رئيس التحرير
عصام كامل

حسين مجاور: 90 % من المصريين كانوا حزبا وطنيا و"محلب" واحد منهم

فيتو

  • مش عيب أكون مواليا للحكومة أيام مبارك علشان مصلحة العمال 
  • ما يحدث بين المراغي وإبراهيم شغل عيال 
  • وزير المالية الحالي كان مستشار يوسف بطرس غالي
  • الحركة النقابية "ضاعت" بسبب "البرعي والإرهابية" 
  • انتمائي لـ"المنحل" لن يثنيني عن الترشح للبرلمان
  • "الوطني" والإخوان سيكون لهما تمثيل في البرلمان المقبل
  • نظام "مبارك" وصل للشيخوخة والتغيير تأخر 12 سنة
  • كل قيادات اتحاد العمال لا يصلحون لتولي منصب الرئيس 
  • مبارك كان يريد التوريث 
  • اتحاد العمال متماسك بسبب "الفلوس اللي تركتها لهم"

لم يتبرأ من انتمائه للحزب الوطني حين كان رئيسا لاتحاد نقابات عمال مصر، بل تمسك بعزمه الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، رغم اتهامه في موقعة الجمل، مؤكدا أن الخدمات والأرضية الجماهيرية هما المقياس الحقيقي لأي مرشح في الانتخابات المقبلة.
حسين مجاور، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الأسبق، وأحد متهمي موقعة الجمل، أكد في حواره مع "فيتو" أنه ظلم كثيرا وبرأه الله رغم المحاولات التي حيكت ضده من أعدء الوطن، لافتا إلى أن ثورة يناير كان لابد منها لكن سطا عليها الإخوان بمباركة من النشطاء، إلا أن الله أنقذ مصر بـ"السيسي".. وإلى نص الحوار:

*تقييمك للحركة النقابية منذ 25 يناير حتى الآن؟
ما حدث بعد 25 يناير من محاولات وتغييرات في اتحاد العمال وتعاقب الوزراء كان الهدف منه هدم الحركة النقابية

*ومن المتهم في ذلك ؟
الدكتور أحمد البرعي، وزير القوى العاملة والهجرة الأسبق، هو من دمر اتحاد العمال، خاصة عندما حل الاتحاد في 2011 دون سند قانوني.

*هل ترى أن التربص باتحاد العمال كان فقط بعد 25 يناير ؟
لا بالطبع لأن الاتحاد كانت المؤامرات تحاك ضده منذ 2008 من خلال حركتي 6 إبريل وكفاية، والنقابات التي خرجت تحت مسمى "النقابات المستقلة" بالمخالفة للقانون.

*بعد براءتك من تهمة موقعة الجمل وإمكانية صدور حكم لصالحك بعدم قانونية حل الاتحاد هل ستعود مرة أخرى ؟
لا أنا مش عايز أرجع تاني.

*لكن قد يكون ذلك رد اعتبار لك؟
هناك طرق كثيرة أرد بها اعتباري بعيدا عن العودة للاتحاد، أنا خدمت الحركة العمالية بما يرضي الله وراض عن كل ما قدمته لعمال مصر، من خلال 41 سنة عمل نقابي من رئيس لجنة نقابية حتى رئيس للاتحاد، ورد اعتباري من خلال مشاركتي في الحياة العامة ولخدمة بلدي لكن بعيدا عن الحركة العمالية.

*ولماذا لا تنتوي العودة للحركة العمالية مرة أخرى ؟
الحركة العمالية "وهنت" وضعفت.

*ومن السبب ؟
رجال البرعي وأعوانه ومن ينفذون أجندة منظمة العمل الدولية، والاتحاد الحر، والدليل أنه عندما حل الاتحاد في 2011، في غيابي ولو كنت موجودا في الاتحاد وقتها ما جرؤ على حل الاتحاد، وبعدما حل الاتحاد "جاب ناس من الشارع ومن القهوة ومسكها مجلس الإدارة"، بالمخالفة للقانون حيث إن من يشكلون مجلس الإدارة يجب أن يكونوا ممثلين للنقابات.

*وهل كان للإخوان دور في ضعف الحركة النقابية ؟
الإخوان خلصوا على الحركة النقابية بعد قرار وزيرهم خالد الأزهري بصدور قرار إبعاد من تعدوا سن الستين من العمل النقابي.

*وما أبرز المشكلات التي واجهها الاتحاد خلال تلك الفترة ؟
على رأسها مشاكل الغزل والنسيج المفتعلة، ونجحنا في إبطال مخطط حركة 6 إبريل في 2008 ضد مصانع الغزل والنسيج، ولكنهم أشعلوا ميدان الشون في المحلة لعدم تجاوب العمال مع النشطاء المحبوسين حاليا ومن سيتم حبسهم قريبا كانوا يسعون لهدم هذه الصناعة من خلال حث العمال على وقف العمل والإنتاج.

*كيف كان التعامل مع الوزيرة عائشة عبد الهادي حينما كنت رئيسا للاتحاد؟
سبق أن اختلفت معها وظلت سنة كاملة لم تدخل الاتحاد، ولو كنا كاتحاد تابعين للحكومة كان من الممكن أن تجازيني عائشة عبد الهادي، التنظيم النقابي طول عمره مستقل ولا يوجد شيء اسمه نقابات مستقلة.

*لكن كان يؤخد على الاتحاد ولاؤه للحكومة في فترة توليك رئاسته ؟
لا يوجد ما يمنع ذلك لأن الظروف في وقت من الأوقات تقتضي ذلك من أجل مصلحة العمال، وما أحوجنا الآن إلى الوحدة التي كنا عليها قبل 25 يناير.

* تتهم النقابات المستقلة بتلقي أموال من الخارج دون وجه حق.. فهل تلقى الاتحاد العام أي دعم من الخارج ؟
لم يحدث قط أن تلقى الاتحاد العام "قرش واحد" من الخارج أثناء رئاستي لصندوق الاتحاد وكذلك رئاسته، وعندما كانت تأتي أي منظمة لعمل أي نشاط كان يتم الصرف تحت إشراف الاتحاد.

*كيف ترى ما شهده الاتحاد وما أطلق عليه "لعبة الكراسي" بين جبالي المراغي وعبد الفتاح إبراهيم ؟
"شغلة عيال" لأنهم لم ينضجوا على مستوى العمل النقابي ولا يستطيعون أن يفهموا قيمة موقفهم كأكبر من الوزارة أو الحكومة.

*من على الساحة الأقدر من وجهة نظرك على رئاسة الاتحاد ؟
ولا واحد يصلح من الوجوه الموجودة حاليا.

*ومن أين نأتي برئيس جديد يصلح لرئاسة الاتحاد ؟
الدورة النقابية الجديدة سوف تبرز قيادات قادرة فعليا على النهوض بالاتحاد إلى مستويات أفضل وهذا لن يتم إلا بعد انتخابات البرلمان.

*تقييمك لموقف الاتحاد من الوزيرة ناهد عشري؟
الوزيرة ضعيفة والاتحاد ضعيف، أنا أعرف ناهد عشري، منذ أن كانت في الوزارة أيام عائشة عبد الهادي وكان كل عملها صياغة الاتفاقيات الجماعية وإمكانياتها محدودة ولكن الظروف خدمتها حيث جاءت في وقت الاعتصامات والإضرابات مؤجلة ونسبت ذلك نجاحا لنفسها، على الرغم من أن تأجيل المطالب الفئوية بطلب من الرئيس، بالإضافة إلى أن النشطاء ممن كانوا يثيرون المشكلات العمالية أغلبهم في السجون ولم يعد لهم دور خاصة أن 6 إبريل كان لها دور في الاعتصامات والاحتجاجات العمالية.

*في العهد السابق شاهدنا تلاعبا بصفة العامل والفلاح في الانتخابات البرلمانية كيف ترى ذلك ؟
أتحدى خلال رئاستي للاتحاد من يثبت صدور شهادة صفة "عامل" وهو ليس عاملا والكلام مثبت في الاتحاد ومن الممكن الكشف عليه، لأني كنت أشكل لجنة لفحص كل الطلبات من خلال محاميي الاتحاد برئاسة حسني سعد وأثناء توقيعي على الشهادة كنت أراجعها بنفسي، وكثيرا ما رفضت أوراق طلبات الصفة العمالية ولكن التلاعب كان في صفة الفلاح.

*كم مقعد في البرلمان القادم تتوقع أن يكون للعمال ؟
لن تتجاوز الـ20 مقعدا.

*يؤخذ على الاتحاد أن معظم مرشحيه كانوا منتمين للحزب الوطني ؟
الحركة النقابية بعيدة كل البعد عن الأحزاب السياسية والكل كان يخلع عباءته الحزبية على أبواب الاتحاد والدليل أن الاتحاد كان يضم في عضويته كل التيارات بما فيها الإخوان وكرمنا ناسا من التجمع في أحد احتفالات عيد العمال، لكن إذا كانت الأغلبية من الحزب الوطني "لا مؤاخذة يعني مصر كلها كانت حزبا وطنيا" ورجال الأعمال الموجودون على الساحة والأحزاب "الفكة" كل هؤلاء كانوا أعضاء في الحزب الوطني.

*كنت قياديا بالحزب الوطني والآن تعلن ترشحك للبرلمان..كيف ترى فرص الفوز في ظل رفض الكثيرين لـ"الفلول" ؟
"يعني إيه فلول؟!" الحزب الوطني ليس "سبة" و90% من الناس اللى على الساحة كانوا حزبا وطنيا، رئيس الوزراء الحالي إبراهيم محلب، كان أمين المهنيين في أمانة الحزب الوطني بالقاهرة، وكان عضو أمانة السياسات، ورئيس الحكومة "مش وحش" وشغال، وزير المالية الحالي كان مستشار يوسف بطرس غالي، وغيره وغيره.. هايجيبوا منين ناس ولا يمكن أن نلغي 3 ملايين عضو بأسرهم، لكن كل اللى عليه شائبة مع السلامة، إنما الإنسان الكويس والشريف يشتغل.

*وهل تتوقع أن يكون لمن كانوا في الحزب الوطني نصيب كبير من مقاعد البرلمان؟
لا يمكن أن نحدد عدد المقاعد ولكن العبرة بارتباط كل مرشح بدائرته وخدماته وإنجازاته، ولذلك فيه ناس من الحزب الوطني في دوائرهم الناس بتطالبهم بالنزول وواثقين بفوزهم في الانتخابات.

*معنى كلامك أن البرلمان سيكون فيه "إخوان" ؟
احتمال كبير أن يكون البرلمان إخوانا، ولا يمكن لأحد أن يمنعهم من الترشح، خاصة أن من لم يكن عليهم أي أحكام سيدخلون البرلمان، وكانوا 88 واحدا في برلمان 2005 ولم يقدموا أي شيء.

*في ظل ما تعرضت له من هجوم واتهامات في موقعة الجمل، من ساندك في محنتك ؟
أنا لم أهاجم ولكني ظلمت من خلال مؤامرة والله برأني منها وأنا كنت واثقا ببراءتي من أول دقيقة، أنا الوحيد من بين 44 عضوا كنا في اتحاد العمال تم حبسي، وكان المقصود من حبسي فقط هو حل الاتحاد وفرقة الرقاصين اللي كانوا في التحرير ركبوا على مطالب الغلابة اللي كانوا بيطالبوا بحقوقهم، ومن يوم 28 يناير الإخوان ضحكوا على النشطاء وركبوا الثورة.

*معنى كلامك أن 25 يناير كان لابد منها ؟
كان لابد من التغيير وأن تعبر الناس عن رأيها لكن لم يكن يتوقع أحد أن تصل الأمور إلى هذا الشكل من سيطرة الإخوان ولكن الله أراد ذلك حتى يتم كشف الجميع والبلد يتخلص من الاثنين.

*وهذا يعني أيضا أن التغيير كان لابد منه ؟
أكيد "محدش بيقعد في الحكم 30 سنة"، طبيعة الحال في أي منصب في أي مكان لا يمكن لأحد أن يستمر 30 سنة لأن الرئيس بذلك يتحول إلى موظف ولا يوجد أي تجديد ويصبح "روتينا" والمسألة شاخت.

*وهل تأخر التغيير ؟
تأخر كثيرا،  كان من المفترض أن يتم من 10 أو 12 سنة، ومع بداية عام 2000 كان من المفروض أن يتم التغيير.

*فساد النظام كان سببا كافيا للتغيير ؟
أولا الفساد ليس مرتبطا فقط بالنظام القديم ولكن الفساد مرتبط بوجود الإنسان وفي الوقت الحالي ما زلنا نعاني وجود الفاسدين، وقبل 25 يناير كان هناك "فساد نظام" بسبب الشيخوخة، والرئيس حينما يكبر في السن ويصاب بالإعياء ويصبح مغيبا البطانة هي التي تحكم.

*كونك كنت أحد قيادات الحزب الحاكم هل حذرتم من هذا الفساد ؟
الكل يتخيل أن الحزب الوطني هو من كان يحكم مصر وهذا غير صحيح، وأنا رغم عضويتي للحزب ورئاستي للاتحاد لم أكن أعلم شيئا، أنا كنت بتخانق في منطقة العمال فقط، ومش كل من كان في الحزب الوطني كان بيحكم اللي كانوا بيحكموا مجموعة كانت قريبة من الرئيس والحمد لله أن رئيس الجمهورية الحالي لم يختر حتى الآن بطانة وعليه أن يتأنى حتى يحسن الاختيار.

*وهل كان بالفعل هناك اتجاه للتوريث ؟
طبعا

*بالنسبة لاتحاد العمال.. ماذا ترك له "حسين مجاور"؟
لولا "القرشين اللي تركتهم للاتحاد قبل ما أسيبه كانو شحتوا"، وقدامهم سنتين كمان إن لم يكن عندهم موارد يستطيعون الاعتماد على هذه الأموال، وإن لم يشتغلوا مش هيلاقوا يقبضوا الناس، أنا سايبلهم ودائع بـ32 مليون جنيه، و30 مليونا حصلنا عليها من وزارة المالية.
الجريدة الرسمية