رئيس التحرير
عصام كامل

ناصر.. والسيسي.. وأحقاد أردوغان!


لا أستطيع إنكار إعجابي بالطفرة التي حدثت في تركيا في السنوات الأخيرة، بل إننى أذكر بعض مواقفهم، على الأقل المعلنة، من الحرب الأمريكية على العراق كانت جيدة، ولكن ما يحدث من الأخ أردوغان منذ ثورة 30 يونيو يثير تعجبى، البعض يبرر أنه إخوانى، والبعض يردد أنه لسان حال الأمريكان أو على الأقل يقوم بدوره باتفاق مع الأمريكان، ولكن السبب الحقيقى فيما أراه أنه مثله مثل الأمريكان، كلاهما جاءت ثورة 30 يونيو لتهدم أحلامه بعد وصول جماعات الإرهاب للحكم في مصر وأكثر من بلد عربى.


الأمريكان ضاعت أحلامهم في مصر، أما الأتراك فقد تبخرت أحلامهم في استعادة حلم إعادة الإمبراطورية العثمانية، ولم ينس أردوغان أن مصر واستقلالها عن الأستانة كان من أهم تفكك الإمبرطورية العثمانية القديمة،لهذا لم يعد يطيق أردوغان مصر ونظامها الذي جاء به الشعب، وأتصور أن أردوغان أصبح كل يوم يرى في أحلامه كابوسا فيه محمد مرسي وراء القضبان، تارة يراه وهو معلق في حبل المشنقة، وتارة يرى المشنقة حول خيرت الشاطر،وأصبح أردوغان مسكينا لا ينام،يخشى أحيانا النوم فيظهر له السيسي.

لهذا فإن هذا التفسير يوضح لنا ما حدث في الأمم المتحدة،وما شاهده العالم من خطاب رجل الدولة عبد الفتاح السيسي وخطاب رجل فقد عقله وفقد احترامه لنفسه واحترام العالم، إنه الحقد الذي يأكل قلب أردوغان،يحاول أن يكون زعيما عالميا،ولكنه فشل لأنه "يحشر مناخيره" في شئون بلد آخر لم يختره نائبا عنه ولم يشك له، وهذا يعيدنى إلى رسالة بتوقيع "إماراتية" تعليقا على مقال جمال عبد الناصر لم يكن ناصريا..قالت فيه:

أخي الفاضل مقالك رائع جدا "أريد زعيما يعيد للعدالة الاجتماعية قيمتها ومكانتها" لأن من يدعون الناصرية والعدالة الاجتماعية هم في نفس الوقت يحتقرون ويهتفون ضد العدالة !!..لأن العدالة في حد ذاتها "قيمة إنسانية عادلة" لا يدركها إلا الزعيم العادل الوطني المحب المخلص المنقذ المضحي لأجل شعبه وأمته العاشق لتراب الوطن والحريص على تماسك وحدته وسلامته من معتد أو مغتصب له..

أما من يدعون العدالة في الشعارات الرنانة ويهتفون في ضريح من حقق العدالة الاجتماعية بإسقاطة فهؤلاء انكشف أمرهم وذاع صيتهم بأنهم بعيدون كل البعد عن ما تعنيه العدالة!!..التي سيعيد لها مكانتها وقيمتها الفعلية الزعيم الذي خلد اسمه وحفرت صورته في أذهان شعبه وأمته وكل من هو حريص على عروبته ووطنه العربي الذي لولا هذا الزعيم وشعب مصر الأبي لتمزقت أواصلنا وهدم كياننا وشتت شملنا..حفظه الله وثبت على طريق العدالة والحق خطاه..ولكم الشكر الجزيل.
......
شكرا للقارئة الصديقة الإماراتية وليتنا جميعا نعلم أن الزعامة الحقيقية تولد من عطاء القائد لبلده وشعبه والحفاظ على حرية قراره وتنمية شعبية وليس القفز على مهاجمة الغير لأغراض في نفس أردوغان وهذه الأغراض لحقده على مصر الكنانة!
الجريدة الرسمية