ كل من محمد ضيف ورائد العطار في دعم التنظيمات الإرهابية في سيناء من أجل قتال الجيش المصرى.
ونقلت المجلة عن مصدر أمني إسرائيلى قوله: إن"هناك تعاونا بين حماس والمنظمات التابعة لداعش في سيناء، مثل أنصار بيت المقدس؛ ومقاتلى مجاهدي القدس، وهذا أمر يدعو للقلق، ونحن نرى علاقة وثيقة بينهم من حيث تبادل للخبرات المتعلقة بتشغيل الأسلحة والمساعدات العسكرية".
انتهى ما نقلته المجلة الإسرائيلية إلى تأكيد تواجد "داعش" في سيناء.
المثير في الأمر أن الأسبوع الماضي شهد كتابة النهاية لوحدة "كوماندوز داعش" في سيناء.
هذه الوحدة التي كانت مؤلفة من 32 فردا كانوا مكلفين بمهام خاصة للغاية وكان يقودهم رجل في أواخر الثلاثينات من عمره كان يحمل اسما مستعارا "أبو عائشة المقدسي"، اضطر قيادات "داعش" لإنهاء عملها في سيناء أواخر الأسبوع الماضي بعد مقتل 18 فردا منها وإصابة قائدها "أبو عائشة" بإصابات خطيرة تم نقله بعدها إلى "سوريا" عبر غزة ومنها إلى الأردن ثم إلى إحدى النقاط الحدودية بين سوريا والعراق.
ووفقا للمعلومات فإن "أبو عائشة" قبل إصابته وتصفية غالبية أعضاء مجموعته كان يخطط للانتقال إلى قلب القاهرة للقيام بعمليات خاصة كلفه بها "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش".
ورجحت المصادر أن تكون هذه التكليفات خاصة بتنفيذ قائمة اغتيالات كان التنظيم قد أعدها سلفا تضم رجال دين وسياسيين كبارا ومسئولين أمنيين.
ووفقا للمصادر فإن هذه الوحدة لقي معظم أعضائها حتفهم أثناء تواجدهم بأحد الكهوف بجبال الحلال الوعرة بعد قصف شديد تعرض له هذا الكهف قبل أن يتمكن البقية من الفرار إلى مكان آخر أكثر أمنا.
وكانت هذه الوحدة تتلقى تعليماتها من قادة التنظيم عبر الإنترنت وتحديدا موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وأحد المنابر الجهادية التي أقامها التنظيم على الإنترنت.
"أبو المتفجرات"
وفقا للمعلومات التي حصلت عليها "فيتو" فقد تكبد "داعش" خسارة كبيرة للغاية تمثلت في إصابة "إبراهيم العسيري" المدعو "أبو صالح" (32 سنة) كبير صانعي المتفجرات في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب،الذي تعرض للإصابة هو الآخر في الضربات التي تلاحق المتطرفين في سيناء،وكان "أبو صالح" قد انضم لـ"داعش" مؤخرا وأعلن تعاونه مع التنظيم منذ بداية العام الجاري وكان وقتها في اليمن ثم انتقل إلى "سوريا" ومنها إلى "سيناء".
ومعروف عنه أنه من المتخصصين في صناعة المتفجرات على مستوى العالم، فقد أعد العسيري الذي درس الكيمياء، منذ زمن طويل عبوة متفجرة من تيترانيترات البنتايروتريول لا يمكن تقريبا رصدها، ومع صاعقة كيميائية لا تضم هذه العبوات أي قطعة معدنية وبالتالي يمكنها عبور كل نقاط المراقبة في كل المطارات دون مشاكل.
وكانت القنبلة التي خبأها في جسد أخيه عبد الله وأرسله إلى المملكة العربية السعودية لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية في 2009 مكونة من تلك المادة، لكن المحاولة باءت بالفشل ولم يقتل فيها سوى الانتحاري.
كما أن تلك المادة وضعت أيضا في القنبلة التي أعدها وعثر عليها مع الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي فشل في تفجيرها على متن طائرة كانت متوجهة إلى مدينة ديترويت الأمريكية في ديسمبر 2009.
ويسبب مجرد ذكر اسم "أبو صالح" رعبا لدى القادة الأمنيين حول العالم الذين يطلقون على الرجل "أبو المتفجرات".
إلا أن أسطورته قد تتحطم بعد تعرضه لإصابات عديدة نتيجة القصف المتواصل على أوكار الإرهابيين في سيناء.
إصابة "العراف"
وفي الحرب الحقيقية على الإرهاب التي تشهدها "سيناء" تعرض تنظيم "داعش" لخسارة كبيرة بعد تعرض "العراف" الذي كان له دور كبير في نقل "داعش" لسيناء لإصابة في غاية الخطورة قد تتسبب في بتر ساقه اليمنى.
وهذا العراف هو "مساعد أبو قطمة" الملقب بـ"أبو أيوب" (أصله من الصبرة في قطاع غزة) وهو أحد عناصر السلفية جهادية في قطاع غزة التي كانت على علاقة بحماس قبل مغادرتها للقطاع.
غادر أبو قطمة قطاع غزة واستقر لمدة في سيناء قبل أن يغادرها متجها إلى ليبيا قبل سنة لينضم لصفوف "أنصار الشريعة".
قبل أكثر من ثلاثة أشهر عاد "أبو أيوب" إلى سيناء ومنها إلى قطاع غزة وهناك التقى بثلاثة من كبار قادة "داعش" الذين أبلغوه أن "البغدادي" يريد أن يضم تنظيمات سيناء المسلحة للخلافة!
وفقا للمعلومات فإن "البغدادي" اختار "أبو أيوب" ليقوم بهذه المهمة نظرا لكونه خبيرا بالتنظيمات المسلحة في سيناء فهو استمد هذه الخبرة من عمله في مجال تهريب البضائع والسلاح من سيناء إلى غزة والعكس.
وعلى مدى شهر ونصف الشهر تنقل "أبو أيوب" بين سيناء لملاقاة قادة التنظيمات المسلحة وغزة لملاقاة مندوبي "البغدادي" حتى استطاع "أبو أيوب" أن ينقل مساعدي "البغدادي" إلى سيناء ليلتقوا بقادة التنظيمات المسلحة المتواجدة هناك.
وبعد جلسة استمرت 3 ساعات كاملة بايع التكفيريون في سيناء البغدادي وأبلغوا رسله أنهم مستعدون لاستقبال مقاتلي داعش في أي وقت يحدده الخليفة.
الأسبوع الماضي كان "أبو أيوب" متواجدا في سيناء بالقرب من الحدود مع غزة وكان يجهز نفسه لدخول غزة عبر أحد الأنفاق السرية التي ما زالت العناصر المتطرفة تبقيها مفتوحة وتعرض هذا النفق لقصف شديد تسبب في إصابة "أبو أيوب" بإصابة خطيرة في قدمه اليمنى قد تؤدي لبترها.
مقتل "الموصلي"
مفاجأة سارة أخرى حملتها الضربات الأمنية لمناطق تمركز المتطرفين في سيناء خلال الأسبوع الماضي تمثلت فيما أكدته مصادر عن مقتل "أسد الموصلي" الذي كانت "فيتو" قد انفردت بنشر قصته الكاملة في أعدادها السابقة، فالرجل كان يعمل جنبا إلى جنب مع الإرهابيين لتنفيذ خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي كان قد أعدها سابقا بعد التواصل مع "البغدادي" للانتقام من الرئيس "عبد الفتاح السيسي" وزعزعة استقرار مصر.
خطة «أردوغان» مع «البغدادي» اعتمدت على قيام الأخير بتوسعة حدود دولته المزعومة لتضم إلى جانب العراق وبلاد الشام وشبه جزيرة سيناء، وأقنع «أردوغان» «البغدادي» بخطته وأخبره أنه لن يجد أدنى مقاومة في سيناء، ومنها يستطيع أن ينطلق الرجل في الشمال الأفريقي ليوسع حدود دولته وينشئ الخلافة الكبرى.
الخطة «الأردوغانية» التي تم التنسيق فيها مع «البغدادي» اعتمدت على استخدام «كتيبة بغداد» التي يتزعمها شخص كنيته «أسد الموصلي» وهو عراقي الجنسية ويبلغ من العمر 43 عامًا.. وتم في هذه الخطة الاتفاق على تشكيل لواء عسكري من «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» ويتم تسهيل دخول مرور أعضاء هذا اللواء إلى مصر ودول الشمال الأفريقي سواء من أنفاق غزة أو من الحدود السودانية.
ووفقا للمعلومات التي نشرتها "فيتو" وقتها فإن الكتائب المسلحة التابعة للبغدادي والتي ستدخل الشمال الأفريقي ستقوم بعمليات تفجيرية واسعة النطاق.
واتفق "أردوغان" مع "البغدادي" و"الموصلي" على ضرورة تشكيل 12 لواء عسكريا على رأس كل منها قيادى ميداني من كبار قادة التنظيمات المسلحة.
وبعد هذا الاتفاق بدأ "الموصلي" في شراء ذمم بعض القادة العراقيين ليخلوا له ساحة المعركة ويصدروا أوامر للجنود بالانسحاب وهو ما حدث فعليا أثناء اقتحام "الدواعش" للموصل العراقية.
وبعدما استقر الحال لـ"داعش" في العراق وبسط التنظيم سيطرته على العديد من المناطق،انتقل "الموصلي" لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة.
فسافر في البداية إلى سوريا ومنها إلى قطاع "غزة" حتى وصل إلى سيناء منذ شهرين تقريبا،وبدأ في تشكيل كتائب مسلحة بالتواصل مع قادة "داعش" وزعماء التنظيمات المسلحة في سيناء.
وقبل أن يكمل خطته استهدفته قذيفة أودت بحياته هو و3 من كبار مساعديه.
الصفعات تتوالى
لا تتوقف الصفعات التي يتلقاها تنظيم "داعش" ورجاله والتنظيمات التابعة له في سيناء،فيكاد لا يمر يوم إلا ويخسر التنظيم كبار قادته الواحد تلو الآخر.
ووفقا للمعلومات فإن الضربات الأمنية الأخيرة قضت على تماسك 8 كتائب عسكرية كانت في طور التشكيل بجبال ومناطق سيناء المختلفة،وهو الأمر الذي دعا التنظيم لوقف تشكيل هذه الكتائب بصورة مؤقتة لحين استرداد أنفاسه وتعديل خططه وتكتيكاته التي يعمل من خلالها.
"نقلا عن العدد الورقي..."