رئيس التحرير
عصام كامل

بالتفاصيل..عار ديون مصر لدى بريطانيا قبل 52 !


هم يريدون أن يقولوا للناس أن ما جري بعد 52 باطل..ولأنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا لذا لجأوا إلى تفكيك المسألة..فالقاهرة - مثلا - كانت أجمل مدينة في العالم في مسابقة تمت عام 25 ! وهذا يعني أنها كانت أفضل في العهد الملكي..وعندما تفتش في حقيقة المسألة لا تجد لها سندا ولا دليلا إلا في صفحات على الفيس بوك لا تقدم هي أيضا أي دليل..بل مرة تجدها عام 25 ومرات في أعوام أخرى وهكذا !

وهم - أنفسهم - يقولون للناس إن بريطانيا كانت مدينة لمصر قبل ثورة يوليو! يريدون أن يقولوا إن اقتصادنا تدهور بعد الثورة..ولا يقولوا للناس أصل القصة ولا أصل المستحقات..ولأن الأغلبية لا تقرأ وإن قرأت فلن تفتش في التاريخ ولا المستندات ولا الوثائق..وشعارهم عندئذ أن "العيار الذي لا يصيب فإنها يزعج كثيرا"!!

ومرارا شرحنا قصة الديون..وحقيقة المستحقات..وقلنا إنها صحيحة نظريا..لكنها فضيحة موضوعيا..وها هي المفاجأة..وإليكم ما حدث هذا الأسبوع حيث يقول الخبر الذي نشرته الأهرام أمس ولازال على بوابتها حرفيا ما يلي: "كشفت دراسة تاريخية بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى التي اندلعت في عام ١٩١٤ وأثناء الاحتلال، أن بريطانيا مدينة لمصر بنحو ٣٠٠ مليار جنيه دينا مباشرا قيمة تمويلات وخدمات عسكرية، فضلا عن ضياع تعويضات دول الحلفاء لأهالي وأحفاد مئات الجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا على أراضي تلك الدول ودفنوا فيها، وأن من حقهم معاش الشهيد بالتوارث حتى الآن.

وصرح د. أشرف صبري الباحث في التاريخ العسكري بأنه اكتشف في وثائق المكتبات البريطانية ما يثبت ديون مصر لدى بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وفي الحروب التي خاضتها مصر مع الحلفاء وقدمت مئات من الشهداء مقابل حصولها على الاستقلال، وأنه عثر بين المكتبات الرسمية في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا على مذكرات المبعوث ملنر وخمسة من وزرائه قال فيها: (لقد استدانت بريطانيا من مصر ٣ ملايين جنيه استرليني ومن حقها المطالبة بها في أي وقت تشاء) وهذا المبلغ بمضاعفاته يساوي الآن نحو ٣٠٠ مليار جنيه.

وأضاف الباحث: "وفي هذه المرحلة نشرت جريدة الأهرام المصرية عام ١٩٢٢ أن مصر تنازلت عن المبلغ في أثناء وجود المبعوث الملكي ملنر، وكان هذا التنازل من وليام برديناد البريطاني الجنسية، والذي كان يشغل منصب المستشار القانوني والمالي لوزارة عبد الخالق ثروت باشا، والذي عزل وزيرين يطالبان بالديون المصرية، بناء على طلب بريطاني، أي إن المتنازل عنها مسئول بريطاني وفي ظروف احتلال البلاد، كما أوضحت ذلك الوثائق السرية في مركز الكومنولث البريطاني"."!

انتهى الخبر..لتتكشف الحقيقة..فلا الأموال كانت ديونا لمصر نتيجة سلع ومنتجات تم تصديرها.. ولا تمت المطالبة بها لمدة 30 عاما كاملة قبل الثورة..ولا تجرأ الملك ولا حكوماته بالمطالبة بها..بل العكس تماما تماما..مصر الملكية أرسلت أبناءنا ليس للدفاع عن أمننا القومي ولا لتحرير بلد عربي مسلم بل دفاعا عن بريطانيا التي تحتلنا أصلا ويموت ضباط وجنود مصر بلا دية أو تعويض..بل وبريطانيا نفسها تعزل وزراء مصريين تجرأوا على المطالبة بحقوق المصريين !

السطور السابقة دراسة تاريخية علمية - عملية -..مشفوعة بالأرقام والتواريخ والأسماء.. وليست حكاوي قهاوي في التاريخ من علم "الفساكونيا" لمؤاخذة !
أي عار هذا؟!
الجريدة الرسمية