شخصيات تبحث عن مؤلف

حاولت التخلص من الاكتئاب الذي أصابني جراء التفجيرات التي أودت بحياة أشرف الناس من الجيش والشرطة، وأستعرض بعض الشخصيات التي قد تقابلها فتعجب من سلوكها ولا تجد له تفسيرًا.

كنت شاهدة عدل على مواقف كثيرة دفعتني إلى رصد العديد من التصرفات الإنسانية غير المعتادة، لم أستطع التعامل معها باعتبارها أمورًا عادية رغم أنها لم تصل إلى حد الظاهرة، إنها نماذج من البشر عايشتهم فوجدت في كل شخصية ما يستحق أن نبحث لها عن مؤلف.

تكتشف نجل الأستاذ إكس الشديد في الدقائق الأولى من لقائه، ولكنك لن تعرف التفاصيل إلا بعد رصد تصرفاته الشخصية وسلوكه مع أهل بيته والمحيطين وكل من يسوقه سوء الحظ للتعامل معه، ورغم أحوال الأستاذ إكس الميسورة فهو يعتبر وجود أي من أنواع الفاكهة في منزله قمة الإسراف، وأن التعامل مع المكوجي رجس من عمل الشيطان.

هو دائمًا من المؤمنين بنصف الآية "ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا"، فعاش هو وأسرته على الكفاف ومات في سن التسعين وقدرت ثروته بخمسة ملايين جنيه.

أما الأستاذ "س" فهو يتشكك في كل شيء وأي شيء حتى أصابع يديه، إذا استدعى الأمر التوقيع على أي ورقة مهما تفتت قيمتها فلابد أن يستشير أكثر من محامٍ وأكثر من مختص، ثم يظل يفكر ويفكر وربما لا يصل إلى قرار في النهاية.

أما السيدة "أم العريف" فحدث ولا جرح، فهي تعتبر نفسها مرجعًا في كل شيء.. إذا تحدثت في الاقتصاد فكل أساتذة الاقتصاد أفكارهم متخلفة وهي من عندها الحل الناجح للخروج من عثرة الاقتصاد المصري، وإذا تحدثت عن الصحافة والإعلام فهذا هو مجالها المفضل حتى أنها أقدمت على إصدار مجلة في يوم من الأيام بيع منها عشرة نسخ وخسرت فيها تحويشة العمر.

الأستاذ "مصيلحي" دائم السؤال عنك وعن صحتك ومزاجك ولا مانع من إرساله باقة من الزهور يوم ميلادك، ثم يتوقف كل ذلك بانتهاء المصلحة التي أرادها منك.

ولا مانع بعد ذلك أن يتظاهر بنسيان اسمك إذا تقابلتما صدفة، ولا مانع أيضًا أن يعاود مسلكه الأول لو احتاج إلى خدمة أخرى، ويقسم لك أنك أقرب المقربين إلى قلبه.

هذه بعض الشخصيات التي أبحث لها عن مؤلف أو قُل "طبيب نفساني".