بالفيديو والصور.. بعد مقتل طالب بالمطرية.. الأبنية التعليمية في مصر الإهمال سيد الموقف.. الحيوانات والحفر المميتة تهددان الطلاب في قنا.. نقيب شرق القاهرة يؤكد: الأبنية التعليمية أسوأ مرفق بالدولة
"التعليم كالماء والهواء"، شعار أطلقه طه حسين منذ عقود ليؤكد على أهمية التعليم في حياة الأمم، ولا يمكن أن يستقيم وضع التعليم في أي مكان بدون توافر المقومات الأساسية للتعليم ويأتى على رأسها الأبنية التعليمية الآدمية، وفى مصر تعانى الأبنية التعليمية من التدنى، فقد صدرت عدة تقارير تؤكد على تدنى مستوى الأبنية التعليمية بالإضافة إلى حرمان مناطق عدة من هذه الأبنية مما يشكل تعديًا صارخًا على حق المصريين في التعليم كما كفله الدستور.
وفاة طفل
ورغم أن التعليم كالماء والهواء إلا أن الإهمال جعل منه سببًا للوفاة بعد مصرع التلميذ "يوسف محمد"، بالصف الثالث الابتدائى في مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية التابعة لإدارة المطرية التعليمية، حيث حاول التلميذ فتح النافذة المكونة من أربعة "درف"، نظرا لحرارة الجو وبمجرد فتحها سقط الزجاج عليه ما أصابه بجرح قطعي في الرقبة، وتم نقله إلى مستشفى المطرية التعليمى، في تمام الحادية عشرة صباحا إلا أنه لنقص الإمكانيات واحتياجه إلى جراحة عاجلة في "الشريان الأورطى" تم نقله إلى مستشفى عين شمس التخصصى، وتم إجراء عملية جراحية له إلا أن الأقدار شاءت أن يتوفى التلميذ.مناطق محرومة
كشف تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم عن أن هناك 24.5% من إجمالي القري والتوابع في مصر محرومة من مدارس التعليم الأساسي وأن 35.9% من إجمالي المدارس تزيد فيها كثافات الطلاب على الأعداد المقررة وأن 14.2% من المدارس الحكومية تعمل بنظام الفترات وأن مصر تحتاج إلى 232 ألف فصل دراسي جديد تتكلف 51 مليارًا و167 مليون جنيه، خاصة وأن أقرب مدرسة تبعد بنحو 2 أو 3 كيلو مترات، الأمر الذي أدى إلى وجود نسبة كبيرة من التسرب من التعليم التي تمثل أحد منابع الأمية الرئيسية في مصر.
سوهاج المحرومة
أصدرت الهيئة العامة للأبنية التعليمية تقريرا عن 2066 منطقة محرومة من مدارس التعليم الأساسي، في 17 محافظة. وتأتي سوهاج على رأس القائمة بـ 351 منطقة بلا مدارس، ويليها مركز البلينا على رأس مراكز سوهاج من حيث الاحتياج إلى مدارس للتعليم الأساسي، وبه 73 منطقة محرومة من المدارس، يليه مركز دار السلام بـ45 منطقة، ثم مركز سوهاج بـ 34 منطقة، تمثل مجموعة من القرى والتوابع بالمحافطة الأكثر فقرا في ناحية البنية الأساسية للمباني التعليمية. وبعد سوهاج في القائمة محافظة قنا ويوجد بها 303 مناطق محرومة من المدارس، بين قرى ونجوع وكفور.
الخطر
يوجد في مصر عدد كبير من المدارس لا تصلح للاستمرار في المنظومة التعليمية، حيث تعانى من الإهمال الشديد وتردى الأوضاع، مما يشكل خطرًا على حياة الطلاب، وقال اللواء محمد فهمي مدير هيئة الأبنية التعليمية إن هناك 608 مدارس آيلة للسقوط وأن 198 مدرسة تم تطبيق قرار الإزالة عليها، وأعيد بناؤها وتدخل الخدمة في العام الحالي، من أموال صندوق الدعم بالهيئة، ونستعرض أبرز المدارس التي تعانى من الإهمال، والتي أثارت جدلًا كبيرًا لدى الرأى العام المصرى.
قرار إزالة
تعد مدرسة الشهيد عبد الرازق خلاف بالدهسة مركز فرشوط قنا من المدارس التي تهدد حياة الطلاب، فقد صدر لها قرار إزالة منذ أكثر من 4 سنوات وما زالت الدراسة فيها سارية مما يمثل خطرا مباشرا على التلاميذ.
وأكد مدير هيئة الأبنية التعليمية خلال لقاء تلفزيونى، أن المدرسة لن تفتح أبوابها لاستقبال التلاميذ، وبعد قيام مركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان بزيارة إلى المدرسة لتقى الأوضاع فيها، تبين أنها تعمل منذ اليوم الدراسى الأول للعام الدراسى الجديد وبكامل طاقتها، وطالب المركز بفتح تحقيق في الواقعة لكونها تهدد حياة الطلاب.
الحيوانات الضالة
وكانت عدسة "فيتو" قد التقطت الكثير من الإهمال في المدارس في عدة محافظات مع بداية العام الدراسي كان منها مدرسة الشيخ رجب الابتدائية بالقبيبة فرشوط والتي أصبح تلاميذها عرضة للثعابين والحيوانات الضالة لعدم وجود سور مع وجود المدرسة وسط زراعات القصب وكذلك مدرسة نجع الست الابتدائية بأولاد نجم المختلط فناؤها بالشارع الرئيسى الملى بالسيارات المتنوعة، مما يشكل خطرًا قائمًا على حياة الطلاب.
تأخر المقاولين
توقفت مدرستان بالفيوم عن العمل بسبب تأخر المقاولين عن تسليم المدرستين إلى هيئة الأبنية التعليمية، واضطر مديرا المدرستين إلى صرف الطلاب ومنعهم من دخول المدرسة، فقد فوجئ طلاب مدرستي هوارة الصناعية المتقدمة والزخرفية الصناعية، بمنعهم من الدخول لوجود أعمال صيانة بالمدرستين وأسلاك كهرباء مكشوفة تسبب خطورة على الطلاب.
حفر مميتة
جاءت مدرسة "اليازجى الابتدائية المشتركة" ضمن المدارس التي قررت مديرية القاهرة التعليمية تأجيل الدراسة بها قبل يوم من بدء العام الدراسى الجديد لحين الانتهاء من إصلاح وترميم إحدى الحفر التي ظهرت بساحة المدرسة، والتي كان من الممكن أن تودى بحياة أحد الطلاب، كما انتشرت في المدرسة عدة أمور تجعلها خارج الخدمة منها القمامة التي تحيط بسور المدرسة وأمام البوابة، مما أدى إلى انتشار الذباب في محيطها، وقد يؤدي إلى نقل العدوى والأمراض للأطفال، وانتشار الباعة الجائلين أمام بوابة المدرسة.
استياء المعلمين
وأثارت هذه الأوضاع السيئة استياء العديد من المهتمين بأوضاع التعليم في مصر، فقد قال على زيدان نقيب شرق القاهرة في نقابة المعلمين المستقلة: إن الأبنية التعليمية في مصر من أسوأ المرافق في الدولة، وأكد أن العاملين في الأبنية التعليمية يفتقرون إلى روح التجديد والابتكار، وذكر أن الوزارة لا تعلن بشكل واضح عن تمويل هيئة الأبنية التعليمية، ومصير الأموال المخصصة لها. موضحًا أن الوزير أعلن مؤخرًا عن أرقام غريبة ليس لها أساس من الصحة.
وطالب زيدان وزير التربية والتعليم بوضع رؤية واضحة لمنظومة الأبنية التعليمية والاستعانة بمتخصصين في هذا المجال يتم اختيارهم بناءً على معايير محددة، ووضع حلول بديلة لمنع تعرض الطلاب للخطر، مضيفًا: "وزير التعليم لازم ياخد قرارات جريئة ويعمل الشبابيك من البلاستيك بدل الزجاج لحماية الطلاب ومنع تكرار واقعة المطرية".