رئيس التحرير
عصام كامل

لهذه الأسباب.. قنبلة "الإسعاف" لن تكون الأخيرة!


قبل يومين.. تحدثنا عن ملابسات ودلالات انفجار تظاهرات الإخوان في يوم مؤتمر إعمار غزة.. وقلنا إن لا صدفة في الأمر بين توقيت التظاهرات والهجوم الوقح على مصر من الصحف الأمريكية القريبة من دوائر القرار والمخابرات هناك مع تصعيد حملات النشطاء داخل مصر..

كما قلنا إن رفض مصر الانضمام للتحالف ضد داعش وموقف مصر الصلب حتى الآن ضد التدخل في سوريا أهم الأسباب في ذلك.. وقلنا إن التعامل يتم الآن مع مصر بالعصا والجزرة.. وأمس خلال ساعة واحدة، يحدث انفجار منطقة الإسعاف وتفجير خط الغاز بالعريش ثم قنبلة الصوت أمام جامعة أسيوط! أما في نهار الثلاثاء فاستمرت التظاهرات الإخوانية الجامعية العنيفة التي بلغت حد اقتحام أكثر من مبنى والاشتباك مع الحرس!

وهذا كله لا يتم عفويا ولا بغير تعليمات بالتصعيد ولا بغير تمويل كبير لدعم العمليات.. فمثلا، وحتى لا يستسهل أحد ما يجرى، فعملية التفجير التي تمت بمنطقة الإسعاف - وبخلاف موقع العملية الخطير جدا حيث يتوسط تماما دار القضاء العالي وسنترال رمسيس، وبه مقر الإدارة العامة لشرطة الاتصالات وكذلك الكنيسة الإنجيلية الملاصقة لمحطة المترو، وبذلك فالشرطة والقضاء والمسيحيون هناك، إلا أن العملية تحتاج لعناصر مدربة فليست كل العناصر قادرة على السير بسيارة في قلب القاهرة وبين لجان مرورية وأكمنة شرطية وفي قلبها عبوة متفجرة!
 
كما أن عملية مثل تلك تحتاج عناصر غير معروفة وغير مرصودة من الأمن، وهو ما يحتاج إلى تسكين أفرادها في أماكن غير معروفة وتأهيلهم نفسيا، وأغلبهم قد يلتقي بالباقين في يوم العملية نفسها بما يعني وجود قائد للعملية يشرف وينفق عليها، كما أنها تحتاج إلى شراء سيارة أو تأجيرها (يستلزم بطاقة مزورة) أو سرقتها!

الخلاصة: لا تزال الأوامر تصل من مكتب الإرشاد السري أو قيادات الجماعة الهاربة؛ إذ لا يمكن للجناح العسكري للجماعة - وللجماعة تحديدا - أن يعمل منفردا في حالات الضرورة كباقي الجماعات الإرهابية، وهو ما يعني أيضا موافقة الحلفاء والممولين لما يحدث من عمليات أي قطر وتركيا..

وهو ما يعني الترابط الشديد بين ما جرى من الصحف الأمريكية التي عادت من جديد لوصف ما جرى في يونيو بالانقلاب العسكري، وأن ما في مصر ليس إلا حكومة قمعية مغتصبة للسلطة.. وهو ما يؤكد أن هناك أسبابا محددة تدعوهم للضغط على مصر وأن الإغراءات لم تُجدِ.. أو لم تُجدِ وحدها فكان الضغط بالتصعيد بالإرهاب والعنف!

بالمناسبة.. التصعيد والعمليات الليلية الثلاثة تمت في أهم أسبوع من الانتصارات لجيشنا العظيم في سيناء، وفي اليوم نفسه الذي زار حاكم قطر السعودية وأعلن كذبا التزام قطر بالمطالب الخليجية، وبعدها بساعات وقف أوباما ليدهش الجميع ويقول بميوعة بالغة إن داعش يتقدم! وإن الوضع في "كوبالي" مأساوي! وما قاله يستدعي - بالضرورة - في الخطوة التالية، فكرة حتمية اللجوء للقوات البرية، وكذلك ضرورة دخول الأراضي السورية لخلق أمر واقع على الأرض، وتبذل كل المحاولات لجر مصر إلى القتال وهنا نعود لأهمية الموقف المصري الرافض لمخطط التحالف الدولي.. الذي كلما كان الموقف صلبا كلما زاد الإرهاب.. والعكس صحيح.. بكل أسف!!
الجريدة الرسمية