رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. "فيتو" تكشف شركة تروج لمنتج مجهول لعلاج الإدمان.. إعلانات تروج لعقار وتزعم قدرته على تكوين مناعة ضد المخدر.. خبير نفسي: التخلص من السموم مرحلة أولية.. ومن المستحيل تكون مناعة ضد المخدر

فيتو

"انتباه الإدمان يدمر حياتك" كانت تلك مقدمة الإعلان التليفزيوني الذي تروجه عدة قنوات تليفزيونية مغمورة لمنتج "ليفيوكسيدين" وهو عبارة عن أقراص تروج لها الشركة المستوردة "كريت" على أنها الحل السحري للتخلص من الإدمان.


الإعلان الذي وصلت مدته إلى ما يقرب من دقيقتين لم يكن الوسيلة الوحيدة للترويج لهذا المنتج غير المعروف، وإنما أيضا موقع الشركة على شبكة الإنترنت وهو لا يزيد عن واجهة إلكترونية تضم أرقام التليفونات المتاحة لطلب المنتج، فيما تحمل صفحة الشركة على موقع "فيس بوك" تفاصيل أكثر تؤكد أن المنتج أثبت كفاءته في علاج كافة أنواع الإدمان، وحاصل على تصريح من منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية، وأنه استطاع علاج ربع مليون حالة إدمان.

الكول سنتر يشرح الكورس
والتقطت "فيتو" الإعلان واتصلت بأحد أرقام الهاتف المتاحة، ورد صوت سيدة في خدمة "الكول سنتر" باسم الشركة، وسألت عن نوع الإدمان، فتم إخبارها بأنه أقراص فسألت إن كان "ترامادول" أو "تامول" رغم أن المادة المخدرة في النوعين واحدة وبالتالي لا يختلف نوع الإدمان، فتم إخبارها بتداول النوعين، واستفسرت عن كمية الأقراص المتناولة يوميًا فتمت الإجابة بعدم المعرفة، كما تم السؤال عما إذا كانت هذه هي المرة الأولى لمحاولة الإقلاع.

وبعد معرفة كل هذه المعلومات بدأت السيدة فى شرح الكورس الذي من المفترض أن يستمر لمدة شهرين، في الشهر الأول يتخلص الجسم من المواد المخدرة وتقوم المادة الفعالة بتعويض الجسم عن أعراض الانسحاب، وخلال الشهر الثاني يكتسب الجسم مناعة من المواد المخدرة وتخرج المواد المخدرة عن طريق القيء أو قضاء الحاجة أو التعرق.

وعن الجرعة فإنها طبقًا لتعليمات الشركة، قرصان يوميًا في أول أسبوعين، وقرص يومي في الأسبوعين التاليين، ومع بداية الشهر الثاني تنخفض الجرعة إلى نصف قرص، بعدها تخفض الجرعة إلى نصف قرص كل 48 ساعة، ولم تنسَ موظفة الكول سنتر أن تؤكد وجود شهادة لإثبات تسجيل المنتج تأتي باللغة العربية.

وضرورة أن يتابع المتعاطي مع الشركة أسبوعيًا عن طريق الهاتف للتأكد من تعاطي الجرعة، وفي نهاية المكالمة أعلنت عن سعر الكورس وهو 1300 جنيه بالإضافة إلى 60 جنيهًا مصاريف الشحن، وعن الطعام فإنه يضم كل المأكولات العادية مع زيادة البصل والثوم والعصائر، والكبد.

المناعة ضد المخدرات مستحيلة
من جانبه، أكد الدكتور أحمد عبد الله، استشاري الصحة النفسية، أن ما تعلن عنه الشركة ليس علاجًا للإدمان، مشيرًا إلى أنه في حالة وجود مادة فعالة في الأقراص وهو ما يمكن إثباته بالتحليل المعملي، فإن الأقراص يمكن أن تقوم بإيقاف أعراض الانسحاب، ما يؤدي إلى تنظيف الجسم من سموم المخدر.

وأشار إلى استحالة عمل مناعة ضد المخدر، وإنما ما يحدث هو إيقاف أعراض الانسحاب، ما يتيح التوقف المؤقت عن التعاطي لتنظيف الجسم من السموم وعلاج الأعراض الجانبية وهذا جزء من العلاج، ولكن لا يقضي على التعاطي أو الإدمان.

وأضاف عبد الله أن: هناك عدة مراحل أخرى للعلاج لا يوفرها هذا الكورس الذي لا نعلم صحته حتى الآن من عدمه، مشيرًا إلى أن هناك خلطًا ضخمًا في هذه المسألة في مصر، فأغلب المراكز تعمل على هذه المرحلة فقط.

تصريح وزارة الصحة سري
والاتصال الأول لم يشمل الاستفهام عن ترخيص وزارة الصحة، فكان لابد من اتصال ثانٍ سألت "فيتو" فيه عن تصريح وزارة الصحة فتم التأكيد على وجوده، وتم الاستفسار عن رقمه فقامت ممثلة خدمة "الكول سنتر" بالتحويل إلى موظف آخر، رفض الإفصاح عن الرقم.

وأشار الموظف إلى أنها معلومات غير مصرح بإعطائها عبر التليفون، وحين طلبت "فيتو" الحضور إلى مقر الشركة قوبل الطلب بالرفض لكون المنتج يأتي من الخارج، وفي الاتصال الثاني الذي تم تسجيله رفضت موظفة الكول سنتر الإفصاح عن رقم التسجيل لكونها معلومات غير مسموح بها.

وبالبحث عن المنتج على موقع منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية لم تسفر عملية البحث عن أي نتائج تخص المنتج المذكور، إلا أن البحث كشف عن أن اسم المنتج هو اسم المادة الفعالة في عدد من أدوية المهدئات المستخدمة لعلاج سمات التوحد والعصبية المفرطة الناتجة عن أعراض الانسحاب.

وفي الوقت ذاته فقد كشف مصدر بإدارة التسجيل بوزارة الصحة أن المنتج لا يحمل ترخيصًا، وأن اسم المنتج هو اسم المادة الفعالة لمنتج آخر "الديوكسيدتين" يستخدم في السيطرة على أعراض الانسحاب، ومتاح بسعر 60 جنيهًا.

وتضع "فيتو" البيانات المتاحة لديها حول المنتج والشركة، وما توصلت له من معلومات في خدمة السلطات المختصة للتحقيق.



الجريدة الرسمية