«الثلاسيميا» أخطر أمراض الدم الوراثية.. «التأمين الصحي» توفر أدوية لإنزال الحديد من المرضى عن طريق الفم بدون تقيد بالسن.. 19 مليون جنيه تكلفة العلاج سنويا.. وفحوصات قبل الزواج ضرور
عقدت الهيئة العامة للتأمين الصحي مؤتمرًا صحفيًا على هامش مؤتمرها الدولي الأول لأمراض دم الأطفال، وناقش المؤتمر مختلف أمراض الدم وخاصة مرض الثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، كما أعلن رئيس هيئة التأمين الصحى عن صدور قرار بتوفير وصرف أدوية إنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا لجميع الأعمار، وشارك في المؤتمر نخبة من خبراء وأساتذة أمراض الدم الدوليين بالإضافة إلى 700 خبير من كبار الأساتذة المصريين.
وأكد الدكتور على حجازي، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، التزام الهيئة بعلاج أمراض دم الأطفال في مصر، وذلك من خلال أكبر المراكز العلاجية لأمراض دم الأطفال التابعة للهيئة والتي توفر مجموعة شاملة من الخدمات التشخيصية والعلاجية طبقًا لأحدث المستويات والمعايير الدولية.
وأشار إلى أن الهيئة تقدم العقاقير المستخدمة دوليًا لإنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا. وبالرغم من ارتفاع تكلفة العلاج لبعض الأدوية، فقد قررت الهيئة توفير تلك الأدوية لمرضى الثلاسيميا دون تقيد بالسن.
وأوضح الدكتور على حجازي أن الخدمات العلاجية الأخرى المقدمة لمرضى الثلاسيميا بجانب أدوية إنزال الحديد والتي تشمل (نقل الدم الآمن– توفير الدم في بنوك الدم التابعة للهيئة والمتعاقدة - العلاج عن طريق زرع النخاع - المتابعة الشهرية للعيادات مع عمل الفحوصات الدورية) كما تقدم الهيئة خدمات تثقيفية وتوعية للمرضى وذويهم.
وقالت الدكتورة نجلاء شاهين، استشاري طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية بالهيئة العامة للتأمين الصحي "في ظل ارتفاع نسبة حاملي المرض في مصر، والتي تبلغ نحو 9%، وتعد من أعلى المعدلات في العالم، تتجلى أهمية توفير أدوية إنزال الحديد عن طريق الفم لمرضى الثلاسيميا لجميع الأعمار، وذلك في إطار تمسك الهيئة بالأمل في بناء مجتمع مصري قوي ".
وأضافت "إن إجمالي عدد ملفات مرضى الثلاسيميا يبلغ 3329 حالة وتكلفة العلاج تصل إلى نحو 19 مليون جنيه سنويًا، ونسعى لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية متكاملة يستطيع المرضى من خلالها أن يعيشوا حياةً طبيعية وأن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع".
وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى الخدمات التشخيصية والعلاجية،توفر الهيئة خدمات المتابعة الشاملة في التخصصات المختلفة، بالإضافة إلى توفير عمليات زرع النخاع التي تصل مساهمة الهيئة إلى 75.000 جنيه للمريض الواحد. كما تقوم الهيئة بتوفير أحدث العلاجات لمن يعانون أمراض النزيف الوراثية والمكتسبة مثل مرض الهيموفيليا، وتصل تكلفة علاج المريض الواحد في بعض الأحيان من 7000 إلى 15000 جنيه شهريًا، ويتولى فريق متكامل من الهيئة معالجة هؤلاء المرضى بعوامل التجلط الناقصة في الدم وتوفير العلاج الطبيعي لهم.
قالت الدكتورة آمال البشلاوي، أستاذ طب أمراض الدم والأطفال بمستشفى "أبو الريش" الجامعي، رئيس الجمعية المصرية للثلاسيميا، إن الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط قدمت بالتعاون مع التأمين الصحي، الأدوية اللازمة لإنزال الحديد عن طريق الفم للآلاف من مرضى الثلاسيميا.
وأوضحت أن تلك العقاقير تعمل على خفض مستوى الحديد، وهي عبارة عن حبوب تؤخذ مرتين يوميًا بدلًا من الحقن تحت الجلد، كما أن أعراضها الجانبية أقل من الحقن وبالتالي تساعد المرضى على استعادة حياتهم الطبيعية.
وأضافت: "قبل ظهور تلك العقاقير كان المرضى يرفضون طرق العلاج القديمة المتمثلة في الحقن تحت الجلد، ما أدى إلى ارتفاع معدلات تدهور القلب والكبد وبالتالي عدم استمرار الحياة".
وطالبت "آمال"، خلال كلمتها في المؤتمر الذي عقد اليوم الخميس، وسائل الإعلام بأهمية التوعية الشاملة بمرض الثلاسيميا للحد من انتشاره، خاصة في ظل وجود 1500 حالة جديدة سنويًا، كما طالبت بضرورة فرض فحوصات ما قبل الزواج لأن حاملي المرض لا تظهر عليهم أي أعراض.
وأشارت إلى أهمية فحوصات الجنين في حالة إذا كان الزوجان يحملان المرض، ونجحت تلك التجربة على مستوى العالم، ويجري مستشفى أبو الريش الجامعي تلك الفحوصات خلال أول 12 أسبوعا في عمر الجنين.
وأكدت أن العلاج والوقاية يمثلان مفتاح القضاء على "الثلاسيميا" الذي يعد من أشد الأمراض الوراثية خطورةً وانتشارًا، مشيرةً إلى أنه من أصعب تحديات التصدي للثلاسيميا هو انتشار فيروس "سي"، لأن 70% من مرضى الثلاسيميا مصابون بفيروس "سي".
واختتمت قائلة: "بذلت وزارة الصحة جهودًا عظيمة لتوفير أحدث عقاقير فيروس سي، لكن تجدر الإشارة إلى أنه دون التوعية اللازمة عن سبل الوقاية من فيروس سي، نكون قد أهدرنا ملايين الجنيهات دون جدوى، فالوقاية خير من العلاج".