رئيس التحرير
عصام كامل

«حديد» يواصل مسيرة هوجة أفلام المقاولات ويقلد «واحد من الناس».. «السبكي» يمارس عادته برقصة ولحم أبيض وإفيه «انبح نبحة الطاعة».. والنتيجة: فشل بمجموع 1.5 مليون ج

فيتو

هو أحد ثمانية أفلام تنافست في موسم عيد الأضحى ، واجه العديد من المشاكل قبل بدء تصويره، بداية من محاولة المنتج محمد السبكى إخراجه حتى تولى المخرج أحمد البدرى المهمة بدلا منه، حيث رفضت نقابة السينمائيين برئاسة مسعد فودة، إعطاء تصريح وظيفى للسبكى يجمع فيه شعبتي الإنتاج والإخراج، لكى يستطيع إخراج الفيلم، لأن قانون النقابة يمنح التصريح بالإخراج للشعب المتجاورة فقط مثل المونتاج والسيناريو وليس لشعبة الإنتاج التي ينتمى إليها، مما جعله يعيد الفيلم إلى مخرجه الأصلى أحمد البدرى، وبالفعل حلت جميع المشكلات وتراجع السبكى عن فكرة الإخراج وآلت إلى البدرى وتم انتهاء التصوير بسلام وظهور العمل للجمهور في موسم الأعياد ،ولكن كان للجمهور رأى آخر تجاه الفيلم حيث لم تتجاوز الإيرادات التي حصل عليها العمل بعد أول أسبوعين لعرضه الـمليون ونصف المليون جنيه فقط، في صدمة كانت كبيرة للمنتج الطموح إخراجيًا "السبكى".

بداية روتينية

بدأت أحداث الفيلم سريعًا ودون أية مقدمات ،حيث حاول "حديد" أن يفرض سيطرته على السجن كاملًا من خلال اشتباكه مع أحد كبار السجن وأكثرهم عنفًا في الدور الذي جسده أحمد عبدالله، وبالفعل حدث ذلك في أول مشهد من مشاهد العمل حتى قبل بداية الفيلم نفسه، حيث استطاع عمار جاد الحق الشهير بـ"حديد" أن يبرحه ضربًا بشكل عنيف، ما يمكن أن نعتبره طبيعيًا ويحدث في معظم السجون .

ولكن الغريب هنا حينما وقعت "الخناقة" بين اثنين من أكثر الموجودين شراُ داخل السجن، ولم نر أي رد فعل من جانب أحمد عبدالله، الذي كان من المفترض أن يكون أشد المساجين عنفًا، فالمعركة كانت سهلة من جانب سعد، فلم يجد اشتباكًا ولو محاولة اشتباك من جانب المسجون الآخر، بل والعجيب أنه قد وقع بينهما اشتباك من قبل وانتصر على حديد بل وكسر أحد رجليه، ليظهر حديد داخل أول مشاهد العمل ماسكًا عكازا لا يستطيع الحركة بسهولة بسببه بل وينتصر في الخناقة ويفرض هيمنته على السجن كله، ويقول كلمته المعتادة داخل الفيلم بعدما ينتصر على أعدائه "انبح نبحة الطاعة " في كلمة لا نعلم معناها حتى الآن!

فشل اخراجى

منذ الوهلة الأولى للفيلم يشعر (المتفرج) وكأنه يشاهد فيلمًا من إخراج السبكى وليس من إخراج مخرج كبير بحجم أحمد البدرى، فالعمل كان من الناحية الإخراجية ليس متطورًا فكان أقل من العادى حيث ظهرت به بعض العيوب أثناء تصوير بعض مشاهد الأكشن والتي لم تكن واقعية على الإطلاق، وظهر ذلك واضحًا خلال مشهد ضرب عمرو سعد لعلاء مرسي داخل أحد الحمامات ،فبالرغم من ركله لأكثر من مرة على رأسه في أحد المراحيض وظهور دماء كثيفة على المرحاض إلا أن وجه مرسي لم نجد به أي دماء على الإطلاق، وظهرت بعض العيوب الإخراجية ايضًا خلال مشهد هروب حديد من السجن والذي شعرنا وكأننا نشاهد فيلمًا هنديًا من واقع سبعينيات الفن الهندى الذي اتسم بالخيال العلمى، حيث هرب حديد بسلاسة وسهولة غريبة دون أن يراه أحد لا الكاميرات ولا كلاب الحراسة ولا أي عسكري أمن خدمة والذين يحيطون السجن بكشافات إضاءة، حبكة إخراجية أعلنت فشلها في إظهار مشاهد العمل غير لائقة عمليًا.

واحد من الناس

بعد مرور أول ربع ساعة من الفيلم يلاحظ أن العمل الذي تشاهده مشابه إلى حد كبير نفس أحداث فيلم "واحد من الناس" بطولة كريم عبدالعزيز، ولكن مع اختلاف الأبطال، فإن مؤلف العمل مصطفى سالم شعرت وكأنه إما أنه لم يشاهد فيلم كريم عبد العزيز، أو أنه متأثر بشكل كبير بالفيلم، فقرر عمل نسخة ثانية له ولكن بأختلاف بعض الأمور الطفيفة مثل عدم موت البطلة داخل الأحداث، فالصراع في الفيلم دار حول عدم استطاعة حديد أن يكمل حياته مع نادين بالرغم من زواجهما وحبه الشديد لها بعدما اقتحم حياتهما رجل أعمال يدعى مهدى خطاب الذي لم يستطع المشاهد أن يحدد ،هل هو والد نادين أم زوجها أم خالها خلال الأحداث، ولكن على أي حال فهو عمل على الوقوف بينهما طوال الفيلم.

إسفاف فني

لم يعلم المشاهد ما الحاجة إلى إظهار دور لمسجون شاذ في أحداث الفيلم، من الممكن أن يكون هذا طبيعيًا في الحقيقة، ولكن إظهاره في أحداث فيلم كان مسفًا للغاية فالدور الذي قدمه أحمد فتحى اتجه إلى نوعية الأدوار المبتذلة والمملة من خلال تجسيده للدور بسذاجة، فلا ندرى ما الداعى من الدور وإلى أي طريق أثر في أحداث الفيلم، هل ليضفى حالة كوميدية أو لأنه موجود في السجون بشكل أساسى أو لماذا ،لم نعلم بعد!

الأداء التمثيلى

من الواضح أن ابتعاد عمرو سعد عن كاميرات السينما أثر بشكل كبير على أدائه التمثيلى داخل الأحداث، فأداؤه كان ضعيفًا وغير واقعى في بعض الأحيان وتشعر أحيانًا وكأنه يمثل فعلًا، في الغالب أن سعد منذ آخر أعماله السينمائية والتي حملت عنوان "الكبار" وضعته في حالة رهبة من فشل التجربة مرة أخرى خاصة أن فيلمه السابق والذي طرح عام 2010 سرق من السينمات بعد أول يوم لعرضه، الأمر الذي أربك حساباته، ونلاحظ من خلال مشاهد سعد محاولة أداء دور السجين الغاضب من حياته بحركات غريبة الشكل تظهر على رأسه ،لا أدرى هل هذا بسبب كميات المخدرات التي من المفترض أن يكون يتناولها داخل الفيلم أم هذه طريقة جديدة للتمثيل بالنسبة لسعد!

فكرة الرقص

كعادة أفلام السبكى نجد أكثر من عمل غنائي لمطرب شعبى بجواره راقصة تظهر مفاتنها لتظهر كدعاية للفيلم عند طرح الإعلان والأغانى التسويقية للعمل، حيث ظهرت الراقصة كامليا في أغنية داخل الفيلم وبجوارها حديد ويرقص معها في مشهد ليس غريبا على السينما في السنوات السابقة، وقبلها كان هناك أغنيتان داخل الفيلم، فشعرنا لفترة بأن الفيلم يندرج تحت نوعية الأفلام الغنائية التي انتهت منذ عصر ليلى مراد وأنور وجدى!.

الفيلم بطولة ... عمرو سعد :  عمار جاد الحق حديد

درة : حبيبة حديد داخل الفيلم وتدعى نادين

احمد عبد العزيز : رجل اعمال ويدعى ماجد الحريرى

زكى فطين عبد الوهاب : رجل اعمال وقف فى طريق "حديد " فى الفيلم ويدعى مهدى خطاب

رامى غيط : صديق حديد فى السجن واسمة سكلانة

تامر عبد المنعم : عقيد فاسد اسمة هلال

أحمد فتحى : دور شاذ داخل السجن

احمد عبدالله محمود : فى نزاع طوال الاحداث ضد حديد لفرض السيطرة فى السجن

تأليف : مصطفى سالم

أخراج : احمد البدرى

انتاج : محمد السبكى 

الجريدة الرسمية