فشخرة الحكومة
عندما أتابع تصريحات المسئولين، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والسادة الوزراء والمحافظون، عن ترشيد النفقات، أشعر بالفخر والزهو أن الله رزقنا بعد طول صبر بحكومة تشعر بالمواطن وأن زمن الفشخرة "الكدابة" انتهى وأن عصر المال السايب ذهب بغير رجعة وأن عصر إفطار الوزير "سيمون فيميه" من مخلفات الاستعمار وأن شرب المسئولين للمياه المعدنية كان في زمن الانفلات المالى، والتي يحاكم بسببها نظام مبارك وليس قتل المتظاهرين كما يدعى البعض، وأن الوزير اللى خايف يشتغل ويواجه الإرهاب ليس له مكان بيننا.
وتأكيدًا لهذه المعانى الجميلة حول فضل الترشيد وفوائد تقليل النفقات، وإيمانًا من الحكومة بدورها الرائد في مكافحة الفشخرة الحكومية يخرج علينا مسئول "كبير" يحثنا على الثبات على موقفنا في الوقوف صفا واحدا في طوابير التقشف وألا يخرج أحد من الصف مهما حدث وأننا أكلنا كتير وشربنا كتير وجاء الوقت للوقوف بجوار مصر في "جوعها"، وأنه من الآن أصبحت "الدقة" الغذاء الرسمى للمصريين، وأن الحكومة لن تأكل بمفردها بعد اليوم حتى لو كان سندوتشات الفول والطعمية وأن الوزراء سوف يستقلون المواصلات العامة وربما كل 4 وزراء في سيارة واحدة على اعتبار أن غالبية مقرات الوزارات في منطقة واحدة وأن زمن المواكب والزفة البلدى للمسئولين الكبار والصغار لن يتكرر، وأنه يجرى حاليا التفكير في تأجير السيارات الفارهة الخاصة بالوزراء للإنفاق على الوزارات وتوفير مصروف جيب للوزراء وأن الحكومة الرشيدة تستحق الصدقة والحسنة أكثر من متسولى الشوارع.
وعندما يسمع المواطن الفقير هذه التصريحات يشعر بسعادة من وجد ابنه التائه في المولد ويظل يصفق حتى موعد ظهور "المسئول الكبير قوى" من جديد، هذا في عالم التصريحات التي لا تكلف الحكومة سوى كلمتين في الهواء على لسان رئيسها أو أحد أعضائها، أما في الواقع فالأمر مختلف فالحكومة تصرف ببذخ شديد كأنها تنفق من أموال يتامى أو كأنها مسئولة عن مغارة على بابا والسيارات الفارهة بالعشرات والمواكب لا تنقطع والزفة البلدى بالسيارات للوزراء صباحًا ومساءً وبعد خروج سيادته من الحمام كما يفعل وزير التربية والتعليم الذي يتنقل بموكب يضم 6 سيارات دفعة واحدة تسد عين الشمس منها دفع رباعى وفورد ومرسيدس وبيجو وماركات لا أعرفها.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن أي مواطن، إذا كان موكب وزير التربية والتعليم هذا العدد الكبير من السيارات فما عدد سيارات موكب وزير الداخلية؟ من المؤكد أنه أضعاف هذا الرقم على اعتبار أنه شخصية مستهدفة ولكن من الذي يستهدف موكب وزير التربية والتعليم.. يبدو أنهم تلاميذ إعدادي ؟
لابد من احترام المواطن وأن تتطابق التصريحات مع الواقع فلا توجد ضرورة أن يتحرك وزير، أيًا كان هو، بهذا العدد الكبير من السيارات إلا إذا كانت هذه السيارات ينفق عليها من جيبه الخاص فهذا إهدار للمال العام، والمفاجأة أن هذا الأسطول الذي حمل وزير التربية والتعليم لم يكن في مهمة انتحارية أو مهمة قومية حتى نتقبل هذا الأمر ولكن كان في زيارة لإحدى القنوات الفضائية.
Essamrady77@yahoo.com