استمرارًا لدعم السياسة الأمريكية.. «مركز كارتر» يغلق مكتبه في القاهرة ويرفض مراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة.. يؤكد: المناخ في مصر لن يقود إلى انتخابات ديمقراطية.. ويطالب السلطات بحماية
أعلن مركز كارتر الدولي للسلام، إغلاق مكتبه الميدانى في مصر، الذي تم إنشاؤه في أعقاب ثورة 25 يناير، مع عدم إرسال مراقبين للانتخابات البرلمانية المقبلة والمقرر أن تجري قريبًا، وذلك بعد أقل من أربع سنوات على افتتاحه في القاهرة.
إغلاق المركز
وقد أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، خبر إغلاق المركز في بيان له أمس الأربعاء، قال فيه إن المناخ الراهن في مصر ليس من شأنه أن يقود إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية، مضيفا: "آمل أن تتراجع السلطات المصرية عن الخطوات الأخيرة التي تحد من حقوق التنظيم والتجمع وتقيد عمل منظمات المجتمع المدني في مصر"، حسب نص البيان.
وتابع البيان:"إنه مع اقتراب إجراء انتخابات برلمانية في وقت لاحق هذا العام، فإن المركز، يدعو السلطات المصرية إلى اتخاذ خطوات لضمان الحماية الكاملة للحقوق الديمقراطية الجوهرية للمصريين، بما فيها الحق في المشاركة السياسية والحريات الأساسية المتعلقة بحقوق التنظيم والتجمع والتعبير".
سياسات أمريكا
وأعاد هذا البيان إلى الأذهان المواقف السابقة التي اتخذها المركز ضد مصر، والتي تتفق مع سياسات الإدارة الأمريكية، ودعمها له على الرغم من كونه مركزا غير رسمي.
ففي أعقاب الإطاحة بالمعزول محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو، قال المركز في بيان له، إن الحدث تسبب في تعميق عدم الاستقرار السياسي في البلاد، زاعما أن مصر تتجه إلى الانهيار السريع عقب الانقلاب على الرئيس السابق محمد مرسي، وتدخل الجيش بالقوة لعزله- بحسب بيان له.
الانتخابات الرئاسية الأخيرة
وفى أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، رفض المركز إرسال مراقبين دوليين لمتابعة سير عملية التصويت فيها، حيث قال: "نتيجة الانتخابات محسومة مسبقا للمشير عبد الفتاح السيسي، وأن ما يحدث في مصر حاليا مهزلة سياسية كبيرة"، إلا أن ذلك يأتي على عكس الانتخابات السابقة، حيث ذهب كارتر آنذاك إلى مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وعقد لقاءات مكثّفة مع المرشد محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، حيث أجروا محادثات مكثَّفة لم يكشف عن محتواها، مما أعطى الانطباع عن دعم الإدارة الأمريكية للجماعة ومرشّحها مرسي.
انتهاكت صارخة
وفي هذه الأثناء منح كارتر ومركزه، شهادة بحسن سير الانتخابات، وأكد أنها شهدت انتهاكات صارخة وتجاوزات أثَّرت بشكل كبير على النتائج، كما حدث في أزمة بطاقات المطابع الأميرية، ومنع قرى قبطية كاملة من التصويت بقوة السلاح.
وقد كانت إجازة الانتخابات الرئاسية في 2012 شبيهة بما حدث في الانتخابات البرلمانية عام 2011، والتي شهدت مجيء كارتر بنفسه على رأس فريق ضخم من مركزه لمتابعة الانتخابات، التي انتهت بفوز تيار الإسلام السياسي بقرابة ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان، حيث شهد بنزاهتها على الرغم من المخالفات والتجاوزات التي وقعت فيها، مثل استخدام دور العبادة والشعارات الدينية في الدعايا الانتخابية.
منظمة غير حكومية
يذكر أن مركز كارتر للسلام الدولي هو منظمة غير حكومية لا تهدف إلى الربح، تأسست في عام 1982 على يد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وزوجته روزالين سميث كارتر، وهو يقع في وسط مدينة أتلانتا بولاية جورجيا مسقط رأس مؤسسه، على مساحة تقدر بـ 35 فدانا، حيث يضم مكتبة ضخمة ومتحفا، ويعمل به خبراء دوليون.